اخوانجي وسلفنجي وليبرانجي ولومانجي
الأحد، 14 فبراير 2016 04:46 م
منذ سنوات ، أصدرت كتابا لي بعنوان" عشرة جرائم هزت مصر "، كانت هذه الجرائم زلزلتني أصلا ، والإ لما تحركت لأحققها ، من سوهاج الي امبابه. ومن المنصورة الي الاسكندرية الي الزقازيق ، جنائية وسياسية ، والأخيرة متعلقة بحادث اغتيال أو مصرع عالم الإليكترونيات والصواريخ المصري سعيد السيد بدير ابن المخرج الكبير الراحل السيد بدير.
من بين كل الجرائم ، أوجعتني جريمة ، لا تزال مشتعلة بالذاكرة ، وهي أن يذبح ولد أمه وهي علي سجادة الصلاة في جريمة روعت حي إمبابة ، ليستولي علي نقودها ، وأكيد معدودة ، لينفق علي صاحبته و المخدرات .
ما وقع لنا بعد ذلك من مصائب أخلاقية ، كان في صعود ، نوعا وكما ، وكلنا يذكر باشمئزاز ، الجرائم الغريبة التي أخذت بخناق المجتمع المصري ، طيلة عام ٢٠١٠ ، وذبح موظفة كبيرة في أحد البنوك ، وكله كوم وما جري ويجري منذ خمسة أعوام ، بدءا من السنة الميمونة والشهر الميمون الشهير ب٢٥ يناير !
والحق أن المرء يواجه جبلا من الأسئلة ، حين يحاول الخروج بنتيجة منطقية من المقدمتين التاليتين ، كما علمونا في دراسة المنطق:
يذهب الناس بالملايين الي دور العبادة ، مساجد وجوامع وزوايا ، وكنائس .
هذه مقدمة أولي
يسرق الناس ، ويقتلون ويكذبون، ويغتصبون، ويزنون، ويهملون ، ويعطلون ، وينمون ويذمون ، ويخوضون في الأعراض .
وهذه مقدمة ثانية ، وحين القياس ، لابد أن تخرج بنتيجة ، هي أن الذهاب الي المساجد والكنائس ، لم يردع الناس عن فعل الموبقات والخطايا والآثام .
هل أقصد أن الصلوات ، حاشا لله ، لا تحقق النبل والرقي والسمو الأخلاقي ؟!
الصلوات هي صلة مع السماء ، وامتثال لأمر الله ، والركن الركين من الدين لكن بعض الناس ، والبعض الآن بالملايين ، لا تنهيهم صلاتهم عن القتل والكذب والاهمال والسرقة والذم والنم والهبش والنتش في الأعراض ، بل ومنهم من امتهن الصحافة والاعلام ، ويرى نجاحه وملايينه وشهرته في عرض دماء مسفوحة أو مستباحة في غرف النوم !
بالملايين يواظبون علي صلاة الجمعة ، والجريمة تزداد . لوكنا نصلي حقا حقا ، لكنا مجتمع ملائكة . لكن ما يجري هو ان أناسا بحق يخضعون لله ، وآخرين يخضعون للشيطان ، حتي وهم ركع لاسترضاء الله ، ولو بتمارين رياضية ، يؤديها وهو مسحوب الوجدان والعقل الي مباهج يزينها له الشيطان يخطط للذهاب إليها بعد خروجه من الصلاة مباشرة! .
نحن ، وبخط مستقيم ، وبلا عوج ، ولا وجل ، ولازعل ، أمة بلا أخلاق ،الإ من عصم ربي .
لا أريد الي ذم ولا تعريض ، إنما أريد الي تشخيص والي علاج ، والمبادرة التي يقوم بها الآن الدكتور العالم علي جمعة مفتي مصر الأسبق ، والدكتور عكاشة ،عالم النفس المعروف ، ومعها المريب الدكتور ، عمرو خالد ، هي شهادة بأن أخلاق المجتمع المصري في انهيار .
وحين أقول انهيارا ، فهي ليست مبالغة علي الاطلاق ، لأن المباني الإنسانية ، والمؤسسات الروحية ، والركائز الدينية ، تتخلخل الآن وبلاهوادة ، والسفور والتبجح ،والتجرؤ، صارت فخرا ومجدا وشهرة . ألم تروا إلي الملحدين ، تستضيفهم الفضائيات ، وهم يستفزون غضب الدفاع عن العقيدة في الناس ؟!
ألم يعلم المذيع أن الملحد سوف يحدث الناس عن مظاهر واسباب نكرانه لوجود الله ، سبحانه وتعالي جل في علاه ،أم حسب المذيع الأحمق ومحطته المترخصة ،أن ملحدا سوف يفيد الناس بنظرية جديدة في نشأة الكون أو التوصل لعلاج خارق كاسر لمتاريس السرطان ؟!
كلمة الفساد في القرآن الكريم ، وردت عشرات المرات ، ومعني تحذير الله من الظاهرة واهلها ، أنها باب الانهيار ، والناس لا يفسدون الإ حين تنهار أخلاقهم ، خط المناعة الأول والوحيد ضد الشيطان ، وسقوط هذا الخط الحصين يعني أن لا قيمة ولا اعتراف بشخص او لشخص أو بشئ أو لشئ ، أو لوجود ، بدءا من السماء الي ادني المخلوقات مرورا بالبشر والجماد ، لأن القيمة الوحيدة التي سوف يطاردها المنحلون هي اللذة ، وهي الشهوة ، ولسوف يخلعون عليها شرعية فلسفية جديدة قديمة معا هي المنفعة ، فحيثما توجد لذة توجد المنفعة ، ويستدلون علي ذلك بأن كل مجهود هو رخيص حين تتحقق المنفعة وتقع اللذة . هكذا فكر الإخوان الارهابيون وهم يحكمون مصر تلك السنة الوحيدة البغيضة ،قبل أن يطيح بهم الشعب في الثلاثين من يونيو . أباحوا الكذب ، وشرعنوه ، وبرروه، واستعملوه ، وأشاعوا الفتنة والبغضاء ، وقسموا العائلة الواحدة ، فهذا إخوانجي وذاك سلفنجي وذينك ليبرانجي .!
الكذب مفتاح الاندحار والمهاوي ، وحين يكذب الأب ، يكذب الاولاد ، رغم أنه يعلمهم وهو يكذب أن اللي يكذب يروح النار ، ومشاهير في الفن يكذبون أنهم أنجبوا اولادا وينسبونهم للزنا أو لغيرهم ، وتصير حكاياتهم مضغة المحاكم والصحافة شاشة وورقا ومواقع .
أيضا تقود الدولة شعبها الي حتفه المحتوم ،حين يكذب الكبار فيها ، والحق أن الانفجارات المجتمعية الحالية ، هي من تفاعل روبة وسباخ وقمامة الكذب لسنوات بعد سنوات في السياسة والاجتماع المصريين.
أخلاقنا صفر الإ قليلا.. أم تتفق مع اولادها علي قتل الأب لتتفرغ للعشيق .. أم وأب يقودان الزوار والزبائن للقاءات الحرام في بيت العائلة . .الارتشاء عيني عينك ووببجاحة صاحب الحق .التحرش ممن يحمون من التحرش : مدرس فاسد ، شيخ منحرف واعظ او كاهن منحرف، استاذ جامعي يساوم البنات علي الامتحان مجان مقابل لقاء جنسي . مسلسلات تليفزيونية تتهتك بالفاظ عارية فاضحة ، وأفلام منحطة تعلي وتزين فوائد ومباهج البلطجة والسرقة والذبح
هو فيه ايه ؟ !
المجتمع في حالة تهيج غريزي ، يجمع بين ثلاث شهوات رئيسيات : القتل والجنس والسرقة.
وتنظر حولك ، تري عباد الله من المصريين منا يملأون بيوت الله . ونخرج لنكذب أو لنشتم أو لنتفق علي مؤامرة ، بعون الله !!
أعندنا أنفصام عام في الشخصية يا دكتور عكاشة ؟!