تقرير تشريح «جوليو ريجيني» يشعل الأزمة بين مصر وإيطاليا.. التقرير يؤكد تعرضه للتعذيب وتحطيم فقرات العنق.. ووزير إيطالي: عنف غير إنساني.. ويؤكد تعذيبه للإفصاح عن معلومات بشان إتصالاته بالعمال في مصر
الإثنين، 08 فبراير 2016 08:43 ص
قال وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو إن تشريحا ثانياً لجثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني أجري في إيطاليا كشف أن طالب الدكتوراه تعرض لعنف «غير إنساني، يشبه عنف الحيوانات».
وأضاف ألفانو في مقابلة مع قناة سكاي اليوم الأحد نقلتها وكالة أسوشيتدبرس إنه لم يتمكن من التقاط أنفاسه منذ أن اطلع على نتائج التشريح الثاني. وشدد وزير الداخلية الإيطالي على مطالبته للرئيس السيسي بأن يتعاون بشكل كامل مع التحقيق الجنائي، وقال "إنني مقتنع بأن من مصلحة السيسي أن نعمل سويا، لا يمكن لأحد أن يعيد جوليو إلى الحياة، لكن إظهار الحقيقة ربما قد ينقذ حياة آخرين".
وفتح المحققون في روما تحقيقا في وفاة جوليو ريجيني بوصفها جريمة قتل، وقد تم العثور على جثته المشوهة بالقرب من طريق سريع خارج القاهرة بعد تسعة أيام من الإبلاغ عن اختفائه في العاصمة المصرية.
من جانبها نقلت اسوشيتدبرس عن وكالة أنباء أنسا الإيطالية عن مصادر قريبة من الطب الشرعي لم تسمها أن النتائج تقود إلى استنتاج أن ريجيني تعرض لليّ عنقه أو لضربة في الرقبة أدت إلى تحطيم إحدى فقراتها، ما تركه غير قادر على التنفس. وقالت الوكالة إن ريجيني عانى من عدة كسور إضافية أخرى.
وقالت المحامية الحقوقية أليساندرا باليريني التي كلفتها أسرة ريجيني بمتابعة تطورات القضية إن تشريحا آخر تم إجراؤه في وقت متأخر من مساء أمس السبت في روما، بعد التشريح الذي أجري في مصر قد كشف أن ريجيني فارق الحياة بعد تحطم إحدى فقرات عنقه.
وقالت باليريني إن النتائج الكاملة للتشريح لن تصدر قبل بضعة أيام، والأهم من بينها عينات الأنسجة والسوائل، والتي يمكن أن تحدد الوقت الذي قضاه ريجيني بين اختفائه في يوم 25 يناير وحتى وفاته.
وقالت باليريني محامية العائلة إن موعد جنازة ريجيني لم يتم تحديده بعد. وأضافت: "كان لجوليو الكثير من الأصدقاء المتناثرين حول العالم" والذين سيحتاجون لبضعة أيام ليصلوا إلى مسقط رأسه فيوميتشللو شمال شرقي إيطاليا.
وكان السفير الإيطالي قد صرح من قبل بأن الضحية ظهرت عليه علامات الضرب الوحشي والتعذيب، بعد أن عاين الجثة عقب ساعات من إبلاغ السلطات المصرية لإيطاليا بالعثور عليها في 3 فبراير.
وقالت اسوشيتدبرس في تقريرها إن منظمات حقوقية قد دأبت منذ سنوات على اتهام الشرطة المصرية بتعذيب المحتجزين بشكل منتظم. كما وجهت المنظمات للشرطة على مدى العام الماضي تهمة استخدام "الإخفاء القسري" – أي احتجاز المشتبه بهم من الناشطين أو الإسلاميين سرياً دون الإبلاغ عن احتجازهم.
ونقلت الوكالة عن المحامي الحقوقي حليم حنيش أن المفوضية المصرية للحقوق والحريات وثقت 314 من حالات الاختفاء خلال عام 2015. وقال حنيش إن أغلب المختفين ظهروا بعدها في السجون، لكن ما لا يقل عن خمسة منهم عُثر عليهم في المشرحة، ومن بينهم جثة ظهرت عليها آثار تعذيب كالحروق والصعق الكهربي. وأضاف حنيش أن المفوضية وثقت 35 من حالات الاختفاء حتى الآن منذ بداية 2016، اثنتان منهما على الأقل أُعلنت وفاتهما.
ونقلت تقارير صحفية في إيطاليا أن السلطات الإيطالية تعتقد بقوة أن قوات الأمن المصرية استجوبت ريجيني ليعترف عن الاتصالات التي أجراها في سياق بحثه في أوساط العمال وغيرهم من الناشطين، وعذبته وقتلته.
وفي مقابلة مع صحيفة كورييرا ديلا سيرا الإيطالية، نفى وزير خارجية مصر بقوة هذه المزاعم التي وصفها "بالأحكام والاتهامات والتلميحات غير المبررة والتي لا يوجد دليل عليها". ونقلت الصحيفة عن سامح شكري أيضا إنكاره أن قوات الأمن المصرية تستخدم وسائل عنيفة بشكل معتاد.. قائلا "أي وسيلة مخالفة للقانون هي محل إدانة كاملة من الحكومة وسيتم مقاضاة المسئول عنها"
كان ريجيني قد قضى في القاهرة عدة أشهر كجزء من بحثه لرسالة الدكتوراه حول الحركات العمالية المصرية. ووفقاً لأصدقائه فقد رأوه آخر مرة عند دخوله إلى محطة مترو أثناء توجهه لمقابلة صديق في وسط القاهرة في يوم ذكرى انتفاضة 2011 في مصر. وكانت قوات الأمن على حالة من الاستعداد المشدد والانتشار المكثف في الشوارع لمنع اندلاع أي تظاهرات.
وفي 31 يناير أصدرت وزارة الخارجية الإيطالية بيانا بدا صريحا بشكل غير معتاد، طالبت فيه مصر ببذل "أقصى جهودها" من أجل العثور على ريجيني، بعد أن أشارت إلى أن الشاب قد "اختفى بشكل غامض".