عمدة لندن: أمريكا تجسّد مقولة "إفعل كما أقول، لا كما أفعل"

الثلاثاء، 15 مارس 2016 02:38 ص
عمدة لندن: أمريكا تجسّد مقولة "إفعل كما أقول، لا كما أفعل"
عمدة لندن بوريس جونسون

انتقد عمدة لندن، بوريس جونسون، تدّخل مَن وصفهم بأنهم مسئولون بالحكومة الأمريكية في شئون المملكة المتحدة، فيما يتعلق بمستقبل الأخيرة في الاتحاد الأوروبي.

واستهل مقاله في (الـتلغراف) بالتعريض بالحكومة الأمريكية المُدّعية رعاية الديمقراطية حول العالم وحماية المبادئ المؤسِسة للجمهوريات وحُكْم الشعوب نفسها بنفسها، قائلا "أليس من الغريب إذن أن يصرّح مسئولون بالحكومة الأمريكية بأن بريطانيا يجب أن تبقى في الاتحاد الأوروبي - على الرغم من أنه (الاتحاد) منظمة تعاني فيها مبادئ الديمقراطية تقويضا متزايدا".

ونوه جونسون عن زيارة متوقعة في الشهرين المقبلين من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبريطانيا لحثّها على البقاء في الاتحاد الأوروبي، دونما اكتراث بـ"اتجاهات الشعب البريطاني إزاء تلك المنظمة، ولا شعوره بضياع السيادة، ولا التكاليف التي يفرضها البقاء فيها، ولا ما تتسم به من بيروقراطية، ولا الهجرة غير المتحكم بها".

ووصف عمدة لندن الموقف الأمريكي بأنه "مغالطة كبرى ونفاق سافر"، مشيرا إلى أن أمريكا هي الدولة الأحرص عالميا على الدفاع عن سيادتها وعلى رفض أي سيطرة من الخارج عليها.

وتساءل جونسون "إذا كانت هذه هي تقاليد أمريكا، إذن فلم يجب على بريطانيا قبول قيود من الاتحاد الأوروبي ما كان للأمريكيين أن يقبلوا بمثلها؟ أليس هذا تجسيدا صارخا لمقولة: "إفعل كما أقول، لا كما أفعل".

وقال جونسون إن "الأمريكيين يرون الاتحاد الأوروبي باعتباره طريقا لتنظيم قارة تسببت صراعاتها في سقوط أعداد ضخمة من القتلى الأمريكيين؛ كما يرى الأمريكيون الاتحاد باعتباره حائط صدّ في وجه روسيا، وهم عادة ما يرون أنه من مصلحتهم أن تبقى بريطانيا مرتبطة بشدة بهذا الاتحاد".

وأضاف عمدة لندن "عندما ينظر الأمريكيون إلى عملية التكامل الأوروبي، فإنهم يرتكبون خطأ إذْ يعتقدون أننا نحن الأوروبيين نتطور - ولو بشكل متعثر- في طريقنا لكي نصبح مثلهم، ولايات متحدة أوروبية في تكوين سياسي فيدرالي واحد.. هذا بالفعل ما تحاول بلدان منطقة اليورو تدشينه؛ لكنه ليس مناسبا للعديد من بلدان الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بريطانيا".

وأوضح جونسون "ثمة فارق عميق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو فارق لن ينمحي؛ ذلك أن أمريكا لها ثقافة واحدة، ولغة واحدة، وعلامة تجارية عالمية قوية واحدة، وحكومة واحدة تدين بالولاء الوطني، لها تاريخها الوطني، وأساطيرها الخاصة، لها عموم شعب واحد هو أساس الديمقراطية...أما الاتحاد الأوروبي، فلا يتسم بتلك الوحدة في كل شيء كما الولايات المتحدة الأمريكية"
واختتم جونسون قائلا "إن الأمريكيين إذْ يدعوننا إلى مزيد من الانخراط في هذه المجاميع الأوروبية التي تحاول الاتحاد، فإنهم يحثوننا على سلوك طريق ما كان ليخطر على بالهم (الأمريكيين) أن يسلكوه، ..وذلك لأنهم أمة عاشقة للحرية تأتي بعض الأوقات عليهم يتناسون فيها أننا نحن (البريطانيين) أيضا عاشقون للحرية."

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق