خمسون يوما بلا مساعدات.. تحذيرات أممية من تفاقم الوضع الإنسانى بغزة ومفاوضات مرتقبة فى القاهرة
الثلاثاء، 22 أبريل 2025 03:27 م
هانم التمساح
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، لليوم السادس والثلاثين، رغم تحذيرات أممية من تفاقم الأزمات على كافة المستويات مع مرور خمسين يوماً، على فرض حصاراً ظالماً من جانب جيش الاحتلال يحول دون دخول أي مساعدات، وسط الاستعداد لانطلق جولة مفاوضات جديدة، في غضون اليومين المقبلين لمحاولة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى بين حركة حماس، والحكومة الإسرائيلية، حيث من المتوقع أن يصل وفد حركة حماس إلى القاهرة، لبحث وقف إطلاق النار، بحسب ما ذكرت وكالة “معاً” الفلسطينية.
ولا يتأمل الفلسطينيين كثيرا من عودة الجولات التفاوضية دون وقف حقيقي للعدوان، خاصة مع تعنت سلطات الاحتلال، وعدم اكتراثه حتى بأسراه دون التزامه بأى اتفاقيات، سواء اتفاق الهدنة بغزة أو وقف إطلاق النار بجنوب لبنان، إذ أعلن وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، رفضه المطالب المتزايدة في الكيان للتوصّل إلى اتفاق، معتبرًا أن القضاء على حماس هو الهدف الأهم، وإعادة الأسرى ليس أولوية قصوى”، يأتي ذلك في وقت كشفت فيه هيئة البث الإسرائيلية أنّ مفاوضات الصفقة ما زالت عالقة.
وتعكس تصريحات سموتريتش، الاتساع المتزايد في الفجوة بين مواقع القرار في الكيان وجزء لا بأس به من الرأي العام، إضافة إلى الشرخ بين القيادة العسكرية وأفرادها، حيث نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن ضباط أن “نحو 60% فقط من جنود الاحتياط يلتزمون بالخدمة بغزة الآن بسبب الصعوبات والإرهاق”، فيما قالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية إن “لواء جولاني فقد 114 من مقاتليه وضباطه منذ بدء الحرب، وأصيب آلاف من مقاتليه”، مشيرة إلى رصد “حالة الإرهاق في صفوف الجنود النظاميين الذين يتحملون عبئاً وضغطاً كبيرين”.
وأعلنت الأمم المتحدة أنّ النظام الصحي في قطاع غزة “بات على وشك الانهيار”، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على مختلف المناطق في القطاع.
وأشارت الوكالة الأممية إلى أنّ إسرائيل تمنع دخول كافة أنواع المساعدات إلى قطاع غزة منذ 50 يوماً، لافتةً إلى أنّ تأثير ذلك على سكان القطاع “خطير جداً”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمرٍ صحفي مساء أمس، أنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكّد أنّه منذ 50 يوماً، لم يتم إدخال أي طعام أو وقود أو دواء أو أي مواد أساسية أخرى إلى غزة، موضحا أنّ “مخزونات الغذاء انخفضت بشكلٍ خطير خلال هذه الفترة، وأنّ الأدوية والإمدادات الطبية واللقاحات على وشك النفاد، مشيراً إلى أنّ الأطفال والبالغين يعانون الجوع، وأنّ النظام الصحي في القطاع بات على وشك الانهيار، وأفاد دوجاريك بأنّ “مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا، والهجمات الإسرائيلية على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والصحية زادت مرّة أخرى”.
وأعلنت “الأونروا” أن “مليوني شخص يعاقبون جماعياً بغزة”.
وقال المفوض العام للأونروا إن “المساعدات الإنسانية تستخدم أداةً للمساومة وسلاح حرب في القطاع”، مشيراً إلى أنه “يجب رفع الحصار وإيصال الإمدادات وإطلاق سراح الرهائن واستئناف وقف إطلاق النار”.
وأشارت وزارة الصحة بغزة إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال إلى القطاع لليوم الأربعين”، وأن “600 ألف طفل يتهدّدهم خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات ما لم يتم إدخال التطعيمات للقطاع”.
ودعت وزارة الداخلية بغزة المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف حملاته الخبيثة الساعية لتهجير الفلسطينيين، داعية إلى “فتح معبر رفح وتمكين الفلسطينيين من السفر خاصة الجرحى والمرضى وإدخال المساعدات”، وثمنت حركة حماس دعوة مؤسسات وقيادات إسلامية لجعل السبت المقبل يوماً لإضراب شامل حول العالم إدانة لحرب الإبادة في غزة، داعية إلى مواصلة الحراك العالمي التضامني وتصعيده في كل المدن والعواصم والساحات حول العالم، كما دعت الحركة لاستمرار المسيرات والإضرابات والاعتصامات وحصار السفارات الصهيونية والأميركية حتى يتوقف العدوان.
وأعلنت حركة حماس أن “قطاع غزة بات يواجه كارثة غير مسبوقة مع مرور 50 يوماً على الإغلاق الكامل والشامل للمعابر”. ،وأشارت الحركة إلى أنه جراء ذلك فإن “القطاع يواجه نقصا حادا في مستلزمات الحياة الأساسية من غذاء وماء ووقود ودواء”، وأن هذا “يدفع السكان نحو مجاعة وكارثة صحية تتفاقم يوماً بعد يوم” ،لافتتا أن “الحصار المطبق على أكثر من مليونين وربع مليون إنسان واستخدام التجويع كسلاح جريمة حرب”.
وأكدت المقاومة أن “استمرار الحصار على قطاع غزة يعد فشلاً سياسياً وأخلاقياً وإنسانياً للمنظومة الدولية ومؤسساتها”، مجددة مطالبة المجتمع الدولي “بالضغط على المجرم نتنياهو وحكومته لفتح المعابر وإدخال المستلزمات إلى غزة”، داعية “الحكومات والشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى العمل بكل السبل لكسر الحصار عن شعبنا”.
يواصل العدو الصهيوني استهداف القطاع، إذ أعلن مدير الإمداد في الدفاع المدني عن سقوط 25 شهيداً في الغارات منذ فجر اليوم. وقال إن “الاحتلال يدمر وسائل ومقدرات العمل الإنساني في القطاع”،و وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إنّ “الاحتلال شنّ عدّة غارات جوية عنيفة فجر اليوم الثلاثاء على مدينة غزة وبيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس، ممّا أدّى لاستشهاد 7 مواطنين مدنيين”.
وأوضح بصل، في حديثٍ لوكالة “فرانس برس”، أنّ “أربعة شهداء سقطوا جرّاء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة بكر في حيّ الرمال غربي مدينة غزة، بينما سقط شهيدان إثر استهداف من الطيران الحربي لمنزل في منطقة الصبرة غربي غزة”. وأضاف أنّ “شهيداً سقط باستهداف منزل في خان يونس”.
ولفت المتحدّث إلى أنّ جيش الاحتلال “نسف أكثر من عشرة منازل شرقي مدينة غزة وفي رفح، بينما أسفرت غارة جوية عن إحراق وتدمير جرافات ومعدات تابعة لبلدية جباليا في شمال القطاع” ،كما طال قصف مدفعي إسرائيلي أحياء الدرج والتفاح والشجاعية في مدينة غزة، وفق المصدر نفسه. واستشهد مواطن وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس.
وخلف قصف لاحتلال خيمة في حي ابو دقة خلف مسجد التقوى شرق دوار بني سهيلا شرقي خانيونس شهداء وأصيب آخرون، ووصل شهيدان إلى مستشفى الأوروبي بخانيونس جراء قصف إسرائيلي شرق رفح جنوب قطاع غزة.
كما ارتقى 3 شهداء جراء استهداف تجمع في بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقصفت مدفعية الاحتلال بعنف منطقة قيزان رشوان جنوب غربي مدينة خان يونس، فيما ارتقى 5 شهداء ومصابون بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة بكر غربي مدينة غزة.
هذا وارتقى ايضاً 5 شهداء وأصيب آخرون بقصف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في تل الزعتر شمال شرقي مخيّم جباليا.