البطل "أحمد عبدالعزيز" الشهادة بنيران صديقة
السبت، 22 أغسطس 2015 09:52 ص
لم يكن يدري ذلك البطل أنه سينال الشهادة بطريق الخطأ رغم أنه تمناها، البطل أحمد عبدالعزيز قائد كتيبة المتطوعين في حرب 1948م.
في مثل هذا اليوم 22 أغسطس سنة 1948م، تمت دعوة أحمد عبد العزيز لحضور اجتماع في دار القنصلية البريطانية بالقدس لبحث خرق الصهاينة للهدنة، وحاول معه الصهاينة، أن يتنازل لهم عن بعض المواقع التي في قبضة الفدائيين، لكنه رفض.
وعندما انتهت المفاوضات في ليلة 22 أغسطس، أراد أحمد عبد العزيز أن يحمل نتائجها إلى القيادة المصرية العامة في المجدل، وأتجه في مساء ذلك اليوم إلى غزة حيث مقر قيادة الجيش المصري، لينقل إلى قادته ما دار في الاجتماع.، وأصر على أن يذهب في ليلته وكانت المعارك في ذلك الحين تدور بشدة على الطريق المؤدى للمجدل، مما جعل ضباطه يلحون عليه في التريث، وعدم الذهاب، ولكنه قطع هذه المحاولات، حين قفز إلى سيارته الجيب وهو يردد: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا، وانطلقت السيارة في طريق المجدل ولم يكن معه إلا اليوزباشي الورداني ، واليوزباشي صلاح سالم من ضباط رئاسة المواوي وسائق سيارته.
كانت منطقة عراق المنشية مستهدفة من اليهود، مما دعا القيادة العامة إلى منع السير على هذا الطريق بالليل، وكانت ترابط بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل.
وما أن وصلت السيارة إلى مواقع عراق المنشية، اشتبه بها أحد الحراس لعريف بكر الصعيدي، وظنها من سيارات العدو، وصاح الحارس يأمر السيارة القادمة بالوقوف، ولكن لسوء الحظ ضاع صوت الحارس في ضجيج السيارة، فأطلقت نقطة المراقبة النار، وتدخل سوء الحظ مرة أخرى، حين أصابت أول رصاصة البكباشي أحمد عبد العزيز في جنبه، وحمله مرافقوه إلى عيادة طبيب بمدينة الفالوجا، ولكن قضاء الله سبقهم إليه فصعدت روحه إلى بارئها.