في ذكرى ميلادها.. تحية كاريوكا راقصة بـ 100 راجل
الإثنين، 22 فبراير 2016 11:15 ص
راقصة مصرية شهيرة، وصاحبة طلة مميزة عُرِف عنها بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، لم تعتمد على موهبتها في الرقص بل كانت شخصيتها الصلبة والجريئة علامة مميزة لها، حتى وصفها الرئيس جمال عبدالناصر بأنها بـ "100 راجل".
إنها الراقصة والفنانة تحية كاريوكا، ولدت في 22 فبراير عام 1919 في مدينة المنزلة بمحافظة الإسماعيلية، واسمها الحقيقي «بدوية محمد علي النيداني» فإسم "تحية" استمدته من الراقصة "تحية" التي علمتها الرقص، أما "كاريوكا" فهو إسم الرقصة التي تميزت بها.
عاشت طفولة صعبة، حيث كانت تعاني من التفكك الأسري بسبب إنفصال والدها عن والدتها، وهي كانت تعيش مع والدها وشقيقها، رغم رغبتها الشديدة بالعيش مع والدتها التي كانت تعيش في الإسكندرية، ومع رفضهم لهذا أصبحت ناقمة على العيش معهم حتى جاءتها اللحظة التي إستطاعت فيها الهرب منهم لتذهب إلى والدتها وتعيش معها، وهناك تعرفت على الفنانة سعاد محاسن إحدى الفنانات الشهيرات في عالم المسرح وقتها.
وقد كانت الفنانة سعاد محاسن، هي بوابة الدخول لها في عالم الفن، حيث عملت معها كومبارس في مسرحية "عايدة" الذي كان يعتبر أول أدوارها في عالم الفن ومن هنا انطلقت وكان هذا الدور الصغير هو بوابتها للدخول إلى عالم الفن.
وفي الأربعينات، تعرفت "كاريوكا" على الراقصة بديعة مصابني، وبدأت تعمل في الصالة الخاصة بها ومن ثم أصبحت واحدة من أشهر راقصات الفرقة.
وأصبحت في صالة "بديعة" ماركة مسجلة جعلتها تتعرف على المزيد مثل الفنان "سليمان نجيب" والذي يعد مكتشف "تحية كاريوكا" فشعر بموهبتها وهو ما جعله يعدها لتقديم رقصة منفردة بعنوان "كاريوك" من الفيلم الأمريكي "الطريق إلى ريو" ومن هنا أطلق عليها كاريوكا وهو ما جعله أيضًا يعلمها العديد من اللغات وطالبها بتعلم الباليه والقراءة في الكتب الأجنبية حتى تكون ملمة بالعالم من حولها.
وفي منتصف الخمسينات، اتجهت إلى عالم السينما وهو ما جعلها تعتزل الرقص الشرقي تفرغًا للسينما فشاركت في عدد كبير من الأعمال السينمائية منها: "شباب امرأة، لعبة الست، سوق النساء، خلى بالك من زوزو، شاطئ الأسرار، إسكندرية كمان وكمان"، وغيرها.
ولكنها أيضًا بالإضافة إلى عملها في السينما كانت متطلعة إلى المسرح، فاتجهت إلى فرقة إسماعيل يس المسرحية من خلال مسرحية "كوكو حبيبي" والتي لاقت نجاحًا كبيرًا شجعها أن تؤسس مع زوجها المخرج المسرحي فايز حلاوة فرقة خلاصة بها، قدمت من خلالها حوالي 18 مسرحية.
إضافةً إلى هذه النجاحات، شاركت أيضًا في بعض الأعمال الدرامية الشهيرة منها "سر الأرض، مخلوق اسمه المرأة، أهل الطريق، حكايات هو وهى، صابر ياعم صابر، القلوب عند بعضها".
وعن حياتها الشخصية، فقد اشتهرت "كاريوكا" في الوسط بتعدد زيجاتهم، فبلغت مرات زاوجها حوالي 14 مرة، ليسوا جميعهم من الوسط بل كانوا مابين السياسي والفنان والطبيب والأجنبي، ولكن من أشهر زيجاتها في الوسط: "رشدي أباظة، المخرج فطين عبدالوهاب، أحمد ذو الفقار، المخرج فايز حلاوة، الفنان أحمد سالم، وآخرهم كان المخرج حسن عبدالسلام"، ولكنه لم تنجب من أيا منهم رغم رغبتها المُلِحة في أن تُصبِح أُمًا، فقررت أن تذهب إلى أحد الملاجىء لتتبنى طفلًا فأُعجبت بطفل وطفلة وبعد أن كادت أن تنهي إجراءات التبني مهنتها كراقصة أدت إلى رفض اللجنة لتبينهما، ولكن الفكرة قد ألحت عليها مرة أخرى حينما وصلت إلى سن السبعين وتبنت وقتها فتاة شابة في عقدها الثاني.
وفي يوم 20 سبتمبر عام 1999، توفيت عن عمر يناهز الـ 80 عامًا إثر تعرُضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة، وكانت قد أوصت إحدى صديقاتها المقربات بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.
جديرًا بالذكر، أن الفنانة "تحية كاريوكا" إضافة إلى مشوارها الفني الطويل كان لها دورًا سياسيًا، لم يكن يعرفه الكثيرون حيث كانت من أكفأ النشطاء السياسيين التي استغلت من فنها وشهرتها مجالا لإخفاء عملها السياسي، وكانت عضوا في العديد من التنظيمات الشيوعية، ولها دورا هاما في جمع التبرعات للجيش المصري خلال الحروب التي خاضها حيث كانت تلف على المسارح والسينما وتجمع إيراداتها وتعطيها للجيش المصري.