مرصد فتاوى التكفير يدعو لاستثمار هروب الأجانب من «داعش»

الأربعاء، 02 مارس 2016 09:03 م
مرصد فتاوى التكفير يدعو لاستثمار هروب الأجانب من «داعش»

دعا مرصد فتاوى التكفير والآراء المتشددة إلى تكثيف العمل على فضح التنظيم الإرهابي وتوضيح حقيقة أهدافه وطبيعة الحياة التي يبشر بها عناصره في مختلف مناطق سيطرته، ونشر روايات وقصص العناصر الهاربة من جحيم التنظيم لتكون رادعًا لمن تغريه دعاية التنظيم في الانضمام إليه، ولكي تكون تبيانًا للناس أمام تشويه الحقائق الصادر عن أبواق التنظيم الإعلامية.

جاء ذلك في تقرير جديد، صدر اليوم الأربعاء، تناول فيه المرصد عمليات هروب الأجانب من تنظيم "داعش" الإرهابي، وكيفية تعامل التنظيم مع هذه الظاهرة الآخذة في التزايد، والتي تهدد تماسك التنظيم وسيطرته على مقاتليه في المناطق الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق وليبيا.

وتناول المرصد حالات الأجانب الذين حاولوا الفرار من التنظيم بعدما انخدعوا بشعاراته الدينية ودعايته المضللة، قبل أن يتعرفوا على حقيقة الأوضاع على أرض الواقع، وهو ما دفعهم إلى محاولة الفرار من التنظيم والعودة إلى مجتمعاتهم التي هجروها إلى أرض الخلافة المزعومة؛ حيث أفاد التقرير قيام التنظيم بإعدام ثمانية هولنديين في مدينة معدان السورية، متهمًا إياهم بمحاولة الهروب من التنظيم والتحريض ضده، فكان مصيرهم الموت على أيدي التنظيم الذين قاتلوا في صفوفه وقتلوا الأبرياء من أجله.

وكشف المرصد عن حالة أخرى، رصدها وتناولتها وسائل الإعلام المختلفة، والتي تمكنت فيها المراهقة السويدية ستيفاني نيفارلاين، ذات الـ16 عامًا والتي استطاعت الهرب من التنظيم عن طريق القوات الكردية التي نجحت في إنقاذها، والتي روت ما تعرضت له من مآسٍ على يد "داعش" هناك، والتي عبرت عنها إحدى رسائلها إلى والدتها حيث قالت فيها: "سأموت في قصف أو سيبرحونني ضربًا حتى الموت ليست لدي القوة للاستمرار"، وهي الرسالة التي حملت معنى الموت على يد التنظيم أو بين صفوفه.

وأضاف البيان أن محاولات الهرب لم تقتصر على العناصر الغربية فقط، وإنما انتقلت محاولات الهرب إلى مختلف الجنسيات المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي، وفي هذا السياق أعدم "داعش" الخميس الماضي أحد عناصره من الجنسية التونسية، رميًا بالرصاص في مدينة الميادين، وقام بصلبه على دوار البلعوم في مدخل المدينة، وذلك بعد أن حاول الانشقاق والهرب، وفي مدينة دير الزور أعدم التنظيم أحد مسئوليه في الشرطة «الحسبة» ويُدعى عبد اللـه أبو الحارث، وكان مسئولا عن حاجز السياسية في دير الزور، وهو أول المنشقين عن جبهة النصرة قبل دخول التنظيم للمدينة ومبايعته للتنظيم في قرية مركدة، ليتم اعتقاله منذ قرابة الشهرين ونصف، ويتم إعدامه منذ يومين من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، ورفض التنظيم تسليم الجثة لذويه.

وأضاف المرصد أن العديد من وسائل الإعلام قد تناقلت مؤخرًا خبرًا مفاده هروب زوجة "الخليفة الداعشي" أبو بكر البغدادي، وهي ألمانية اسمها كرجر دايان والتي تزوجها قبل عام، حيث "فرت في ظروف غامضة مع فتاتين كانتا تقومان بمساعدتها في المهام المسندة إليها"، وهو ما دفع التنظيم إلى تكليف قوة خاصة لتعقب هروب زوجة البغدادي، واعتقالها هي ومن معها، بما يعني أن داء الانشقاق والهرب من "داعش" قد وصل إلى بيت خليفتهم المزعوم أبوبكر البغدادي، مما يؤكد أن التحدي الأكبر للتنظيم الإرهابي في الفترة القادمة سيكون محاولة الحفاظ على تماسك التنظيم وترابط أعضائه ومنع انتشار عدوى الهروب من التنظيم إلى أطرافه ومختلف مناطقه.

ولفت المرصد إلى أنه بالرغم من محاولة "داعش" إخفاء سبب إعدامه لعناصره، إلا أن الكثير من الروايات والمصادر والأدلة تشير إلى محاولات هرب فاشلة، يقوم على إثرها التنظيم بإعدام تلك العناصر لتكون عبرة لباقي عناصره، وعنصر ردع لمن تسول له نفسه الانشقاق عن التنظيم أو مخالفة أوامره

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق