القرى الأكثر فقرًا في مصر.. السرطان يلاحق أبوراشد.. ودرب الأربعين تواجه الثعابين.. محافظات الصعيد خارج نطاق الخدمة .. وسيناء حلم التعمير الغائب
الثلاثاء، 16 فبراير 2016 02:34 م
«قُرى على شمال السما»، تعبير فصيح يتردد على ألسنة المواطنين في مختلف أنحاء مصر حول قرى تعاني من الفقر والجهل والمرض، ويعنى ببساطة أنها ليست على خريطة اهتمام المسئولين، أو خارج نطاق الرؤية.
وفي هذا التقرير ترصد «صوت الامة» أكثر القرى فقرًا في محافظات الجمهورية.
- عزاز البحيرة.. الفقر على وجوه الأهالي
تعتبر عزبة عزاز التابعة لمجلس قرية أريمون بمركز المحمودية إحدى قرى مصر المعزولة عن الحياة تمامًا والتي لم تقدِّم لها الحكومة أي شيء منذ نشأتها عام 1959 وحتى الآن؛ حيث لا يوجد بها أي خدمات نهائيًّا رغم أنها تقع على فرع النيل برشيد.
فالفقر والمرض يظهر على وجوه أهالي القرية؛ بسبب انعدام أبسط الخدمات بالقرية؛ حيث إنها منذ أكثر من 50 عامًا بلا مياه شرب ويعتمدون على مدار هذه السنوات العِجاف على مياه الترع والمصارف المخلوطة بمياه الصرف الصحي التي تقضِي على صحة المواطنين.
ومشاكل القرية التي يعمل أهلها بالزراعة لم تتوقف عند هذا الحد؛ فالقرية تفتقد أيضًا لمشروع الصرف الصحي وأعمدة للإنارة ورصف لمدخل وشوارع القرية الضيقة والصغيرة كما لم تسلم مياه الري من دائرة المشاكل حيث جفَّت المياه، الأمر الذي عرَّض الأراضي الزراعية للبوار.
- تيرة وعزبة الشحاتين.. صداع في رأس الدقهلية
قرى الدقهلية تعانى معظمها من نقص الخدمات والبطالة، كما هو حال قرية تيرة التي تبعد حوالى 18 كيلو مترات عن مدينة المنصورة، ويبلغ عدد سكانها 16 ألف نسمة.
حالات كثيرة ومأساة يعيشها أهالي قرية تيرة بسبب الفقر والجهل ونقص الخدمات، فمع دخول فصل الشتاء؛ يستقبل الأهالي مياه الشتاء فوق رؤوسهم؛ لأن منازلهم مبنية من الطوب اللبن وبها فتحات في أعلى الأسقف تنسكب من خلالها مياه الشتاء.
وفي عزبة الشحاتين بالمنصورة لا يختلف الأمر كثيرا، حيث يعيش الأهالى فوق تلال القمامة ويشربون مياه ملوثة لونها أصفر، وأمراض كثيرة تنتشر في العزبة خاصة بين الأطفال الصغار مثل: الكبد الوبائي والالتهابات الرئوية وغيرها.
- "عكرشة" القليوبية.. مرضى على أبواب المصانع
تعتبر «العكرشة»، إحدى قرى مركز الخانكة بالقليوبية، الأكثر فقرًا بالمحافظة، نظرًا لسوء الخدمات بشكل كبير، بالإضافة لتدني مستوى دخل الفرد، حيث يعيش أكثر من 10 آلاف مواطن فى ظروف غاية في الصعوبة.
الأخطر أن القرية الفقيرة بها منطقة صناعية عشوائية تضم أكثر من 400 مصنع لصناعات البلاستيك والكرتون والزجاج والمسابك والنسيج والكيماويات وغيرها، ما جعل المنطقة بؤرة تلوث خطيرة ويتم الدفع بالأهالي للعمل في مصانع المنطقة، وهي مصانع عشوائية تتصاعد منها أدخنة تسبب أمراضًا مزمنة وسرطانية امتلأت بها أجساد الصغار قبل الكبار، وسط حصار محكم من تلال القمامة، التى تسبب الفقر في أن تكون مصدر رزق لهؤلاء المواطنين.
- "أبوراشد".. قرية يضربها السرطان في دمياط
أجساد ضعيفة وعيون ذابلة ووجوه شاحبة، تلك هي الملامح المشتركة بين أغلب أهالي قرية «أبوراشد»، التي تعد أفقر قرى محافظة دمياط، يعاني سكانها من انتشار السرطان وفيروس سي، فضلًا عن تدني الخدمات بها، فلا وسائل للمواصلات ولا طرق ممهدة، والصرف الصحي لم يصل إليها بعد، حيث تختلط مياه الري بالصرف والقمامة، وبمياه الشرب، ما أدى إلى تفشى الأمراض المستعصية.
- "أبو شحاتة الإسماعيلية".. قرية العطاشى على ضفاف القناة
البحث عن كوب ماء نظيف معاناة يومية لأكثر من 30 أسرة يعيشون في منطقة الخليج بعزبة أبو شحاتة بالإسماعيلية، أطفال وشيوخ أصيبوا بالأمراض والأوبئة بسبب اعتمادهم في المقام الأول على مياه مسقى صغير توسط بيوتهم لري الأراضي الزراعية المحيطة بمنازلهم.
15 منزلًا أقيمت على أطراف عزبة أبو شحاتة بالإسماعيلية منذ أكثر من 15 عامًا ترفض الأجهزة التنفيذية والوحدات المحلية توصيل مياه الشرب إليهم رغم امتداد الشبكة في المنطقة وابتعادها عن أقرب منزل 4 أمتار فقط.
- بهنموة بنى سويف.. قرية في طي النسيان
كشفت خريطة الفقر التي أعلن عنها الصندوق الاجتماعى للتنمية عن تركز الفقر في الصعيد بشكل عام، حيث تضمنت قائمة أفقر 10 محافظات تشمل كل محافظات الوجه القبلي الـ 9، بالإضافة إلى شمال سيناء، على عكس جنوب سيناء، المحافظة الأقل فقرا.
وجاءت قرية بهنموة التابعة لمجلس قروي ننا مركز إهناسيا بمحافظة بني سويف، ضمن أفقر 10 قرى على مستوى الجمهورية، والأفقر على مستوى محافظة بني سويف.
وذكر بيان صادر عن الصندوق الاجتماعي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن قرية بهنموه، مركز إهناسيا ببني سويف هي الأفقر على مستوى الجمهورية، حيث تبلغ نسبة الفقراء 97.1% من إجمالي السكان.
- شقلقيل أسيوط.. ظلام وإحتكار أراضي
"شقلقيل" القرية المصنفة أكثر فقرًا في قرى مصر، حسب آخر تقرير للصندوق الاجتماعي للتنمية التابع لرئاسة الوزراء، وتحتوي على أكثر من 12 ألف نسمة من السكان البسطاء، يعمل معظمهم في الزراعة وعمال "أُجَرِيَّة"، تعتبر إحدى قرى مركز أبنوب التابعة لمحافظة أسيوط.
يعاني أهالي القرية من فقر وجهل، ومنازلهم لا تحميهم من برد الشتاء حيث مازالت المباني بالطوب الّلبن، والأسقف بالسعف والجريد والبوص، خالية من الصرف الصحي، لا تحتوي إلا على مدرسة ابتدائية واحدة، ولا يوجد في أركان القرية إلا الفقر المدقع والثأر.
شقلقيل مضلمة ولا يوجد لديها كهرباء، وتمتلك الأراضي الزراعية 4 عائلات والباقي يعمل لديهم.
- "سلاجة" قنا.. قرية تبحث عن الحياة
الموت "سلاجة".. هذا هو حال 14 ألف مواطن في قرية سلاجة التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا.
حالها كحال كثير من قرى المحافظة والتي أصبحت في طيات النسيان من قبل المسئولين، والتي بدأت في الاحتضار بسبب المشاكل المتراكمة فيها.
قرية "سلاجة" يسكنها أكثر من 14 ألف مواطن يعمل غالبيتهم بالزراعة تحاصرهم المشاكل من كل اتجاه، فالمياه ملوثة والكهرباء دائمة الانقطاع والمدرسة الوحيدة تعمل لفترتين، والأخطر أن المنازل فيها آيلة للسقوط.
انتشرت وبصورة كبيرة أمراض الفشل الكلوي والكبد بين المواطنين، ولم تفرق بين شاب أو شيخ أو رجل أو امرأة فالكل يعاني، والمياة لا تصل إلى القرية سوى ساعة واحدة فقط بعد منتصف الليل، يستخدم الأهالي الطلمبات الحبشية الأكثر خطورة وسوءا وفتكا بالصحة، لاختلاطها بمياه "الطرنشات" وبيارات الصرف الصحي.
- "عرب بنى واصل".. قرية سقطت من ذاكرة سوهاج
في عرب بني واصل، إحدى قرى مركز ساقلتة بمحافظة سوهاج، يعيش الأهالي حياة الفقر المدقع، نظرًا لندرة الموارد الاقتصادية، إضافة إلى الانهيار التام في المرافق والخدمات؛ حيث لا كهرباء ولا صرف صحي، ولا حتى شربة ماء تبلل الشفاه الجافة سعيًا وراء لقمة العيش مغموسة بالبؤس.
فأكثر من 10 آلاف مواطن يتمتعون بـ "مذاق خاص" لمياه الشرب؛ حيث يختلط كوب الماء بعدد من الكائنات الحية المسببة لكثير من الأمراض على رأسها الفشل الكلوي.
"الزير" ذو أهمية خاصة في هذه القرية، فهو بديل "الثلاجة" لدى "الشعب الشقيق" القاطن في حواضر المحروسة، و"فلتر الغلابة" المضطرين لتجرع مياه الشرب على حالتها، حيث لا بديل مجاني في قرية يعيش سكانها حياة الضنك بكل مآسيها.
- "بنى روح المنيا".. قرية تعيش في الظلام
فقر، جهل، مرض.. مثلث لا تخلو منه قرية فقيرة على أرض مصر، وهو نفس حال قرية بنى روح التابعة لمركز ملوى جنوب محافظة المنيا، المدرجة كأفقر قرى المحافظة ضمن مشروع القرى الأكثر احتياجا في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.
القرية تابعة لمجلس قروى أبو قلته، يبلغ عدد سكانها نحو 8 آلاف نسمة، تعانى من التهميش على مدار عشرات السنين، أدى إلى ارتفاع في نسبة الأمية والفقر وانتشار الأمراض، بسبب عدم وجود مدرسة أو مستشفى واعتماد سكانها على العمل بالأراضى الزراعية أو السفر للأراضي الليبية.
أهالي القرية لا يعملون إلا في الأراضي الزراعية، ويتعرض بعضهم للموت بسبب عدم وجود وحدة صحية بالقرية، خاصةً أن أغلبهم يعمل بالأراضي الزراعية ومعرض للدغات الثعابين والعقارب، وابتعاد المستشفى المركزي بالمدينة.
- "عزبة مرسال الأقصر".. حمام مشترك للجميع
تنتشر بالقرية البيوت المتهالكه بحيث يرى خارجها من بداخلها، ومسقوفة بالقش والبوص وبقايا أجولة الأسمدة، الأطفال ينامون على الأرض أو الطين المجفف المفروش عليه بعض الأجولة، لا توجد حمامات خاصة لقضاء الحاجة، ويتقاسم الأهالى حمامًا مشتركًا على أطراف القرية رجالا ونساء.
معاناة أهالي عزبة مرسال، غرب قرية أصفون بمدينة إسنا، بمحافظة الأقصر، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 نسمة عبارة عن 25 أسرة، لكنهم يعيشون في عزلة تامة حرمتهم من أبسط حقوقهم كآدميين لهم حقوق على بلادهم.
أما عن المستوى الثقافي والتعليمي لأهالي العزبة فيكفي أن تعرف أنهم جميعا يستعينون بطفل بالمرحلة الابتدائية لقراءة الأوراق الخاصة بهم، كما أن معظمهم لا يمتلكون بطاقات رقم قومي، ويبدو أنهم تعايشوا مع فكرة أنهم ليسوا مواطنين في هذا البلد لهم حقوق وعليهم واجبات.
- "الرغامة" أسوان.. أرض الفقر والمرض
منازل لم يتبق منها سوى جدار، وشوارع لا تستطيع المرور بها لضيقها الشديد، وترع انتشرت هنا وهناك، وأطفال لم يجدوا سوى القمامة لتكون وسيلة للهو.. هذه هي مشاهد الحياة اليومية داخل قرية "الرغامة" بمحافظة أسوان.
عاش أهالي قرية الرغامة التابعة لمركز قروي الكافور بكوم امبو، عقودًا طويلة من الأهمال في شتي المجالات، حتى اشتهرت القرية بفقرها، وبانتشار الأمراض بها.
شوارع القرية، أشبه بالمتاهة، فالشوارع ضيقة للغاية وجميعها متصلة معًا، حيث أدت كثرة انهيار المنازل إلي قيام بعض الأهالي باستخدام الطوب الطيني او الدبش لبناء منازل بدائية، وذلك حتى لا يجدوا انفسهم بالشوارع، إلا ان هذه المنازل تم بناؤها بشكل عشوائي ومتلاصق حتي أصبحت النتيجة شوارع لا يتعدي عرضها المتر.
وفي النهاية تبقي قرية الرغامة واحدة من القري الفقيرة بأسوان، والتي ظلت علي هذا الحال عقود طوية دون أن يلتفت لها أحد، وما بين معاناه اهلها واحلامهم بواقع أفضل، لا يبقي عليهم سوي الرضا "بالقضاء والقدر".
- "درب الأربعين".. قرية تواجة الثعابين والعقارب
عانى مواطنو قرى درب الأربعين بالوادي الجديد من الفقر ونقص المرافق والخدمات الصحية والتعليمية، وعدم وجود مصدر لمياه الشرب ولا الكهرباء، بالإضافة إلى أن بعضهم يعيش في منازل من الطوب اللبن، ومع الحيوانات، وهي القرى التي تتبع لمركز باريس، وتبعد عنه حوالي 80 كلم، وعن مركز الخارجة حوالى 200 كلم.
الوحدة الصحية بالقرية أنشئت منذ سنتين ولكنها خارج نطاق الخدمة، حيث لايوجد بها أى أجهزة او أدوية حتى الأمصال الخاصة بسموم الثعابين والعقارب غير متوافرة ولا يوجد أى وسيلة إسعاف للحالات الطارئة.
- "قرية أكتوبر".. الغرق في رمال شمال سيناء
يعاني أهالي قرية 6 أكتوبر بمركز بئر العبد بشمال سيناء مرار الفقر، فقد تم اختيارها من بين 3 قرى على مستوى المحافظة ضمن القرى الأكثر فقرًا، فمنازلهم تغرق في مياه الصرف الصحي التي باتت مصدر للأمراض واسراب الذباب والناموس التي تهاجم الأهالي.
فالقرية موقعها منخفض عن سطح البحر ولا يوجد بها صرف صحي ونتيجة ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي الخاص بالمنازل ارتدت المياه وأغرقت غالبية أنحاء القرية، ففي النهار يطاردهم الذباب والروائح الكريهة وفي الليل يحاصرنا الناموس والحشرات الزاحفة.
- "وادى فيران".. قرية تعانى التهميش في جنوب سيناء
رغم تنفيذ العديد من خطط التنمية بقرى محافظة جنوب سيناء منذ ثورة 30 يونيو، ما زالت هناك العديد من القرى والتجمعات البدوية تعانى من الفقر، الذى يسيطر على 60% من أهلها، لبعدهم عن النشاط السياحى المصدر الأول للدخل بالمحافظة.
«وادى فيران» التابعة لمدينة أبورديس، إحدى القرى المهمشة، التي تضم 44 تجمعًا بدويًا، وتعد أكبر القرى البدوية من حيث التعداد السكاني، وهي الأكثر فقرًا على مستوى المحافظة، رغم كونها أقدم وأعرق القرى البدوية، التي كانت تعتبر السلة الغذائية لجميع مدن جنوب سيناء خلال العصور السابقة.
ويعتمد قاطنو القرية على رعي الأغنام والماعز والإبل والزراعة البدائية البسيطة لمساحات محدودة من الأراضي التي تقع في حيازتهم بنظام وضع اليد.