كارثة تضرب البورصات العالمية.. تراجع حاد لم يحدث منذ 16 عاما بسبب رسوم ترامب الجمركية

الإثنين، 07 أبريل 2025 05:17 م
كارثة تضرب البورصات العالمية.. تراجع حاد لم يحدث منذ 16 عاما بسبب رسوم ترامب الجمركية
هانم التمساح

شهدت البورصات العالمية يوما حزينا، بعد أن اتجهت نحو تسجيل تراجع حاد عند بدء التداول اليوم الاثنين، في أعقاب تراجع البورصات الآسيوية، بعد تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بقرارات سياسية غير محسوبة، ومواصلة حربه التجارية بواسطة الرسوم الجمركية على شركاء بلاده.
 
وتراجعت العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية التي تعكس المبادلات الجارية، قبل نحو 40 دقيقة من فتح الأسواق الأوروبية، بنسبة 4,27% في بورصة فرانكفورت، و2,77% في باريس، و2,14% في لندن، و5,12% في ميلانو، كما شهدت بورصات أخرى تراجعاً أيضاً بنسبة 9,7% في تايبيه، و8,7% في شينجن، و6,4% في طوكيو، و3% في بومباي.
 
وآسيويا تراجعت بورصة هونغ كونغ بنسبة 12%، في أسوأ انخفاض منذ أكثر من 16 عاماً، وتراجع مؤشر هانج سنج بنسبة 12,4% ليصل إلى 20021.32 نقطة عند الساعة 06,00 بتوقيت جرينتش، كما انخفض في البر الصيني المؤشر المركب في بورصة شنغهاي بنسبة 7,7% إلى 3083.80 نقطة، وأغلقت بورصة طوكيو على تراجع 7,82%، فيما أغلقت بورصة سيؤول على 5,6%.
 
وبحسب بيانات مجموعة بورصات لندن، واصلت سوق أبو ظبي للأوراق المالية الخسائر، وهبطت 4% في التعاملات المبكرة، فيما هبطت سوق دبي 4.45%، ويزداد هذا الانهيار حدة في ظل رد الصين التي أعلنت الجمعة بعد إغلاق العديد من الأسواق الآسيوية في عطلة نهاية الأسبوع، فرض رسوم جمركية مقابلة، ما زاد من مخاطر تصعيد في الحرب التجارية قد يكون له تأثير مدمر في الاقتصاد العالمي.
 
وشهدت بورصة "تل أبيب" انخفاضات حادة على خلفية "أزمة الرسوم الجمركية"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنّ بورصة تل أبيب خسرت نحو 40 مليار شيكل (نحو 11 مليار دولار أميركي)، إذ انخفضت المؤشرات الرائدة في "إسرائيل" نحو 4%، بعدما فرض ترامب على إسرائيل رسوماً جمركية بنسبة 17%، وقال موقع "كالكاليست" الإسرائيلي إنّ الشيكل يواصل الخسارة، إذ قفز الدولار إلى 3.77 واليورو إلى 4.14، مشيرا  إلى أنّ بنك "إسرائيل" سيُصدر عند الساعة 16:00 (بتوقيت القدس) (اليوم الاثنين) قراره حول الفائدة للشهر الجاري، مشيراً إلى أنّ "احتمال التغيير معدوم".
 
ومن جانبه أعلن وزير المال الأميركي سكوت بيسنت، في تصريح لشبكة "إن بي سي"، أن "أكثر من 50 دولة تواصلت مع الحكومة بشأن خفض حواجزها الجمركية ورسومها ووقف تلاعبها بأسعار الصرف" .
 
وحول ماتعرض له الشركاء التجاريين للولايات المتحدة من خسائر، قال بيسنت: "سنرى ما إذا كان ما يعرضونه جديراً بالمصداقية، فبعد 20 أو 30 أو 40 أو 50 عاماً من السلوك السيئ، لا يمكننا الانطلاق مجدداً من الصفر".
 
فيما يظل ترامب متمسكا بموقفه، وكتب أمس الأحد، على منصته "تروث سوشال": "لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى"، معتبراً أن "الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستدر عشرات مليارات الدولارات على الولايات المتحدة.. هذا رائع".
 
وستشتد الوطأة على التجارة العالمية الأربعاء، مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان التي تصدر إلى الولايات المتحدة، أكثر مما تستورد منها، ولا سيما رسوم بنسبة 34% على الصين و20% على الاتحاد الأوروبي.
 
بدورها ردت الصين على ماكتبه ترامب، فى نفس اليوم، معلنة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على الواردات الأميركية، وقال نائب وزير التجارة لينج جي لممثلين عن شركات أميركية: إن "التدابير المضادة الصينية لا تهدف إلى حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات فحسب، بما فيها الشركات الأميركية (في الصين)، بل كذلك إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح للنظام التجاري التعددي"، متعهدا أن تبقى بلاده "أرضاً آمنة وواعدة" للاستثمارات الأجنبية.
 
ومن ناحية أخرى، كثف الأوروبيون اتصالاتهم في نهاية الأسبوع، قبل عقد اجتماع الاثنين في لوكسمبورج، لوزراء التجارة الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي، من أجل تحديد "الرد الأوروبي على الولايات المتحدة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق