مكتبة الإسكندرية توظف التكنولوجيا الرقمية لخدمة مجتمع المعرفة
الإثنين، 08 فبراير 2016 02:11 م
تتبنى مكتبة الإسكندرية مشروعات علمية تهدف إلى مواكبة التغييرات المتلاحقة في العالم الرقمي، وإعداد الكوادر البشرية التي تتمتع بقدرات معرفية قادرة على إحداث التطور الحضاري والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، منها "بانوراما التراث" (CULTURAMA)
وقد حصل مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية على براءة اختراع بانوراما التراث من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وذلك لمدة 20 عاما، وتقدم البانوراما مادة علمية وثقافية دسمة، إذ تعرض تاريخ مصر عبر ثلاث مراحل (التاريخ المصري القديم- والحضارة القبطية والإسلامية- ومصر الحديثة)، بحيث تتضمن كل مرحلة معلومات عن أهم الملوك والقادة الذين حكموا البلاد في تلك الفترة.
وتعرض البانوراما أيضاً واحدة من أشهر البرديات المتعلقة بعلم الرياضيات في مصر الفرعونية، وهي بردية كبيرة طولها خمسة أمتار، وتحتوي على 86 مسألة رياضية مختلفة وحلولها، ويمكن للمشاهد أن يقوم بتكبير هذه البردية ورؤية هذه المسائل وترجمتها من اللغة الهيروغليفية إلى الإنجليزية.
وتظهر أهمية البانوراما بشكل جلي عند عرضها بعض الأماكن والمزارات بالقاهرة والإسكندرية، وخصوصاً فيما يتعلق بمرحلة تاريخ مصر الحديث، حيث يمكن مثلاً اختيار كوبري قصر النيل بالقاهرة والضغط عليه فتظهر على الشاشة معلومات مفصلة عنه، بالإضافة إلى فيلما تسجيليا من تصوير الأخوان لوميير عام 1895.
أما عن المشروعات الرقمية، فقد انضمت المكتبة كشريك استراتيجي كامل لاتحاد المكتبات الرقمية (DLF)، كما وقعت اتفاقية شراكة مع مكتبة الكونجرس، حصلت بمقتضاها علي حق الامتياز في تطوير المكتبة الرقمية العالمية واستغلالها، وهو ما يدل علي الثقة الكبيرة التي توليها أكبر مكتبة في العالم إلي مكتبة الإسكندرية.
وكذلك تخوض مكتبة الإسكندرية مغامرة جديدة مع مركز إبراهيم شحاتة للغة الشبكات العالمية ستغير من خارطة المعارف الإنسانية، حيث يعكف المركز حاليا علي إنجاز مشروع مبدئي Pilot"، كخطوة يتم فيها ترجمة ثلاث وثائق من موسوعة دعم الحياة، تضم كل وثيقة 40 صفحة.
ويلعب المركز حاليا دورا أساسيا في تصميم وتنفيذ المحتوى العربي للغة الشبكات العالمية، بالإضافة إلى كونه مركزًا لعلوم اللغة العربية، وتم الانتهاء من تصميم النسخة الأولى من قاموس اللغة العربية الذي يحتوي على أكثر من 49 ألف مدخل، ويقتني مركز إبراهيم شحاتة في مكنزه اللغوي حوالي 50 مليون كلمة، فضلا عن تصميمه برامج في هذا المجال، وبناء قواعد الترجمة من وإلى العربية، وخلال ثلاث سنوات سيتم جمع حوالي 100 مليون كلمة والإلمام بالعلاقات فيما بينها.
وفي السياق ذاته، تنفذ مكتبة الإسكندرية مستودع الأصول الرقمية "DAR"، وهو نظام لإنشاء وحفظ المحتوى الرقمي بالمكتبة، ويقدم لمستخدميه مجموعة من الكتب المرقمنة في مختلف المجالات، حيث تمت رقمنة 50 ألف كتاب و35 ألف صورة؛ تم وضعها على الموقع الإلكتروني للمكتبة ليتمكن الزائر من الاستفادة بإمكانية طباعة الكتب بالكامل.
أما مركز الدراسات والبرامج الخاصة، فهو يهدف إلى مساعدة الباحثين والعلماء للحصول على أفضل دعم لازم، لكي يرتقوا إلى المستوى الدولي في أبحاثهم، كما يوفر لهم فرصا للتعاون المشترك مع علماء دوليين، لذا يسعى برنامج المنح البحثية الذي يقدمه المركز إلى توليد أبحاث ذات أفكار إبداعية وخلاقة لعلاج المشاكل التي يواجهها الباحثون المصريون.
كما يقدم المركز عددا من المنح لأبحاث ما بعد الدكتوراه للعلماء والباحثين المصريين الذين لم تبلغ أعمارهم 35 عاماً، وحصلوا على شهادة الدكتوراة خلال الخمس سنوات الماضية، أو من المفترض أن يحصلوا عليها في سنة الإعلان عن المنحة، ويغطي برنامج المنح جميع ميادين العلوم الطبيعية والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات، ومن المتوقع أن يزيد دعم البحوث في مجالات أخرى كالعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية.
وحول المشروع الافتراضي في تطبيقات العلوم والتكنولوجيا (VISTA)، فقد أنشأت المكتبة "كهف البيئة الافتراضي"(CAVE) ويعرف باسم "فيستا" (التفاعل الافتراضي في تطبيقات العلوم والتكنولوجيا)، وتعتبر مكتبة الإسكندرية الجهة الأولى في إفريقيا والشرق الأوسط التي تقدم للباحثين أداة مشاهدة بهذا التقدم، ويعد فيستا- الذي يتولى إدارته المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية- أحدث جيل من أنظمة مشاهدة "فليكس".
ويعرض برنامج فيستا صورًا ستيريوسكوبية، من خلال أحدث مجمعات الكمبيوتر، على ثلاثة جدران رأسية (10 أقدام في 10 أقدام) وأرضية تشكل ركنًا مكعبًا، وبمجرد الضغط على الزر يتحرك جدار ثالث فيغير البيئة من غرفة استغراقية إلى شكل أشبه بالمسرح على شكل حرف "L"، ما يسمح بعدد أكبر من المشاهدين، ويتم ربط خمس محطات عمل "Workstations لتكوين جهاز معالج للمعلومات وبرنامج لصنع الصور.