حمزة: التاريخ يؤكد وجود «رأس الحسين» في المدينة النبوية
الثلاثاء، 09 فبراير 2016 02:12 م
قال مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن قصة قدوم رأس الإمام الحسين بن على رضي الله عنه، إلى مصر، أكذوبة تاريخية لا تثبت بحال من الأحوال، اختلقها العبيديون «الفاطميون»، لأغراض سياسية، لإحساسهم بأن الناس لا يصدقون نسبتهم إلى الحسين، مشيرًا إلى أن سبب الاختلاف حول مكان رأس الحسين هو كثرة المشاهد والمقامات الحسينية في عدد من البلدان التي يزعم أهلها أن الرأس عندهم، مما دفع كل طائفة للانتصار لرأيها.
وأشار في تصريحات صحفية له إلى أن الرأس الشريفة انتقلت بعد معركة كربلاء فحملت إلى ابن زياد الذي أمر بوضعها في طست وأخذ يضربها بقضيب، لافتًا النظر إلى أن الروايات التي تشير إلى انتقال الرأس إلى يزيد بن معاوية ليأمر بها إلى الطواف على بلدان المسلمين لا يصح منها شيء من الناحية التاريخية، بالإضافة إلى أنها تتنافى مع ما هو ثابت وصحيح من حزن معاوية على مقتل الحسين وبكائه عليه على الرغم من تخاذله عن القصاص من قتلته، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الروايات الصحيحة دلت على أن يزيد كان يحسن معاملة أسرة الحسين، مما يتنافى مع ما ورد في الروايات الأخرى التي تأمر بالطواف برأسه.
وأكد حمزة على وجود 6 مقامات للرأس الشريفة على مستوى العالم، في دمشق والرقة وعسقلان والقاهرة وكربلاء، والمدينة، مؤكدًا أن الروايات التاريخية الصحيحة حول قصة رأس الحسين تؤكد وجودها في المدينة، خاصًة وأن عادة العرب في ذلك الحين تؤكد أنهم كانوا يسلمون من يموت في الفتنة إلى أهله، كما فعل الحجاج بن يوسف الثقفي بابن الزبير لما قتله وصلبه، ثم سلمه إلى أهله.
وأضاف مدير مركز دراسات الإسلام السياسي أن أغلب ما يستند عليه الصوفية لإثبات قدوم رأس الحسين إلى مصر مجرد رؤى ومنامات رآها عدد من أقطابهم، منبهًا أن الوطنية لعبت دورًا كبيرًا في هذا التأكيد على أن هذه الرأس موجودة في القاهرة.
أما عن ادعاء وجود الرأس في عسقلان ثم مصر فيؤكد حمزة أن هناك بعدًا سياسيًا لادعاء ذلك، وهو محاولة مجابهة الدول السنية التي قامت في بلاد الشام، ومن المعروف أن حكومة المستنصر بالله العبيدي قد صادفت قيام دولة السلاجقة السنية، ولما دخل الصليبيون بلاد الشام وسيطروا على العديد من الدويلات رأى العبيديون نقل رأس الحسين إلى مصر، ليظهروا أمام الجميع بمظهر الحريص على رأس جدهم، للمبالغة في إثبات نسبتهم إليه، ودفع شبهة عدم الانتساب إليه عنهم، مشيرًا إلى عدم وجود أي كتاب تم تأليفه قبل ولاية المستنصر الفاطمي، يرد فيه أن رأس الحسين وجد في عسقلان، مما يعزز كذب العبيديين. واختلاقهم لهذه القصة لتحقيق أغراض سياسية.
واختتم حمزة تصريحاته قائلًا: «هناك رأس موجود داخل المشهد الحسيني الموجود بالقاهرة، لكن لا يمكن من الناحية التاريخية إثبات أن هذا الرأس هو رأس الإمام الحسين رضي الله عنه حسبما ذكرت الروايات الصحيحة، وإنما هو رأس أتى به الفاطميون وزعموا أنه رأس الحسين فراج ذلك على الناس".