حواتمة: الإدارة الأمريكية لا ترغب في حل الأزمة السورية سلميا
الإثنين، 29 فبراير 2016 12:45 م
كشف الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة أن الإدارة الأمريكية ومعها بعض دول من منطقة الشرق الأوسط لم تكن في وارد حل الأزمة السورية الطاحنة سلميا؛ بل تمديدها لمدة سنتين آخريين تقوم خلالهما بتأهيل وتدريب قوات سورية على الأرض حتى يصبح الوضع في سوريا مشابها للوضع في العراق.
وقال حواتمة – فى تصريحات له– إن "القوات التي كان سيتم تدريبها على الأرض كانت ستشمل نازحين ولاجئين سوريين، ومعهم مستشارون أمريكان وقوات خاصة وقوات غير عربية"..منوها في هذا الصدد بالتجربة الأمريكية الأولى التي تم خلالها تجهيز قوات سورية وإدخالها إلى سوريا والتي جرى تدريبها في أكثر من دولة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن "الإدارة الأمريكية، التي بنت تحالفا مكونا من 63 دولة، كانت تجهز نفسها خلال عامي 2016 و2017 لتدريب القوى المقترحة، وكانت تضغط على الدول العربية والمسلمة السنية من أجل الدخول بقوات برية إلى الأرض السورية لمحاربة الإسلام السياسي الدموي والمسلح تحت عنوان محاربة داعش والنصرة وحلفائهما".
ورأى أن نزول القوات الروسية في 30 سبتمبر 2015 على أرض سوريا كسر هذا الاتجاه الأمريكي وفتح الطريق أمام البحث عن تسوية سياسية للأزمة السورية، التي قاربت على دخول عامها السادس ، وعليه وقع التفاهم الأمريكي الروسي بتقديم مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي (رقم 2254) وتوج في 26 فبراير الجاري بقرار جديد بالإجماع بوقف إطلاق النار على الأراضي السورية ما عدا داعش والنصرة وحلفائهما.
وتابع حواتمة أن "قرار وقف إطلاق النار هو الآن في موضع الامتحان وحال نجاحه يمكن تجديده، كما أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة دي ميستورا دعا للجولة الثانية من المباحثات السورية في 7 مارس القادم، وهذا يؤشر على أن ميزان القوى على ضوء وجود القوات الروسية فتح الطريق لحل الأزمة خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة، ولن يكون الصراع مفتوحا لسنوات كما وقع طيلة السنوات الخمس الماضية".
وعن التطورات التي تشهدها المخيمات الفلسطينية في سوريا وعلى رأسها (مخيم اليرموك)..أجاب حواتمة بأنه كان يوجد في الأرض السورية 13 مخيما فلسطينيا يقطنها 700 ألف لاجىء فلسطيني، إلا أن العدد الحالي لا يتجاوز الـ 100 ألف حيث نزح عشرات الآلاف خارجها.
وفيما يتعلق بمخيم اليرموك (عاصمة المخيمات الفلسطينية في سوريا وأكبرها).. قال إن "المخيم الذي لايزال تحت احتلال قوى الإسلام السياسي المسلح والدامي حيث كان يقطنه ما بين 180 ألفا إلى 200 ألف فسطيني إلا أن العدد الحالي يبلغ حوالي 5 آلاف فقط حيث يعاني قاطنوه من معضلات الجوع بسبب قلة الغذاء والدواء "أي أنهم يواجهون الموت البطىء".. مشيرا إلى أن الآلاف نزحوا إلى المخيمات الفلسطينية الأخرى في لبنان، كما هاجر كثيرون بعيدا عن خطوط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي إلى أوروبا.
وأضاف "نحن تبنينا سياسة واضحة منذ الدقيقة الأولى من احتلال المخيم وهو ضرورة حياده وتحييده وخروج جميع المسلحين منه ورفض زجه في الصراع الدامي حتى يبقى عاصمة المخيمات وتبقى الكتلة البشرية فيه هي الداعية إلى حقوقها بالعودة إلى بلادها؛ لأن هدفها الأساسي هو المشاركة في الثورة والمقاومة للخلاص من الاحتلال والعودة إلى الديار، لكن الأمور لم تجر كما تشتهي سفن العودة".