رسائل قوية تبعث بها زيارة ماكرون لمصر سياسيا واقتصاديا وثقافيا.. تفاعل قوى على السوشيال ميديا وإشادات بالتنظيم للزيارة

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 11:02 ص
رسائل قوية تبعث بها زيارة ماكرون لمصر سياسيا واقتصاديا وثقافيا.. تفاعل قوى على السوشيال ميديا وإشادات بالتنظيم للزيارة
هانم التمساح

 
جاء استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في القاهرة، وفق بروتوكول دبلوماسي غير اعتيادي، تضمن سلسلة من المزارات والجولات المدروسة، حملت في طياتها رسائل متعددة الأبعاد، أهمها رسائل الامن والامان واللحمة الشعبية ووقوف كافة شرائح الشعب خلف قيادتها السياسية ،والى جانب مسائل التبادل التجارى ودعم المواقف الدبلوماسية ،تعتبر أيضا نوع من الترويج السياحى .
 
 الزيارة التاريخية   للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مصر جاءت مثمرة ،و أكدت تطابق وجهات النظر بين البلدين إزاء العديد من القضايا والملفات ذات الأولوية، وحملت العديد من رسائل الدعم الفرنسية لجهود القاهرة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وإعلاء صوت السلام، بجانب مزيد من تعزيز وتوطيد أواصر التعاون المشترك وإطلاق مرحلة جديدة بترفيع العلاقات المصرية الفرنسية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.
 
وكان  أول هذه الرسائل مع وصول ماكرون إلى العاصمة المصرية، مساء الأحد،  عندما نشر الرئيس الفرنسي مقطع فيديو من طائرته الرئاسية، أظهر مرافقة مقاتلات مصرية من طراز "رافال "فرنسية الصنع، وكتب قائلاً عبر حسابه:  "وصلنا إلى مصر... طائرات رافال المصرية، رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي " ،ثمعاد ماكرون ليوجه ثانى رسائله حينما أوضح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس   عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بقصر  "الاتحادية "،  وقال أن مصر  "هي أول دولة وثقت في طائرات الرافال خارج فرنسا وتبعتها عدة دول ".
 
 
وتأتى الرسائل المصرية التى وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعى بأنها "مدروسة جيدا وناجحة " حينما اصطحب الرئيس السيسي نظيره الفرنسي  إلى أزقة  مصر  في جولة لمنطقة الحسين، وسوق خان الخليلي بالقاهرة التاريخية، حيث تجولا وسط الحشود التي استقبلتهما بحرارة، والتقطت الصور التذكارية معهما، كما تناول الرئيسان العشاء في مطعم شهير يحمل اسم أديب نوبل  "نجيب محفوظ "، وهي الجولة التي اعتبرها كثيرون لها مدلول عميق، وأبعاد سياسية، وثقافية.
 
 و يري خبير العلاقات الدولية الدكتور طارق فهمي،   أن هذه الجولة وتناول العشاء يحملان رسائل غير سياسية تعكس خصوصية العلاقة المصرية الفرنسية، ويعكس اختيار هذه المواقع كيف أن الجانب الفرنسي مولع بالثقافة المصرية، والحضارة المصرية، منذ عهد القائد الفرنسي نابليون بونابرت حتى ماكرون.
 
 ويحمل  اختيار هذه الأماكن  دلالات عميقة، فهي تضم مسقط رأس الرئيس السيسي، وحرص الرئيس على إظهار أنه تربى ونشأ،فى منطقة ذات  تأصيل تاريخي،و أن من يحكم لديه أصول ثقافية وتاريخية كبيرة ضاربة في عمق الدولة المصرية .
 
ووصف الخبير السياسي المصري   أن اختيار موقع الجولة هو نوع من  "الذكاء المصري الكبير " يتناسب مع الولع الفرنسي الكبير بالثقافة المصرية، في ظل تنوع الموقع بين التجاري، والصناعي، والثقافي، والحضاري ،موضحا  أن استعراض مقاتلات الرافال يعكس أن ماكرون يريد توصيل رسالة مهمة أن هناك تعاوناً عسكرياً واستراتيجياً بين البلدين، كما أنه يسوق للصناعة العسكرية الفرنسية، وكأنه يوصل دلالات رمزية لأميركا أنه رغم وجود تسليحها، لكن يوجد أيضاً تسليح فرنسي متميز.
 
 بدورها أشادت بعض الأحزاب والبرلمانيين بالجولة إلى منطقتي خان الخليلي والحسين، مؤكدا أنها تحمل رسائل بالغة الأهمية عن أن مصر ستظل دائماً بلد الأمن والأمان، وقادرة على استضافة كبار زعماء العالم في أجواء مستقرة، وآمنة ، وقال طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، إن اختيار موقع الزيارة يحمل إشارات للتمازج الحضاري، كونه يضم في محيطه مساجد، وأضرحة، وكنائس.
 
وتداول متابعون لقطات جولة السيسي وماكرون على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثيرون رسالة تأكيد على تمتع مصر بالأمن والأمان، والاستقرار. كما تداول كثيرون  "تغريدة " للرئيس الفرنسي يشكر فيها الرئيس السيسي والشعب المصري على  "الاستقبال الحار ".
 
 وتكشف هذه الزيارة، التي وثّقتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل، أن الدبلوماسية الحديثة لا تُمارس فقط في القاعات الرسمية، بل تُصنع أيضاً في الشارع، وبالمواقف الإنسانية التي تبني الجسور بين الشعوب والقادة والحكومات، وتعزز الفهم المتبادل فيما بينهم على أرضية التعايش والسلام  ،كما تعد الصور التى التقطها الرئيس الفرنسي فى بعض المناطق الأثرية ترويجا للسياحة المصرية .
 
وجاءت الجولة لتحظى بمتابعة كبيرة، وهي رسالة تعكس أهمية هذا المكان التاريخي للقاهرة، وتذكر بعراقتها، وتعايشها مع مختلف الجنسيات والأديان من خلال إشارة الرئيس المصري لكونه ابناً لهذه المنطقة، وأنه عاصر اليهود، والأرمن، والإنجليز، كما تجلى في الفيديوهات التي رصدت حواره مع ماكرون .
 
 وحظيت  زيارة رئيس فرنسا لمصر بإهتمام بالغ لكلا البلدين لاسيما إنها جاءت في توقيت شديد الخطورة والحساسية بالنظر إلى الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وضرورة سرعة تنفيذ الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار القطاع وإحباط مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم،  وسط اشادات  بالمستوى غير المسبوق الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والتي باتت مثالاً يحتذى، علاوة على الثقة الكبيرة بين البلدين والصداقة الوثيقة التي تربطهما.
 
 ويعد  حرص الرئيس ماكرون خلال زيارته لمصر على التوجه لمدينة العريش وميناءها - أي على مقربة من معبر رفح - ولقاء عناصر من الهلال الأحمر المصري و القوات الفرنسية التي تعمل ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود والتي سيتم إعادة نشرها؛  رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن فرنسا تدعم خيار السلام ووقف نزيف الدم وتدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، كما تساند الخطة المصرية العربية لإعادة بناء غزة.
 
 أيضا ،تعكس الزيارة مدى التقارب الذي شهدته العلاقات القوية والمتميزة بين القاهرة وباريس، كما أعطت دفعة لمزيد من التعاون المشترك في مختلف المجالات ذات الأولوية بما يحقق مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الصديقين ، علاوة على تقديره للمساعي المتواصلة التي تقوم بها مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمي بل والعالمي، وجهودها في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية التّي تؤرق أوروبا وكذلك استضافتها لأكثر من 9 ملايين لاجئ .
 
 
 من ناحية أخرى  ،جاءت القمة الثلاثية التي جمعت قادة مصر والأردن وفرنسا - خلال زيارة الرئيس ماكرون للقاهرة -  واجراء المكالمة الهاتفية المشتركة  مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  ،لتؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة واستئناف تقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع  الأسرى  والمحتجزين على الفور، وتهيئة الظروف وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين.
 
 
و حرص الرئيس ماكرون على أن يكون موقف فرنسا من العدوان الإسرائيلي على غزة أرضاً وشعباً مختلفاً عن عدد من الدول الغربية والأوروبية؛ فمنذ اندلاع الأحداث في أكتوبر 2023 وباريس تعمل على التهدئة وتشجيع بدء مسار سياسي، وتحكيم العقل والمصلحة العامة، واتباع مبادىء القانون الدولي وأحكام القانون الدولي الإنساني،  وتحمل تلك الزيارة المهمة للقاهرة  في دلالتها أن فرنسا مستعدة - وتعمل مع مصر - من أجل بلوغ هذا الهدف المشترك.
 
و أعلنت فرنسا أعلنت بوضوح أنها ضد مخطط التهجير القسري لأشقائنا الفلسطينيين، وشددت على ضرورة العمل وفق المرجعيات الدولية المتفق عليها،  
 علاوة لى إعلان فرنسا دعمها وبقوة للخطة المصرية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، علاوة على موقفها الداعم لتسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية تقوم على مبدأ حل الدولتين من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة