حكايات سجن النسا..آديل:هربت من نار بشار إلى جحيم الزنازين بمصر
الثلاثاء، 10 مارس 2015 05:10 م![حكايات سجن النسا..آديل:هربت من نار بشار إلى جحيم الزنازين بمصر حكايات سجن النسا..آديل:هربت من نار بشار إلى جحيم الزنازين بمصر](https://img.soutalomma.com/Large/12370.jpg)
خلف كل زنزانة تقبع قصة بطلها الجريمة وروايات تختصر ما يدور في خارج الأسوار من صراع وتقاتل بين بني البشر، ومشاعر الكره والحب والحزن والسعادة، ووراء كل جدار يطوي السجن أيامه علي مذنبين وسجناء، لعنتهم القوانين وطارادتهم أرواح ضحاياهم وهم في طريقهم الي الزنازين، ولكن يبقي الجزء الخفي في القصة الذي يعكس الوجه الأخر للجريمة وما بين سطور الجريمة يبقي في صدور أصحابها.. صوت الأمة أقتربت من سجينات سجن النسا بالقناطر في محاولة لمعرفة الظروف التي مهدت لجرائمهن ..
إديل 34 سنة، سورية الجنسية، دخلت سجن القناطر لاتهامها بقتل طليقها وشقيقته، تاركه يزن 10 سنوات، زين 8 سنوات، داخل دار لرعاية الأيتام بعد أن فقدوا الأب القتيل والأم السجينة، وتنتظر انتهاء التحقيقات التي تتم معها بمعرفة النيابة حول القضية. ..السجينة السورية بدت في أبهي جمالها وهي ترتدي الأبيض الخاص بالسجن وبدأت حديثها بلكنة أهل الشام قائلة ماتسألني أنا هنا ليش؟ علشان أنا هنا بتهمة ذبح طليقي وشقيقته والله العظيم مظلومة.
إديل حاولت أن تظهر متماسكه قبل أن تنهمر دموعها مضيفة أنا طبيبة أمراض نساء وتوليد وكنت دكتورة جامعية قبل قيام الثورة في سوريا وهروبنا من جحيم الحرب ولجوئنا إلي مصر أرض الأمن والأمان، وتزوجت منذ 13 عامًا من شخص كانت عائلتي ترفض زواجي منه، وكان أبي مُصرا علي أن هذا الشخص ليس مناسبًا لي، إلا أنني كنت متمسكة به بسبب حبي الشديد له، واقنعت أهلي بالزواج منه، وحدث. واستكملت حديثها: بعد مرور نحو 3 سنوات من زواجي اكتشفت أنه كان مخادعًا وكاذبًا، وفوجئت به يعمل في التجارة الرخيصة الدعارة ، وخلال هذا الوقت كنت قد رزقت بطفلي الأول، وكان والدي قد توفي، ودخلت في صراع نفسي ععنيف، ما بين الانفصال أو استكمال حياتي مع هذا الكاذب، وقام خالي بنصحي بالاستمرار معه علي أمل أن يعود إلي صوابه ويتوب إلي الله وتابعت مرت السنون ورزقت بطفلي الثاني وتوفيت والدتي أيضًا، ولم يتبق لي في الحياة إلا أبنائي وزوجي الذي كانت أحاول معه جاهدة لإقناعه بالعدول عن هذا الطريق الحرام حتى قامت الثورة السورية .
إديل واصلت حديثها قائلة لم يكن أمامى مفر إلا الهروب مع هذا الشخص بهدف حماية أبنائي من الموت وسط الحرب الدائرة في سوريا، وانتقلنا من مكان إلي القاهرة، واستقرينا بأحد الشقق بمدينة 6 اكتوبر ومارست مهنتى واصبحت حياتى شبه مستقرة وهنا عاد زوجي لممارسة عمله الحرام مرة أخري بحجة كسب المال داخل منزلنا، فمنذ عامين ونصف قررت الإنفصال عن هذا الرجل ، لرعاية ابنائي بعيدًا عن هذا الجو الملوث، وعدم تمكني من اقناعه بالبعد عن هذا الطريق، ووافق علي الطلاق في هدوء .
وهنا توقفت السورية عن الحديث برهة تجفف جفونها من الدموع قبل أن تعاود بعد مرور نحو عام ونصف علي إنفصالي.. فوجئت بمكالمة من قسم الشرطة يطلبنى الحضور للتحقيق في أمر ما، وفي أثناء وجودي في القسم، فوجئت بتوجيه لي تهمة قتل زوجي مذبوحًا وشقيقتى، كما أضافت أن الشرطة وجهت نفس التهمة لنجل عمي وهو يعمل دكتور جراح وقيامه بعملية الذبح، كما اتهموا نجل خالتى بتوثيق المجنى عليهم وأنا العقل المدبر للعملية وقمت بسرقة مواد عذائية من المنزل عبارة عن زيت وسكر وشاى، لتصمت وحدثت نفسها قائلة في تحسر واضح أنا من أغنى العائلات السورية ولو عملوا التحريات هيعرفوا أنا معايا كام وممتلكاتى قد إيه ...حسبى الله ونعم الوكيل وانكرت جميع التهم الموجه لى وطالبت بتحاليل الطب الشرعى ورفع البصمات علشان يعرفوا أنى بريئة وأنا عرفت بخبر بموته لأنني بعيدة كل البعد عنه، ولا يوجد أي مشاكل بيني وبينه عقب انفصالنا، وأنا في انتظار استكمال التحقيقات التي أدعو فيها الله أن يظهر الحق، وأعود إلي أحضان أبنائي .
وفجأة انتابتها حالة نفسية سيئة وانفجرت عيونها بالدموع من جديد ووجهت حديثها لنا قائلة انت تعرف ياستاذ أنا أطفالي كانوا في مدارس دولية ودلوقتى في ملجأ للأيتام وتركوا الدراسة، ده حتى إبنى يزن بقى عنده حالة نفسية من وقت القبض على
وأصبح أخرس ولا يتكلم إلا في حضورى .وانهت حديثها أدعوا من الله في كل صلاة أن يخرجنى من تلك المحنة وأن يندم القاتل الحقيقى على فعلته ويقدم نفسه للعدالة، وأنا هربت من جحيم بشار في سوريا إلى جحيم سجن القناطر .