3 نقاد يجيبون لـ"صوت الأمة" عن سؤال.. ماذا قدمت دراما رمضان 2025؟
الجمعة، 04 أبريل 2025 05:41 م
الناقد الفني رامي متولي:
تنوع الموضوعات ووجود عدد كبير من النجوم وكثافة الإنتاج 3 أسباب جعلت هذا الموسم الأقوى
لام شمسة وظلم المصطبة وولاد شمس أظهروا الدور المجتمعى للدراما بلغة سينمائية معبرة عن مشاكل كثيرة
يرى رامي متولي، الناقد الفني، إن الموسم الدرامي الحالي بشكل عام، هو الموسم الأفضل من 2013، وهذا بسبب تنوع الموضوعات، ووجود عدد كبير من النجوم، وكثافة الإنتاج، وأن الموسم يغلب عليه الجودة الفنية، بجانب العدد الكبير ووجود النجوم والموضوعات المتنوعة، والأنواع أيضاً، أي الفئات المتنوعة، مثل الكوميديا والجريمة والدراما، والروم كوم، فهناك فئات كثيرة جدا، متواجدة في هذا الموسم، بالإضافة إلى جودة واهتمام بالعناصر الفنية في كل الأعمال.
ويشير «متولي» لـ"صوت الأمة" أن مسلسل لام شمسة، من أفضل الأعمال الفنية التي عرضت في موسم دراما رمضان، «لأنه به تعبير بلغة سينمائية عن مشاكل كثيرة، بخلاف الدور التوعوي للمسلسل وكمان تفوق عناصر كثيرة به، مثل التمثيل والسيناريو، والإخراج، والمونتاج، والديكور، والإضاءة، فهناك عناصر كتير جدا في المسلسل جيدة، فهو أفضل الأعمال المعروضة من وجهة نظري».
ويشدد الناقد الفني، على عدم وجود ما يسمى بالفن الديني أو الشرعي، متابعا: «الكلام ده تخريف، وبه نوع من أنواع القيود على الفن بشكل عام، فمن الممكن ان نقول مقدسات دينية، في ثوابت معينة يتم مراعاتها في الفنون بشكل عام، وهذا يعود إلى الكود المجتمعي لدينا في المنطقة، لو في دول تانية بتدي حرية في المساحة فبيتم مناقشة التابوهات كلها، لكن في المنطقة بسبب المجتمع وعادات المجتمع وتفاصيله، لدينا تابو اللي هو أيا كان الدين بيتم احترام المقدسات عموما، في أعمال تاريخية ذات صبغة دينية، اللي هي تتكلم على أحداث دينية بشكل ما، أو تناقش قصص حيات أو تراجم وسير لشخصيات دينية، لكن مافيش حاجة اسمها فن شرعي، الحكم الوحيد على الأعمال الفنية راجع للجودة الفنية للعناصر وتفوقها مش أكتر من كدا».
وعن السلبيات التي تواجدت في أعمال هذا الموسم، يقول «متولي»: «يمكن من أكتر السلبيات الموجودة، إن هناك مسلسلات مش مهتمة بعنصر السيناريو، وهو أهم عنصر في المسلسلات، وهناك مسلسلات أخرى لا تراعى الواقعية ووجهة النظر المنطقية، على العكس تعمل نوع من أنواع المبالغات غير المنطقية، بخلاف إنها تكون رديئة وضعيفة جدا في العناصر الدرامية، فتصل إلى نتيجة انها تقدم الشخصيات والأحداث وكأنها مثل أفلام الكرتون".
وأشار الناقد الفني إلى لجان الدراما، وقال إن هناك لجنة لمراجعة الدراما تتبع المجلس الأعلى للإعلام وتشكيلها يضم المجلس القومي للمرأة وفيها مكافحة الإدمان، ومتخصصين، وهذه اللجنة تصدر توصيات، وأعتقد بشكل عام إن الشركة المتحدة قادرة على أن تطور الإنتاج الدرامي التلفزيوني، هذا حدث فعلا خلال السنوات القليلة الماضية، من خلال الجهود والتخطيط والاختيارات، التي أدت إلى أننا نخرج بهذا الموسم الدرامى القوى الذى أعتبره الموسم الأقوى منذ 2013، ووصلنا خلاله إلى أننا تقديم دراما ممتازة سواء بإنتاج مباشر من الشركة المتحدة او بالشراكة والتعاون مع منتجين وشركات انتاج أخرى، ووصل إلى أن غالبية الموسم الدرامى هذا العام به انتاج درامى جيد جداً فنيا، ولا يمكن القول أنه هناك مسلسلات اقل جودة، لأن هذه المسلسلات كان لها مساحة من الاهتمام القوي في صناعتها، وفي حد أدنى حتى في كل الأعمال، والأعمال اللي تواجه انتقادات عادة بتكون خارج إطار إنتاج الشركة المتحدة».
ويتابع: « أعتقد لو هناك لجان جديدة سيتم تشكيلها لمراجعة الدراما بهدف التطوير والبناء على النجاحات السابقة أعتقد أن هذا شيء طبيعي جدا، والمسؤولين في الشركة المتحدة دائما يسيروا على نهج التطوير المستمر، والدراما طول عمرها لها دور مجتمعي طبعا، مثلما رأينا في لام شمسية، وظلم المصطبة، وولاد شمس، بالتأكيد هناك دور مجتمعي للدراما، والدور والهدف هذا بيكون دائما نابع من المبدعين والصناع نفسهم، بعد تفاعلهم مع القضايا اللي هما بيعرضوها للجمهور علشان يقوم عليها حوار مجتمعي».
الناقد الفني محمد شوقي:
كل مسلسل كان يحمل هدفا وفى داخله رسالة وجرس إنذار لشيء معين يحذرنا منه ويدفعنا إلى الانتباه إليه
«إخواتي» اعتمد البطولة الجماعية وقدم «فانتازيا اجتماعية» جديدة.. و«قلبي ومفتاحه» أعاد زمن الرومانسية الجميلة.. و"كامل العدد++" سيعيش معنا لسنوات
اعتبر محمد شوقي، الناقد الفني، الموسم الدرامي هذا العام، أفضل موسم درامي منذ سنوات طويلة، مرجعا ذلك إلى أنه موسم غني بكل شيء متنوع ومنتقاه، مضيفا: «في رأيي مسلسلات هذا العام يمكن تصنيفها بانها فوق الممتاز، واذا تم تصنيف مسلسل بأنه ليس ممتاز، سيكون مسلسل جيد"، مؤكداً أن هذا المستوى من الدراما لم نصل إليه منذ سنوات، لذلك يمكن القول أن موسم دراما رمضان في المتحدة هذا العام، هو أفضل موسم درامي منذ سنوات، وهناك أعمال كثرة ممتازة.
ويرى شوقي لـ"صوت الأمة"، أن هناك أعمال فنية كثيرة في النصف الأول من رمضان حققت نجاحات كبيرة، مثل مسلسل «ولاد الشمس» الذي قدم هدفا ورسالة، ومضمون مهم جدا، يدق ناقوس خطر، أيضا هناك مسلسل «إخواتي» من بطولة جماعية، ولا تعرف من البطل، فالمسلسل يقدم «فانتازيا اجتماعية» جديدة من نوعها، وهناك أيضا مسلسل «قلبي ومفتاحه» وعودة للرومانسية الحالمة الجميلة، دون أي إسفاف أو ابتذال، وبمنتهى النعومة، «احنا بجد شفنا مسلسل في منتهى العظمة».
ويكمل الناقد الفني: «أيضا مسلسل (وتقابل حبيب) من المسلسلات الجميلة والشيقة والممتازة، مسلسل (كامل العدد++) الذى أرى أنه من المسلسلات التي ستعيش معنا، وأتمنى يكون له كل عام جزء، لأنه مسلسل يمس كل بيت وكل أسرة وبه أحداث جميلة جدا، وكل واحد في العمل هو بطل».
ويتابع شوقي: «بالنسبة للنصف الثاني من رمضان، هناك حاجات كتيرة جدا ممتازة، مثل مسلسلات (لام شمسية)، و(ظلم المصطبة)، و(قهوة المحطة)، و(حسبة عمرى)"، مؤكدأ انه بالنظرة العام للموسم الدرامى يمكن القول أن كل مسلسل يحمل هدفا، وفى داخله رسالة وجرس إنذار لشيء معين يحذرنا منه ويدفعنا إلى الانتباه إليه، وهذا هو هدف الدراما في النهاية.
ويشدد الناقد الفني، على أنه لا وجود لشئ أسمه فن ديني وفن شرعي، وقال إن "الفن شيء جميل جدا، الفن شيء عظيم جدا، ولا يوجد شخص أبدا حرم الفن، حتى مشايخنا الكبار العظام كلهم أقروا بالفن، والفن شرعا طالما أنه يقدم محتوى هادف يمس القضايا المهمة جدا في حياتنا بدون ابتذال أو أي إسفاف هو فن نظيف، فن راقي ومهم، وهذا هو الهدف من الفن، إنما أنا ضد تسمية الفن، شرعي وفن ديني، أنا ضد التسمية هذه نهائيا، الفن شيء عظيم، الفن من أعظم الأشياء الموجودة في حياتنا، يكفى إنه بيغير المجتمع، فحينما يتم أنتاج دراما أو فن هادف وراقي يغير المجتمع ويأثر عليه، والأمثلة كثيرة جدا، فهنكا أكثر من فيلم ومسلسل كانوا السبب في تغير المجتمع للأفضل، أو عمل فني، سواء فيلم سينمائي أو مسلسل درامي أو إذاعي أو مسرحية، أو حتى اغنية، حقيقي كل هذا يؤثر في المجتمع بالإيجاب، ولو اتعمل بالعكس بيأثر بالسلب، لذلك فمن واجبنا أن نقدم الفن الذى يؤثر بالإيجاب، وحينها سيكون الفن فن هادف وفن حلال، وأنا ضد أي حد يتشدق بحرمة الفن».
ويشير شوقي، إلى أن هناك بعض السلبيات في مسلسلات الكوميديا، التي تشهد "بعض الأفورة"، كونها تعتمد على كوميديا الإيفهات وليس كوميديا الموقف، لذلك كان هناك بعض المسلسلات الكوميدية التي لم تكن موفقة إلى حد ما، لأنها اعتمدت على كوميديا الإيفهات وكوميديا الافتعال والأفورة والمبالغة، ولم تكن على نفس مستوى الكوميديا التي تابعناه في أعمال مثل كامل العدد والكابتن.
ويؤكد الناقد الفني، على حاجة مجتمع الفن إلى لجنة الدراما الحكومية، المزمع تشكيلها، شريطة أن لا تحجر على الأفكار، لكنها تراقب المحتوى وكيفية تقديمه، لأنه قد يكون هناك مشهدا أو جملة أو كلمة، ليس لها أي هدف في السياق الدرامي، ومن الممكن أن تؤثر بالسلب وهذا حدث كثيرا، مشيرا إلى أن «الرقابة طول عمرها موجودة في الدراما والسينما والمسرح، واحنا شوفنا أفلام ومسلسلات عظيمة عايشة لحد دلوقتي، وكانت تحت مقص الرقيب، إيه المشكلة؟ أتمنى إن لجنة الدراما تضم فنانين، ومختصين، وناس عارفة قيمة الفن وقيمة رسالته، وأكيد اللي سيحدث هيبقى لصالح الفن ولصالح الهدف المنشود في النهاية».
ويرى شوقي، أن الدراما هدفها الأساسي هو هدف مجتمعي وتوعوي وثقافي، لكن ومع هذا لا يمنع التربح من الأعمال، متابعا: «احنا كنا بنشوف الدراما في وقت من الأوقات بتعتمد على أسامي نجوم ثقيلة جدا، مثل نور الشريف، وعادل إمام، ومحمود ياسين، ويحيى الفخراني، وليلى علوي، ونبيلة عبيد، ويسرا.. الأسماء هذه كانت بتبيع، وطول ما في محتوى هادف وأسماء كبيرة، الأعمال ها تجيب ربح، وإيه المانع أجيب ربح ومأثرش على رسالة الدراما، وده اللي بيحصل مع مسلسلاتنا بالمناسبة في التوقيتات دي والسنوات الأخيرة».
ويؤكد الناقد الفني، على أن الأعمال التي قدمتها الشركة المتحدة هذه العام، هي أعمال «فخمة حقيقي»، مضيفا: «أنا بقول بدون تحيز، أفضل موسم درامي هو هذا العام، أنا كنت محتار أشاهد إيه ولا إيه من جمال وعظمة الأعمال المقدمة، ومش رأيي أنا لوحدي على فكرة، السوشيال ميديا كلها أجمعت على مسلسلات المتحدة السنة دي، سواء في النصف الأول أو النصف الثاني، وزي ما قولت المسلسلات ما بين الممتازة وما بين الجيد، يعني مستوى المسلسل لو مش قد كدا، بيبقى جيد، وده في حد ذاته إنجاز، والجيد يمكن ما يجيش 25% من المعروض، لكن الـ 75% ممتاز، ويمكن فوق الممتاز».
ويتابع شوقي: «في مسلسلات بشوفها تعتبر حدثا فنيا دراميا استثنائيا، زي لام شمية، ولاد شمس، قلبي ومفتاحه.. دي مسلسلات اعتبرها مسلسلات استثنائية بجد، نقلة كبيرة جدا في الدراما العربية بصفة عامة، كفاية المسلسلات اتصورت في الشوارع والبيوت المصرية، في ريحة وعبق الشارع والحارة المصرية، بدون إسفاف أو ابتذال أو زعيق وصوت عال أو أفورة، وفي كمان كتاب ومخرجين كويسين، وممثلين على أعلى مستوى، حتى الأطفال في دراما المتحدة السنة دي كانوا نجوم كبار جدا، أنا بشوف دراما المتحدة السنة دي من أفضل موسم درامي ما شفناهوش من أكتر يجي 15 سنة».
الناقد الفني محمد نبيل:
تحية واجبة للشركة المتحدة على تطويرها صناعة الدراما وتنوع في الأفكار والخروج من قصص وحكايات العاصمة
"لام شمسية" مفاجأة الموسم.. و«النص» قدم الكوميديا السوداء على نحو جيد.. و"أثينا" قدم قصة تهم الشرائح العمرية المختلفة
يرى محمد نبيل، الناقد الفني، إن موسم دراما رمضان هذا العام، أكثر من مجرد موسم جيد، وبه عدد كبير من الأعمال المتميزة، عكس سنوات سابقة، كانت الأعمال المتميزة أقل، لكن هذه السنة مع سطوة أعمال الـ 15 حلقة، وهي الأعمال التي أخذت نصيب الأسد، هناك تنوعا كبيرا في الأفكار، وأيضا في وجود عدد كبير من الفنانين.
ويضيف الناقد الفني لـ"صوت الأمة": «هذه حاجة إيجابية جدا على مستوى الصناعة نفسها، الموسم كان به قضايا تم الإشارة إليها ربما لأول مرة، مثل مسلسل لام شمسية الذى تعرض لفكرة التحرش بالأطفال وبالسيدات بشكل جريء جدا"، مشيراً إلى موسم دراما رمضان 2025 بشكل عام موسم جيد، ومن الممكن البناء عليه خلال السنوات المقبلة بمزيد من الأفكار ورفع سقف التناول، وكذلك مستوى الكتابة، لطرح مزيد من القضايا الشائكة والمجتمعية، موضحاً أن هذا الموسم شهد تطور كبير على مستوى السيناريوهات وعلى مستوى الأجيال التي تعمل في السيناريو.
ويقول نبيل: «من أفضل الأعمال التي عرضت هذا الموسم مسلسل زي ولاد الشمس، الذى يمكن النظر إليه باعتباره مسلسل شبابي بامتياز على مستوى العناصر أمام الكاميرات وخلف الكاميرات، كما أنه ذهب بنا إلى منطقة فساد بعض دور الأيتام واستغلال الأطفال، على المستوى السلبي، وعلى المستوى الإيجابي، كما أن فكرة إعلاء قيم الصداقة والشرف كانت من مزايا المسلسل، لذلك يمكن اعتباره من المسلسلات المهمة.
ويؤكد "نبيل" أن مسلسل أثينا، يعد كذلك من المسلسلات التي فاجأت الجميع، للتطور الكبير ف ى أداء الفنانة ريهام حجاج، وكذلك السيناريو المحبوك بشكل بديع، فقدم محمد ناير قصة تهم كثير جدا من الشرائح العمرية، وهى فكرة الألعاب والأبلكيشن، والتفاصيل الخاصة بالعصر الجديد والحروب الجديدة التي يتعرض لها أبنائنا وبناتنا بشكل يومى.
ويكمل الناقد الفني: «مسلسل النص أيضاً من المسلسلات المبذول بها مجهود كبير جدان خاصة بالعودة إلى الزمن بهذا الشكل، وتقديم الكوميديا السوداء على نحو جيد، كما كانت هناك مسلسلات بها بريق، مثل مسلسل قلبي ومفتاحه، فهو مسلسل أغلب العناصر به جيدة، وكذلك مسلسل وتقابل حبيب، فرغم أنه شهد بعض المط في الاحداث، لكنه يعتبر من الأعمال الجيدة، كما ان هناك مسلسل من المسلسلات التي نالت أعجابى على المستوى الشخصى، وهو مسلسل ظلم المصطبة، الذى يستحق تقديم تحية كبيرة لصناعه، لتوجيه الدراما خارج المركزية، أو خارج نطاق العاصمة.
وأضاف محمد نبيل: الحقيقة دائما اتحيز للأعمال التي تدور أحداثها خارج نطاق العاصمة، لان هناك حكايات وقصص كتيرة جدا في بر مصر كله تستحق إنها تروى بالصورة اللائقة، لذلك فإن المسلسل به دراما تهم كتير من المشاهدين، ومباراة تمثيلية كبيرة ما بين فتحي عبد الوهاب وإياد نصار، وريهام عبد الغفور، وأغلب الممثلين حتى من أدوا ادواراً صغيرة، فقد ظهروا بشكل طيب جدا؟
ويتابع الناقد الفني: «هناك مسلسل كان قوى وهو مسلسل لام شمسية، الذى لا أريد ان أقول أنه كان مفاجأة الموسم، على مستوى كل العناصر، سواء التمثيل والإخراج والكتابة والصورة والموسيقى والديكور، فقد شهد المسلسل مغامرة جريئة بتقديم مسلسل يحكي عن هذه العوالم، ويحكي عن التحرش بالأطفال والتحرش بالسيدات، بصورة ناعمة ليست فجة ولا بها إسفاف، إنما بها كمان رسائل توعوية مهمة جدا، ففي البداية كان لدى تخوف أن يطغى الموضوع على الصورة والجوانب الفنية، لكن الذى حدث أنه كان هناك ابهار في الفكرة والصورة، فعلى المستوى الفني ظهر المسلسل بتفوق كبير، لذلك فإن المخرج كريمن الشناوى يستحق التحية على هذا العمل.
ويؤكد نبيل، على أن الدراما هدفها ليس فقط الربح وتسلية المشاهدين، وإن كان التسلية جزء أصيل من صناعة الدراما ومن صناعة السينما ومن صناعة الفن بشكل عام، «وهو دور على فكرة لا يجب إن نقلل منه، لكن كمان هناك دور مجتمعي كبير جدا، خاص بالدراما التلفزيونية، على وجه التحديد، إنها تخترق البيوت والعائلات والأفكار بشكل واضح، لذلك أرى إنه بجانب إعلاء الصناعة وإعلاء الجوانب التجارية، لابد أن يكون هناك فيه جوانب مجتمعية، تلبي متطلبات المشاهدين نحو استفادة حقيقية مش لازم بشكل توعوي أو خطابي، أو بصورة دروس تنمية بشرية، إنما بشكل يقدر يخلي فيه تأمل أكثر ناحية الموضوعات اللي بيتم طرحها بشكل عصري".
ويشدد الناقد الفني، على أنه «لن يكون مقبولاً أن نعود بالموضوعات إلى زمن فات، لأن كل زمن وله صناعة الدراما التي تلائمه، والأفكار اليوم تشهد تطور كبير، وكذلك والأجيال، وحينما ننظر إلى الأبنتاء الصغار او الجيل الحالي سنرى أن لديهم وعي وإلمام بأمور كثيرة، لذلك لن يكون مقبول إن نقدم أعمال بمستوى فني قليل، لأن العالم مفتوح من حولنا، والمقارنات ستكون موجودة بأي أعمال أخرى يتم صنعها بعناية، ولا مقبول أن نحول الدراما إلى مجرد دروس تنمية بشرية، أو لمجرد تمرير أفكار معينة، فلابد أن يكون هناك خلطة معينة، ومن يصل إلى هذه الخلطة، أعتقد أنه سيكون عمله الدرامى جدير بالمشاهدة وبالانتباه».
ويؤكد الناقد الفني أنه مع فكرة تشكيل لجان لمراجعة الدراما، لكنه في الوقت نفسه يرى وجود خلط ما حدث نحو مفهوم الدراما والإعلام مجتمعين، وقال إن الدراما ليست الإعلام، والدراما التلفزيونية ليست هي الإعلام ولا فرع من فروع الإعلام، الإعلام حاجة خاصة جدا، والدراما أمر آخر، ويكمل بقوله: أنا أرى أن الخلط ما بين الدراما والإعلام سيكون مضر، لذلك لابد من وجود لجان الدراما، بتقوم على أكتاف أكاديميين وصناع، لا أن نكتفى بدكاترة الجامعات أو المتخصصين، ونبتعد عن الناس اللي إيديها في سوق العمل أو النقاد أو الناس اللي هي عندها رؤية تجاه اللي بيحصل، وعندها نظرة شمولية أكتر، إنما وجود اللجان دي والحديث في الأساس إن في مشكلة أنا بشوفه إن دي بداية الحل".