مشاورات «مصرية - فرنسية» لتعزيز التعاون المشترك

أجرى السفير حسام زكي، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، اليوم بمقر الوزارة، مشاورات سياسية مع جيروم بونافون مدير عام أفريقيا والشرق الأوسط بالخارجية الفرنسية.

وشهدت المشاورات، التي شارك فيها سفير فرنسا بالقاهرة أندريه باران حوارا مفتوحا حول شتى أوجه العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل دعمها، فضلا عن تناول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما شهدت المباحثات أيضا الإعداد للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى القاهرة في وقت لاحق من هذا العام.

وتأتي المشاورات ضمن سلسلة لقاءات مكثفة تجريها وزارة الخارجية للتواصل عن كثب مع مختلف العواصم الأوروبية على مستوى كبار المسئولين من أجل دعم العلاقات المصرية الأوروبية سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى الاتحاد الأوروبي ككل، حيث كان من أبرز هذه اللقاءات مؤخرا المشاورات مع التشيك وأستونيا وإيرلندا، والتشاور الثلاثي مع كل من قبرص واليونان، كما من المنتظر أن تشهد وزارة الخارجية لقاءات أخرى مماثلة خلال الفترة المقبلة وعلى رأسها عقد مشاورات مع هولندا الأسبوع المقبل.

وأعرب السفير حسام زكي عن ارتياح الجانب المصري لعلاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين لا سيما في ضوء المواقف الفرنسية الإيجابية الداعمة لمصر على مدى السنوات الماضية وبصفة خاصة عقب ثورة 30 يونيو، مضيفا أن مصر تتطلع للمزيد من تعزيز تلك العلاقات إلى أقصى مدى ممكن استجابة لتوجيهات القيادة السياسية في الدولتين، وعلى رأسها مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الفني والتقني.

ومن جانبه، استعرض المسئول الفرنسي أبرز التطورات الداخلية على مستوى الاتحاد الأوروبي ولا سيما الموقف تجاه أزمة الهجرة واللاجئين والجهود الفرنسية لمكافحة الإرهاب، كما تناول بونافون جهود بلاده لتحريك العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما في ذلك المقترح الفرنسي الأخير بعقد مؤتمر دولي لتناول الموضوع.

ومن جانب آخر، استعرض السفير حسام زكي آخر المستجدات في المشهد المصري، مبرزا استكمال استحقاقات خارطة المستقبل ونهاية المرحلة الانتقالية بانعقاد مجلس النواب، وتركيز كافة مؤسسات الدولة على استعادة العافية الاقتصادية بالتوازي مع ضمان الأمن والاستقرار في أرجاء الدولة.

كما أشاد السفير حسام زكي بمستوى التنسيق والتفاهم بين البلدين فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المحافل الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الأطر المتوسطية وعلى مستوى مجلس الأمن الذي تتمتع فرنسا بعضويته الدائمة في الوقت الذي تشغل مصر فيه مقعد عضو غير دائم اعتبارا من مطلع العام الجاري.

وفي السياق ذاته، تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من الملفات في المنطقة ومنها الوضع في ليبيا، كما استعرضا الجهود المبذولة محليا وإقليميا ودوليا لمواجهة الإرهاب والتطرف، والجهود التي تبذلها مصر رغم ما تواجهه من تحديات، لإيجاد حلول فعالة لمختلف الأزمات المتفاقمة بالمنطقة واستعادة الاستقرار بها.

وأعرب بونافون عن تقدير فرنسا لمصر كشريك أساسي لبلاده في منطقة الشرق الأوسط وركيزة للاستقرار بها، مؤكدا تطلع بلاده لاستمرار التواصل على كافة المستويات لما فيه المصلحة المشتركة لشعبي البلدين والمنطقة بأسرها.