الأحزاب دخلت مرحلة الجد.. برامج تدريبية ولجان داخلية لاختيار المرشحين للانتخابات البرلمانية.. ومبادرات حزبية للدعوة إلى المشاركة الكثيفة
السبت، 19 أبريل 2025 07:00 م
دخلت الأحزاب والقوى السياسية مرحلة الاستعدادات الجادة للانتخابات البرلمانية المقبلة "مجلسى النواب والشيوخ"، المقرر إجرائها نهاية العام الجارى، حيث كثفت الأحزاب تحركاتها وخريطة تفاعلاتها في الشارع والالتحام بقوة مع القضايا الجماهيرية، فضلاً عن بدء عمليات اختيار المرشحين المحتملين لكل حزب.
ورغم عدم حسم النظام الانتخابى المقرر إجراء الانتخابات بها، الا أن الشارع السياسى، يشهد في الوقت الراهن تفاعل كبير وحراك في كافة الاتجاهات والمسارات، ويدور في الأروقة أحاديث عن التحضير لتحالفات سياسية تضم عدد كبير من الأحزاب، تخوض الانتخابات تحت مظلة واحدة.
وزاد من التفاعل والحراك، الدور النشط الذى يقوم به الحزب الوليد "الجبهة الوطنية" الذى ضم خلال الأسابيع الماضية قيادات سياسية في كافة المحافظات، وأعلن عن تشكيل غالبية لجانه النوعية وأيضا في المحافظات.
بالتوازى مع الحراك الحزبى، بدأت الحكومة هي الأخرى الاستعداد المبكر للانتخابات، وظهر ذلك من الاجتماع الذى عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأسبوع الماضى، بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، مع أعضاء اللجنة الاستشارية للشئون السياسية، والذى قال المستشار محمد الحمصاني، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إنه شَهِد تَحليلاً للموقف السياسي لعددٍ من القضايا والملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، وكذا السيناريوهات المقترحة للتَحرك في المرحلة المُقبلة، فضلاً عن تناول الاجتماع مُناقشة الاستعدادات الجارية لعقد الانتخابات البرلمانية المُقبلة، والحراك السياسي خلال الفترة المُقبلة.
وأعلن حزب حماة الوطن استعداده للانتخابات البرلمان المقبلة ودخوله بقياداته وكوادره التنظيمية، حالة الاستنفار الكامل على مستوى الجمهورية، استعدادًا لهذا الاستحقاق الوطني المفصلي، مؤكداً أن الانتخابات النيابية "واجبا وطنية"، وسبق ونظم العديد من الدورات التدريبة لتأهيل المرشحين الذين سيخوضون المنافسة، وقال اللواء أحمد العوضي، النائب الأول لرئيس الحزب ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب إن "حماة الوطن" دخل مرحلة الجاهزية القصوى، من خلال حشد الكوادر، ووضع خطط تنظيمية دقيقة، تستهدف تعزيز التواجد الحزبي في الشارع، وتكثيف التفاعل مع المواطنين، وتقديم مرشحين على مستوى عالٍ من الكفاءة، يحملون هموم الوطن وينحازون لمصالح الشعب.
وأكد العوضى، أن المرحلة القادمة تتطلب قيادات وطنية واعية وقادرة على تحمل المسؤولية، والحزب ماضٍ في إعداد صفوفه للمشاركة بقوة في تشكيل برلمان يُعبّر عن الإرادة الشعبية ويدعم مؤسسات الدولة في مواجهة التحديات الراهنة، لافتاً إلى أن "حماة الوطن، من منطلق دوره الوطني، يعتبر خوض الانتخابات النيابية واجبًا ومسؤولية، وسنكون كما عهدنا شعبنا – حماة للوطن، حراسًا لإرادته، وعنوانًا للثقة والالتزام".
وأكد الدكتور عمرو سليمان، عضو الهيئة العليا لحماة وطن، إن الحزب دائمًا على تواصل مع أمانات المحافظات خلال الفترة السابقة، حيث ركز على التوعية والتثقيف السياسي، ونظم العديد من الندوات لدعم القيادة السياسية في القضايا الوطنية، مثل القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تدريب كوادر الحزب في مختلف المجالات ضمن استعداداته للانتخابات.
وأشار سليمان في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" إلى أن حماة الوطن يتميز بفكرة السياسة التنموية التي انتهجها لدعم القيادة السياسية في تنمية الدولة، كما أن الحزب لا ينتظر الاستحقاقات الانتخابية ليكون حاضرًا في الشارع السياسي ومع المواطنين، بل يعمل على مدار الساعة منذ أربع سنوات، لافتاً إلى أن الحزب أطلق العديد من المبادرات في مجالات الصحة، التكنولوجيا، الزراعة، والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى مشاريع مكافحة الفقر، مما يعكس التزامه بخدمة المواطن المصري.
وفيما يتعلق بالنظام الانتخابي، أوضح سليمان أن الحزب مستعد لأي نظام يتم التوافق عليه، مشيرًا إلى أهمية ما تم طرحه في الحوار الوطني وما أيدته القيادة السياسية، مؤكداً أن حماة الوطن سيظل ملتزمًا بخدمة المواطن ودعم القيادة السياسية لتحقيق التنمية في كافة مناحي الدولة.
وأعلن حزب "المستقلين الجدد" أنه سيبدأ حملة "مشارك" في جميع ربوع مصر، للدعوة إلى المشاركة الكثيفة في الاستحقاقات الدستورية لعام 2025، وقال الدكتور هشام عناني، رئيس الحزب، إنهم بصدد استثمار النجاح الذي حققته حملة "مشارك" في الانتخابات الرئاسية في العام الماضي، إيمانًا منهم بأن المشاركة في الاستحقاقات الدستورية ليست حقًا فقط، بل واجب على كل مواطن.
وأكد "عناني" أن الحملة تهدف إلى توعية المواطنين بأهمية المشاركة، وأن ما ننشده من تعددية أوسع لن يتحقق إلا بالمشاركة الجادة والذهاب إلى صناديق الاقتراع، والتأكيد على الصورة المضيئة التي رسمها الشعب المصري أمام العالم في الانتخابات الرئاسية الماضية، والتي شهدت إقبالًا غير مسبوق.
ومن المقرر وفقاً للحزب أن تشارك في الحملة كل الأمانات النوعية من الشباب والمرأة والعمال والفلاحين، بالإضافة إلى أمانات العمل الجماهيري في مختلف المحافظات، وشدد الحزب، رهانه على وعي المواطن المصري في ظل هذا التوقيت الدقيق من عمر الوطن، مؤكدًا أن أحد أهم مكتسبات الحوار الوطني هو إتاحة المساحات أمام جميع أطياف العمل السياسي، وأن الوصول إلى المقاعد البرلمانية لن يكون إلا من خلال صناديق الاقتراع والمشاركة الفعالة من المواطنين.
كما أطلق حزب الاتحاد مبادرة "شارك في اختيار نواب برلمان 2025"، التي قال عنها المستشار رضا صقر رئيس الحزب بقوله إنها جاءت بعد عدة اجتماعات، "لأننا فى مرحلة صعبة بها تحديات كثيرة، محلية وخارجية وتغيير فى المناخ الاقتصادى على العالم، بالإضافة للتحديات الدولية".
وأشار صقر إلى أن "التحديات الحالية تحتاج لنائب برلمانى غير عادى، يعمل فى وقت الخطر والتحديات، لأن القضية أكبر من وضع تشريعات ومراقبة الحكومة، لأن التحديات المتواجدة فى الإقليم والعالم كله تجعلنا نفكر أننا بحاجة إلى نائب يعلم معنى الأمن القومى المصرى وأهميته، وكذلك الاقتصاد العالمى وتأثره بالحروب، كما يجب أن يكون للنائب صوت مسموع فى المجلس ونقله خارج المجلس، وليس فقط مجرد ممثل لدوائر داخل الدولة، ولكن يكون خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية فى الداخل والخارج".
من جهته أعلن حزب المحافظين برئاسة المهندس أكمل قرطام، تشكيل لجنة خاصة لإدارة العملية الانتخابية، تشمل انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، ترأس اللجنة النائب السابق طلعت خليل، رئيس هيئة التحالفات السياسية، بمشاركة خمسة من أبرز قيادات الحزب، وهم: عمرو الشريف (رئيس مجلس السياسات)، أحمد حنتيش (رئيس هيئة الإعلام السياسي)، حبيب أحمد السنان (رئيس المجلس التنفيذي)، عبد الرحمن الحديدي (رئيس الهيئة التشريعية)، وكريم عبد العاطي (نائب رئيس هيئة التحالفات).
وأكد الحزب في قراراه القرار إلغاء أي تعليمات سابقة تتعارض مع هذا القرار، وتم تكليف الجهات المعنية داخل الحزب بمتابعة التنفيذ بشكل كامل.
من جانبه قال المستشار جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، إن الحزب يقيم أداءه تمهيدا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، على القائمة والمقاعد الفردية فى المحافظات التى يثبت من خلال التقييم أنها تستطيع أن تنافس فى هذه الدائرة، موضحاً أن هناك بعض المحافظات تحتاج إلى نشاط أكثر وإعادة تقييم أكثر وهناك بعض المحافظات لديها جاهزية لخوض الإنتخابات، لافتاً إلى أن الحزب يعمل على التقييم الجيد من خلال الممارسة السابقة والتقارير التى تصل إليه، والمتابعة التى تتم عن طريق اللجنة التى يرأسها الأمين العام المساعد للمجتمع.
وأوضح التهامى أن الحزب يقوم بتأهيل الشباب والسيدات، لكن التأهيل الخاص بخوض الانتخابات البرلمانية يأتى عن طريق اختيار الكادر الذى يقع عليه الاختيار، وأن يكون لديه الثقافة الانتخابية فى التعامل مع المواطنين، والاستفادة من خبرات رؤساء الأحزاب الذين خاضوا انتخابات سابقة.