غدا.. الانتخابات الإيرانية تشكل تحديا حاسما لروحاني
الأربعاء، 24 فبراير 2016 11:16 ص
يتوجه الإيرانيون الجمعة الى صناديق الاقتراع لاختيار اعضاء مجلسي الشورى والخبراء، في انتخابات هي الاولى منذ الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى ويأمل الرئيس الايراني حسن روحاني من خلالها في تعزيز سلطته امام المحافظين.
ودعا حوالى 55 مليون ناخب للاختيار بين اكثر من ستة الاف مرشح بينهم 586 امرأة، اعضاء مجلس الشورى ال290، ومن بين 161 مرشحا، اعضاء مجلس الخبراء ال88. ويضم مجلس الخبراء رجال دين مكلفين خصوصا تعيين المرشد الاعلى للجمهورية. ويهيمن المحافظون على المجلسين.
وقاطع الاصلاحيون بشكل كبير الانتخابات التشريعية السابقة في العام 2012 احتجاجا على اعادة انتخاب الرئيس المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد في العام 2009، معتبرين ان العملية شابها تزوير.
وندد الزعيمان الاصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي آنذاك باعادة انتخاب احمدي نجاد التي تلتها تظاهرات كبرى قمعتها قوات الامن بالقوة. ووضع الزعيمان قيد الاقامة الجبرية منذ 2011.
ويشارك الاصلاحيون هذه السنة في المعركة في كل انحاء البلاد. ومن أجل تعزيز فرصهم، قدموا لوائح مشتركة مع المعتدلين - الذين قد يكونون محافظين- في عمليتي الاقتراع.
واستبعد مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات ويهمين عليه المحافظون ايضا، ابرز شخصيات من تيار الاصلاحيين الذي اضطر لخوض المعركة بمرشحين غير معروفين كثيرا.
وتأتي هذه الانتخابات بعد ستة اسابيع على رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران بموجب اتفاق 14 يوليو 2015 بين ايران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الايراني.
وتم الاتفاق التاريخي بعد سنتين من المفاوضات الشاقة، ويفترض ان يتيح لايران الخروج من عزلتها وانعاش اقتصاد ضعف جراء حوالى عشر سنوات من العقوبات.
توقعات كبرى
ويراهن روحاني الذي انتخب في 2013 على هذا الانجاز الكبير لكي يقلب موازين القوى لصالح الاصلاحيين والمعتدلين وخصوصا في مجلس الشورى. ومن شان ذلك ان يساعده، خصوصا مع الاستثمارات الاجنبية المنتطرة في البلاد، على إرساء سياسة اصلاحات اقتصادية واجتماعية قبل انتهاء ولايته الاولى في العام 2017.
والتوقعات كبيرة جدا في صفوف الطبقات الشعبية التي لديها قدرات شرائية ضعيفة وتسجل اعلى معدلات البطالة.
ويبلغ معدل البطالة حوالى 10% في ايران، لكنه يطال 25% من الشباب الذين يشكلون غالبية في هذا البلد الذي يعد 79 مليون نسمة.
وسمح المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بابرام الاتفاق النووي، لكنه يبقى شديد الارتياب حيال القوى الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة، ويحذر على الدوام من "تسللها" السياسي والاقتصادي والثقافي الى ايران.
الموت لأمريكا
ودعا المحافظون وقادتهم الى التصويت للمرشحين المؤيدين لشعار "الموت لامريكا" الذي ردده مجددا الثلاثاء مئات المؤيدين للمحافظين خلال تجمع انتخابي للمرشح غلام علي حداد عادل في احد مساجد طهران.
في المقابل، دعا الرئيسان السابقان محمد خاتمي (اصلاحي) واكبر هاشمي رفسنجاني (معتدل) الناخبين الى التصويت بكثافة للمرشحين المؤيدين لروحاني وقطع الطريق على "المتشددين".
ورفسنجاني وروحاني مرشحان لعضوية مجلس الخبراء، ويأملان في هزم الشخصيات المحافظة المتشددة بينهم رئيس المجلس آية الله محمد يزدي. واذا تحقق ذلك، فسيشكل انتصارا كبيرا.
وبالإضافة الى استبعاد المرشحين الاصلاحيين البارزين عن الانتخابات، رفض مجلس صيانة الدستور ايضا ترشيح المقرب من الاصلاحيين حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله الخميني، الى مجلس الخبراء.
واعتبر مجلس صيانة الدستور ان حسن الخميني ليس لديه الالمام الكافي بشؤون الفقه لترشيح نفسه للانتخابات.