عرض استعراضي لفرقة رضا للفنون الشعبية بـ"أوبرا بكين"
الخميس، 25 فبراير 2016 06:38 ص
ترددت أصداء الموسيقى المصرية الأصيلة لتملأ جنبات إحدى قاعات المسرح الوطنى ببكين - دار أوبرا بكين - وأهتزت خشبته بعرض فلكلوري رائع لراقصي فرقة رضا للفنون الشعبية حيث قضى الحاضرون ساعتين يستمتعون خلالهما في رحاب الفن الشعبى المصرى.
وكان المسرح ممتلئا بعشاق الفن من ابناء الجالية المصرية يتقدمهم سفير مصر لدى بكين مجدي عامر والضيوف من المسئولين الصينيين والدبلوماسيين العرب والأجانب وممثلي العديد من الأوساط الإعلامية والثقافية الصينية، حيث سعد الجميع بالعرض الذي تم تنظيمه في إطار فعاليات العام الثقافي المصري الصيني 2016 بالتعاون بين وزارتي الثقافة في مصر والصين والسفارة المصرية ببكين ممثلة في مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية في الصين.
وقدمت الفرقة 12 من أشهر استعراضاتها التراثية القديمة مثل رقصة التحطيب والحجالة والنوبة والأقصر بلدنا وبائع العرقسوس والكرنبة وحظيت رقصة التنورة بشكل خاص باعجاب شديد من الجمهور خلال الحفل الذي يعكس قدرة الفن على خلق التقارب بين الشعوب والامتزاج بين الثقافات وزاد من حدة تصفيقهم إخراج راقص التنورة لعلمى مصر والصين معا من طيات ملابسه المزركشة الجميلة ثم الدمج بين الموسيقى المصرية والصينية خلال الاستعراض الذي كان مبهرا حقا بكل جزء فيه من أداء حركي إلى ديكور خلفي وموسيقى وأضواء.
وكانت فرقة رضا للفنون الشعبية وصلت أول أمس إلى بكين لتقديم سلسلة من عروضها الفنية على المسارح الصينية، وفى تصريح خاص لوكالة "أنباء الشرق الأوسط" بالصين قال رئيس المكتب المستشار الثقافي المصري الدكتور حسين إبراهيم، إن الفرقة تقدم عرضين فقط في بكين ثم ستسافر إلى مدينة جوانجشو لتقديم عرضين آخرين هناك.
وأضاف أن العرض الأول للفرقة هو عرض أمس على خشبة إحدى قاعات دار أوبرا بكين وأما العرض الثاني فسيتم تقديمه بمسرح العمال ببكين مساء اليوم الخميس.
وعن السر في اختيار جوانغشو "جوانزو" لاستضافة عروض الفرقة لتكون هذه أول مرة على الإطلاق تقام فيها فعاليات ثقافية مصرية بتلك المدينة في مقاطعة قواندونغ بجنوب الصين، قال أن هذا الاختيار كان مقصودا حيث أن جوانغشو تعد اشهر مدينة صينية بعد بكين فهى مدينة المال والاستثمار ورجال الأعمال والمصانع الكبرى كما انها تمتاز بأن فيها أكبر تجمع للجالية المصرية بالصين ولهذا تم الاستقرار على تنظيم بقية عروض الفرقة بها لاعطاء أكبر عدد من الصينيين وكذا من ابناء الجالية المصرية هناك فرصة لمشاهدة والاستمتاع بالفن الشعبي المصري الجميل والاصيل من موسيقى وغناء ورقص.
وبالنسبة للفرقة فقال إن المجموعة القادمة من مصر لتقديم العروض الاربعة تتكون من 27 شخص من ضمنهم 20 راقصا وراقصة وأضاف أن العروض تقدم على موسيقى مسجلة ويتم الاستعانة بشاشات ضخمة للعرض والتي تعتبر جزءا من العمل الفني المقدم، مشيرا إلى أن العروض تتضمن أشهر ما قدمته فرقة رضا من استعراضات في تاريخها الفنى الطويل.
وأشاد دكتور إبراهيم بجهود مسئولي قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة الصينية التي استمرت أكثر من شهر للقيام بالإعداد والتنسيق لإقامة العروض.
وأما عن التكاليف فقال إنه طبقا للاتفاقات بين مصر والصين فإن الجانب المصري يتحمل تكاليف تذاكر الطيران الدولي وبدل السفر والجانب الصيني يتحمل نفقات الإقامة والإعاشة والتنقلات الداخلية والطيران الداخلي وإيجار المسارح وتوفير كل ما يختص بالعروض من صوت وإضاءة إلى شاشات للعرض، وغيرها فضلا عن عمل الدعاية اللازمة ودعوة الجهات المعنية للحضور.
وفى تصريح على هامش الحفل نوهت مديرة الفرقة بالحفاوة التي تم استقبالهم سواء من الجانب المصري أو الصيني بها وبالتسهيلات التي قدمت لهم لإقامة العرض.
وكان من ضمن الحضور بالحفل سفير الجامعة العربية لدى الصين غانم الشبلي ومن الجانب الصيني، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة الصينية ومدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بالقطاع ومدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية الصينية.
ومن المعروف أن فرقة رضا هي فرقة استعراضية مصرية بدأت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي كأول فرقة خاصة للفنون الشعبية وهي تحمل اسم الشقيقين علي ومحمود رضا اللذين كانا صاحبي فكرة إنشائها ليصبح بعد ذلك محمود رضا الراقص الأول للفرقة وفريدة فهمي، زوجة أخيه هي الراقصة الأولى بها.
وقدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959 وكان عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصا و13 عازفا، أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات، ورقصات الفرقة كلها والتي تم تصميم الكثير منها من قبل الأخوين على ومحمود رضا، مستوحاة من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية.
وتم تأميم الفرقة في عام 1961 لتصبح منذ هذا التاريخ تابعة للدولة وفى عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي، ثم كان اللقاء الفني بين محمود رضا والموسيقار على إسماعيل الذي أثمر أول أوركسترا خاصا بالفنون الشعبية بقيادته والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين الأوبريتات الاستعراضية.
وقد طافت الفرقة دول العالم أكثر من خمس مرات، واحتلت المراكز الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية والتي حضرها معظم ملوك ورؤساء الدول، وقدمت نحو أكثر من 3000 عرض في مصر والعالم على أكبر المسارح العالمية منها مسرح هيئة الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف ومسرح الأوليمبيا بباريس ومسرح ألبرت هول بلندن ومسرح بتهوفن في بون ومسرح ستانسلافسكى في الاتحاد السوفيتي سابقًا.
وحاليا يبلغ عدد راقصات الفرقة 24 ومثلهم من الراقصين ويتكون الكورال الخاص بها من 60 من الفنانين وتقدم الفرقة برامجها الدائمة سنويًا على مسرح البالون بالقاهرة وتشترك في الموسم الصيفي بالإسكندرية والمدن الساحلية الأخرى.