«الحلال».. عرض مسرحي يرد على التشدد «الداعشي»

الخميس، 25 فبراير 2016 01:32 م
«الحلال».. عرض مسرحي يرد على التشدد «الداعشي»
العرض المسرحي الحلال
مصطفى الجمل

افتتح مطلع الأسبوع الماضي وزير الثقافة حلمي النمنم العرض المسرحى الحلال، الذى يعرض حاليا على خشبة مسرح الطليعة، بحضور المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الانتاج الثقافي، والفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح، والدكتورة نيفين الكيلاني رئيس صندوث التنمية الثقافية.

"الحلال" أول عمل فني يناقش قضية داعش وطريقة تجنيدها للشباب، وما تزرعه بداخلهم من معتقدات بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام، والتي كان منها ممارسة الرذيلة تحت مسمى "جهاد النكاح" وذبح الأبرياء تحت مسمى "الجهاد"، وما يردد من تأويلات للقرآن والأحاديث النبوية بغرض خدمة أهداف بعينها مثل تكفير المجتمع وترويع الآمنين.

يناقش العرض القضية التي تشغل العالم كله بأسلوب درامي سلس، لاقى استسحان الوزير وكثير من النقاد، حيث فند فكرة التكفير والذبح والقتل بلغة خطاب بسيطة، اعتمدت على تكنيك الحوار بين شابين تربطهما علاقة صداقة قديمة، فأحدهما – مجدي رشوان – كان يداوي زملائه من جراحهم أثناء المظاهرات لدراسته علوم الطب، ولذلك اختاروه طبيب الجماعة بعد انضمامهم اليها، أما الآخر - محمد صلاح – فكان عازف للموسيقى مميز، والتي كانت أحد أسباب عودته عن تلك الأفكار والأعمال التي تقوم بها الجماعة، واجراء مراجعة فكرية بينه وبين نفسه قبل أن يذيعها على صديقه، مفندًا كل ما تلقوه منذ انضمامهم الى تلك الجماعة بما تيسر له فهمه من القرآن والسنة، الامر الذي سيرفضه صديقه المعتاد للذبح والقتل دون تريث، الأمر الذي كان سببًا في استشاطته على صاحبه، بمجرد أن لاحظ عليه ما طرأ عليه من قلق فكرى وإنسانى ليحذره من مغبة إعمال العقل ومحاولة التطهر من الدم الحرام، مستخدمًا اسلوب الترغيب حينًا والترهيب حينًا آخر.

الجرأة التي ذاع بيها المجاهد المراجع لنفسه، باتت أقوى عندما شاهد مالم يتوقع أن يراه في مثل هذا المكان – الجبل- ولا بين هؤلاء الأخوة المدعين الجهاد، حيث تدخل فتاة في ريعان شبابها يصفها –مجدي رشوان – بأنها من الأخوات الذين أحلهم الأمير للنكاح، ليستيطيع الشباب مواصلة جهادهم، يعود الشاب بعد أن قضى حاجته من فتاته الى صديقه الذي لم تزده تلك الدقائق التي قضاها صديقه داخل محراب الرزيلة الا اصرارًا على ترك الجماعة، ليخبره صديقه أنه مصيره حتما هو الذبح على يد أمير التنظيم لأنه فى نظره انحرف وارتد عن النهج القويم ونصرة الدين وأراد أن يعود لحياة الزندقة والكفر بين الكفرة الذين يعيشون تحت ظل نظم كافرة.

تحلى مؤلف النص بجرأة تحسب له عندما ناقش مسؤولية أطراف أخرى دفعت بهؤلاء الشباب للتطرف، كالأجهزة الأمنية التي انتهكت إنسانيتهم، وقتلت ذويهم، قبل أن يتعرض لفكرة اجبار الفتيات المعتدى عليهم باسم جهاد النكاح للبقاء بالجماعة، نظرًا لعدم وجود مأوى لهم غير ذلك الجبل، الأمر الذي سيدفع – محمد صلاح – الى مساعدة فتاة " جهاد النكاح " الى الهرب، قبل أن يعود صديقه من مهمته، التي خرج لها منذ قليل قاصدًا أحد مدارس الأطفال لتفجيرها، للقضاء على أعداء الغد من أصولهم، ويعاتب صديقه على فعلته، ويطلب منه أن يكذب وينكر تهريبه للفتاة، وهو سيساعده في ذلك باخبار امير الجماعة بانه كشف عليه وتاكد من مرضه وعدم استطاعته القيام بتلك الجريمة، الا أن الثقة التي استمدها محمد صلاح منذ بدء العرض تمنعه من ارتكاب الكذب حتى ولو على حساب عمره، ليختم العرض بمشهد ذبحه على يد صديقه، وفي الخلفية كلمة للشيخ الشعراوي، كان قد افتتح بها العرض أيضًا، معليًا خلالها من شأن فكرة الوطن الذى استوعب التجاور والتعدد وسماحة الرسول والمجادلة بالتى هى أحسن.

كان للديكور والإضاءة دور رئيسى فى تبسيط القصة الحوارية للصديقين، مما دفع الوزير للاشادة بها بعد انتهاء العرض، كما كان لتداخل اللغة العربية الفضحى مع اللهجة العامية المصرية دور في استيعاب النص، واضفاء شيء من الكوميديا البسيطة عليه، وكأن المؤلف أراد أن يبرز أن هؤلاء الذين يقتلون باسم الدفاع عن الدين لا يجيدون استخدام اللغة العربية الفصحى التي نزل بها القرآن.

أمر الوزير بعد انتهاء العرض بازالة أي عقبات أمام أن يصل الى كل بلدان العالم، تأكيدًا على رسالتنا في مواجهة الارهاب بالفن والابداع، وفي نفس السياق قدمت أكاديمية الشرطة طلبًا لاستضافة العرض، وعرضه على الجنود، وكذلك الشئون المعنوية للقوات المسلحة طلبت استضافة العرض، مع اجراء بعض التعديلات، حسبما صرحت صوفيا اسماعيل المنسق الاعلامي للعرض.

"الحلال" تأليف أشرف حسنى وإخراج وإضاءة وموسيقى محمد إبراهيم وبطولة مجدى رشوان ومحمد صلاح آدم ونهى العدل فى دور زهرة ورحمة وحسن نوح فى دور المدرس، ديكور وأزياء هبة عبدالحميد مساعد مخرج نهال القاضى وزينب إبراهيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة