رئيس معهد الدراسات الدفاعية الهندي: لن ننخرط في الحرب العالمية على الإرهاب

الجمعة، 18 مارس 2016 10:53 ص
رئيس معهد الدراسات الدفاعية الهندي: لن ننخرط في الحرب العالمية على الإرهاب
الحرب العالمية على الارهاب - صورة تعبيرية

أكد رئيس معهد البحوث والدراسات الدفاعية الهندي روميل ديهيا أن بلاده لم ولن تنخرط فيما يسمى بالحرب العالمية على الإرهاب بالشرق الأوسط، والتي تدور رحاها حاليا في سوريا والعراق.

وقال ديهيا - خلال لقاء اليوم الجمعة مع وفد صحفي أفريقي كبير يزور الهند حاليا - إن بلاده لديها أسبابها لعدم المشاركة عسكريا في هذا التحالف، منها أن سياسة نيودلهي تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشيرا إلى أن الهند لديها إشكالية مع المبدأ المسمى "حق الحماية"، لاسيما بعد النتائج المؤسفة لممارسة بعض الدول له في سوريا وليبيا.

جاء ذلك فى تعليق من البروفيسور روميل الذى يرأس معهد البحوث والدراسات الدفاعية الهندى - أهم وأكبر مركز أبحاث هندى يعطى مشورته بشكل مستمر لصانع القرار منذ عام ١٩٦٥ وتحظى تقديراته باقرار من جانب دوائر الحكم والسياسة بالهند - حول عدم انخراط بلاده فى الحرب على الإرهاب بالشرق الأوسط مقابل مشاركة باكستان، وهل ستدفع الهند ثمنا فى صراعها مع جارتها باكستان وبخاصة فى جامو وكشمير لتجنبها المشاركة فى هذه الحرب .

وأضاف روميل أن "الهند لم ولن تكون جزءا من أي تحالف عسكري، لكننا في الوقت نفسه نهتم بقواتنا المسلحة، ونتعاون مع كل القوى"، موضحا أن الهند لديها قوات مسلحة قوية، وهى أكبر مساهم في قوات حفظ السلام بالعالم، حيث شاركت بنحو 170 ألف جندي هندي في عمليات حفظ السلام، ما يؤكد التزامها بالسلام في العالم.

وأكد أن الهند واجهت الإرهاب، منذ ثلاثة عقود، مشيرا إلى أن القوى الكبرى وقتها كانت تتجاهل دعواتها للتكاتف في مواجهته، موضحا أن هذه الدول لم تبدأ حربها على الإرهاب إلا بعد هجمات 11 سبتمبر لأنه لم يكن يوثر عليهم.

واستطرد روميل، معددا أسباب عدم انخراط بلاده في التحالف الدولي، بقوله "إن الهند لم تنضم لما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب، بسبب مشاكل أيديولوجية، أولها أننا لا نؤمن بصراع الحضارات والترويج له، وفلسفتنا تعتبر أن العالم أسرة واحدة، والهند مجتمع متعدد الثقافات والأديان والأعراق، فلدينا ثاني أكبر عدد من المسلمين في العالم، يقدر عددهم بنحو 180 مليون مسلم، ونحو 27 مليون مسيحي، ومثلهم سيخ وزرادشت وأرمن وبوذيين وأفارقه وأفغان، ولدينا أكثر من 15 مليون بنغالي، وكل الأديان موجودة بالهند، إضافة لمائتي لغة يتحدث بها السكان"، مؤكدا قناعة الهند بأن الإرهاب لا علاقة له بالدين.

وأشار إلى أن مسلمي الهند يتبنون الإسلام الصوفي، وليس المتشدد، لذلك فإن التسامح جزء من الإسلام بالهند، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يعرب عن دهشته من عدم انضمام أي مواطن هندي لتنظيم القاعدة ما يمكن مقارنته بالوضع فى دول أخرى مثل بلجيكا وفرنسا رغم قلة عدد المسلمين فيها مقارنة بالهند.

وأضاف "إذا نظرنا إلى سوريا، سنجد أن موقف الهند الواضح هو أن السوريين أنفسهم هم من يجب أن يجدوا حلا لمشاكلهم الداخلية، بدلا من فرضها عليهم من أطراف خارجية.. الكل أسهم في دمار سوريا، ونحن في الهند لن نشارك في ذلك، وسيقتصر دورنا على المساعدات الإنسانية."

وردا على سؤال حول عناصر المعادلة التي جعلت الهند تحقق تلك الطفرة في معدلات النمو وامتلاكها أعدادا ضخمة من العلماء، رغم استمرار معدلات الفقر، قال روميل "إن معادلتنا هي الليبرالية والتسامح، وتوفير البيئة الواسعة للمواطنين للنمو ذهنيا وفكريا، وحرصنا على تأسيس عدد من المعاهد والمدارس المتقدمة، إضافة للتحدي الكبير لدى المواطن الهندي لتعليم أبنائه رغم فقره النسبي، فالشعب الهندي لديه تحد كبير وتاريخي لأنه يدرك أن الاحتلال البريطاني أضاع منه قرنين من الزمان يجب تعويضهما بسرعة، لذلك تمكننا من تحسين أداء الاقتصاد وقلصنا العجز وزدنا الناتج القومي، وخصصنا موارد كبيرة للتعليم".

وأوضح أن الدخل القومي للهند لم يرتفع عند خروج البريطانيين، مقارنة بالدخل لدى احتلالهم الهند قبل مائتي عام، بينما ثروات بريطانيا من الهند جعلت بريطانيا دولة ثرية.

وأضاف أنه ووفقا لتقديرات البنك الدولي وصندوق النقد ستكون الهند الأسرع نموا عالميا كاقتصاد ضخم، وسوف تحقق معدلات نمو تصل إلى ما بين ثمانية إلى عشرة بالمائة، خلال العقدين القادمين، لنتحول للرفاهية، ونتمكن من مساعدة أصدقائنا لصالح شعوبنا.

وأوضح أن الهند عاقدة العزم على توطيد علاقاتها بدول أفريقيا، اتساقا مع تاريخ من الصداقة والتعاون دشنها الزعماء الملهمون نهرو وعبد الناصر ونكروما وكينياتا، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد زيارات عديدة لرئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى أفريقيا، سيبدأها بزيارة المغرب الشهر المقبل، استكمالا لإطار التعاون متعدد الأطراف مع إفريقيا، المتمثل في قمة "منتدى الهند أفريقيا"، التي عقدت 3 قمم حتى الآن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق