كولر يصل المحطة الأخيرة في الأهلى: صن داونز آخر فرص السويسرى للبقاء.. و"كأس العالم للأندية" يفتح ملف البديل
السبت، 19 أبريل 2025 10:00 م
خفت الحديث في الشارع الرياضى مؤقتاً عن مصير اللاعب أحمد سيد زيزو، وتكهنات انتقاله إلى النادى الأهلى، ليعود المدير الفني للمارد الأحمر، السويسرى مارسيل كولر، ليتصدر المشهد من جديد، لكن هذه المرة ليس من بوابة البطولات التي أستطاع كولر أن يضيفها إلى دولاب "الجزيرة" خلال السنوات الثلاثة الماضية، ولكن من باب الإخفاقات، سواء المحلية او تذبذب المستوى قارياً، لتظهر الكثير من القراءات حول نية مجلس "الاهلى" الإطاحة بكولر، والاستعانة بمدرسة فنية أوربية جديدة، تكون قادرة على استكمال المسيرة خاصة قبل أن يطير النادى إلى الولايات المتحدة الأمريكية في يونيو المقبل، التي يلعب خلالها في مجموعة تضم على جانبه "بورتو البرتغالى وباليمراس البرازيلي، وانتر ميامى الأمريكي".
ويمر النادي الأهلي بمرحلة صعبة على الصعيد الفني، حيث يعاني الفريق من تراجع ملحوظ في الأداء، ووضعية صعبة في ترتيب الدورى، بعدما تعادل الاهلى مع بيراميدز الأسبوع الماضى، مما سمح للفريق السماوى أن يحافظ على فارق النقاط الأربعة بينه وبين الاهلى، متصدرا الدورى بـ44 نقطة، ون خلفه الأهلى بـ40 نقطة، فيما يتبقى 6 مباريات فقط لإعلان بطل الدورى.
كل ذلك جعل العديد من الجماهير يتساءلون عن مستقبل المدرب السويسري مارسيل كولر، ورغم امتلاك الفريق مجموعة من اللاعبين المتميزين، إلا أن الأهلي افتقد للبصمة الفنية المطلوبة، مما أثر على أدائه الجماعي، خاصة في الجانب الهجومي الذي عانى من ضعف واضح، هذه المعاناة تسببت في تزايد التساؤلات حول قدرة كولر على قيادة الفريق بنجاح في الفترة المقبلة، في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها النادي محليًا وقاريًا.
ومع استمرار النتائج المخيبة للآمال، تزداد الضغوط على كولر من قبل الجماهير والإدارة، حيث أصبحت المباريات المقبلة بمثابة اختبار حاسم له، ويعتبر لقاء الأهلي مع صن داونز جنوب إفريقيا في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، اليوم السبت في جنوب أفريقيا، ومباراة العودة بالقاهرة الجمعه المقبلة، نقطة فارقة قد تقرر مصير المدرب السويسري، في حال استمرار الأداء المتراجع، وقد تضطر الإدارة إلى اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل كولر، سواء بالبقاء أو الرحيل.
وأدى التراجع الكبير في مستوى الفريق إلى تساؤلات كثيرة حول الأسباب وراء هذا الأداء الضعيف، حيث يعتقد البعض أن كولر فقد السيطرة على غرفة الملابس، بينما يرى آخرون أن حالة التشبع بالبطولات التي يعيشها بعض اللاعبين أثرت على دوافعهم التنافسية، وفي ظل هذه الوضعية، انقسمت الآراء بين من يطالب بمنح المدرب مزيدًا من الوقت لتعديل المسار، ومن يضغط من أجل تدخل إداري عاجل لوقف التدهور، خاصة في ظل القرارات الفنية المثيرة للجدل التي ساهمت في تأزم نتائج الفريق.
وبالنظر إلى حصيلة كولر مع الأهلي، فإن الأرقام تبدو في ظاهرها إيجابية، حيث خاض الفريق 157 مباراة تحت قيادته، حقق خلالها 108 انتصاراً، مقابل 31 تعادلًا و18 هزيمة، وسجل الفريق 305 أهداف، واستقبل 122 هدفًا، من بينها ثلاثة أهداف اعتبارية، كما حافظ على نظافة شباكه في 87 مباراة.
أما على صعيد البطولات، فقد نجح المدرب السويسري في التتويج بـ11 لقبًا، شملت أربع بطولات سوبر محلي، بطولتي كأس مصر، لقبين في دوري أبطال إفريقيا، مثلهما في الدوري الممتاز، إضافة إلى برونزية كأس العالم للأندية، وكأس إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، ورغم هذه الحصيلة، إلا أن تراجع الأداء مؤخرًا أعاد ملف كولر إلى طاولة النقاش مجددًا.
سيناريوهات ما بعد كولر إذا تمت إقالته
ودخلت إدارة النادي الأهلي في نقاشات موسعة خلال الأيام الأخيرة لمراجعة موقف المدير الفني السويسري مارسيل كولر، بعد سلسلة من النتائج غير المستقرة، ويأتي هذا في وقت حساس من الموسم، وبحسب مصادر من داخل النادي، فإن مجلس الإدارة يشهد انقسامًا في الآراء بشأن مستقبل كولر، حيث يدعم فريق من المسؤولين فكرة استمراره حتى انتهاء كأس العالم للأندية على الأقل، باعتبار أن الوقت الحالي لا يسمح بتغييرات فنية قد تؤثر على استقرار الفريق، وآخر يري أن الأداء الحالي لا يرتقي لتطلعات الجماهير ولا يتناسب مع حجم الاستثمارات التي تم ضخها في تدعيم الفريق خلال الفترة الماضية، ما قد يعرض الأهلي لمخاطر فنية في البطولات الكبرى المقبلة.
وفي حال قررت إدارة الأهلي تغيير الجهاز الفني، فإنها ستواجه ثلاثة سيناريوهات رئيسية، الأول هو التعاقد مع مدرب أجنبي ذو خبرة إفريقية وسجل تدريبي قوي، ومع ذلك، يواجه هذا الخيار تحديات كبيرة تتمثل في ضيق الوقت، مع اقتراب المباريات الحاسمة في البطولات المحلية والقارية.
أما السيناريو الثاني، فهو الاستعانة بمدرب مؤقت من أبناء النادي، مثل سامي قمصان، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق مع مدرب جديد، يمثل هذا الخيار محاولة لتهدئة الجماهير الغاضبة والعبور بالفريق إلى بر الأمان بشكل مؤقت، مع الحفاظ على الاستقرار الفني في الوقت الراهن.
السيناريو الثالث يتمثل في الإبقاء على المدرب السويسري مارسيل كولر حتى نهاية الموسم، على أمل أن يتمكن من استعادة الاستقرار الفني للفريق، إلا أن هذا الخيار قد يتضمن مخاطر كبيرة في حال استمر الأداء المتراجع، ما قد يعمق الأزمة ويزيد من الضغوط على الجهاز الفني والإدارة.
ورغم الجدل القائم حول هذه الخيارات، تتفق جميع الأطراف داخل مجلس الإدارة على وجود عدة معوقات تحول دون اتخاذ قرار فوري بشأن إقالة كولر، من أبرز هذه المعوقات، القِصر الشديد في المدة المتبقية قبل انطلاق كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى عدم توفر أسماء تدريبية مناسبة في الوقت الحالي، كما أن الشرط الجزائي المرتفع في عقد كولر يشكل عبئًا ماليًا على خزينة النادي، مما يعقد اتخاذ القرار.