الأنبا باخوميوس.. "بطريرك بلا رقم" واجه مخططات جماعة الإخوان الإرهابية

الأحد، 30 مارس 2025 01:45 م
الأنبا باخوميوس.. "بطريرك بلا رقم" واجه مخططات جماعة الإخوان الإرهابية
نرمين ميشيل

أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رحيل شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقائم مقام البطريرك نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي.
 

مخطط الإخوان
 
وقد أثار نبأ رحيله حزنًا عميقًا في الأوساط الكنسية، نظراً لدوره البارز خلال فترة شغله "قائم مقام" البطريرك في الفترة الانتقالية عقب رحيل البابا شنودة الثالث، في الحفاظ على استقرار الكنيسة خلال مرحلة دقيقة من تاريخ مصر، خاصة في مواجهة محاولات التدخل في شؤونها من قبل جماعة الإخوان الإرهابية.
Capture

دور الأنبا باخوميوس في مواجهة مخططات الإخوان
 
كان للأنبا باخوميوس دور حاسم في التصدي لمحاولات جماعة الإخوان الإرهابية للتأثير على تقاليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لا سيما فيما يخص إجراءات انتخاب البابا. ففي الفترة التي شغل فيها منصب القائم مقام البطريرك، ما بين مارس ونوفمبر 2012، برزت دعوات في الإعلام تدعو إلى تعيينه بطريركًا دون اتباع الإجراءات الكنسية المعتادة، بدعوى أن هذه الإجراءات قد لا تكتمل لسبب أو لآخر.
 
لكن الأنبا باخوميوس رفض هذه المحاولات، مؤكداً التزامه بالتقاليد الكنسية، وقال حينها: "سنمضي وفق ما ينص عليه التقليد الكنسي"، وهو الموقف الذي ساهم في الحفاظ على استقلالية الكنيسة في تلك المرحلة الحساسة.
 
لم تقتصر التحديات خلال فترة "القائم مقام" على الشأن الكنسي، بل شهدت البلاد حالة من السيولة السياسية تزامنت مع انتخابات رئاسية فاز فيها مرشح ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية. رغم ذلك، التزم الأنبا باخوميوس بالحياد، مؤكدًا أن الكنيسة لا تدعم أي مرشح، تاركًا للأقباط حرية الاختيار.
 
ورغم المصاعب التي واجهها أثناء إدارته للمقر البابوي، غير أنه آثر العودة إلى مطرانيته، وقال في كلمة خلال تجليس البطريرك أسالت دموع الأخير: "سنعود إلى إيبارشيتنا صغارآ تحت أقدام البطريرك".
 
يحسب للأنبا باخوميوس مواقفه الوطنية الحاسمة، ومن أبرزها قراره بسحب ممثلي الكنائس من اللجنة التأسيسية الأولى للدستور عام 2012، بسبب محاولات الإخوان الإرهابية للهيمنة عليها، وكان بذلك من أوائل الشخصيات التي انسحبت، مما شجع القوى المدنية على اتخاذ الموقف ذاته، وأسفر ذلك في النهاية عن تفكك اللجنة.
 
كما كان له دور بارز في الدفاع عن حقوق الأقباط، خاصة في مواجهة تهجير مسيحيي دهشور، حيث رفض اللجوء إلى الجلسات العرفية، وأصر على احترام القانون وحقوق المواطنين.
 
ويلقب " باخوميوس" في الوسط الكنسي بأنه “بطريرك بلا رقم” نظير مسئوليته عن تسيير أمور الكنيسة لمدة ثمانية أشهر وهي " فترة خلو الكرسي المرقسي" عقب وفاة البطريرك الراحل “شنودة الثالث” وتنصيبه " قائم قام البطريرك"  وفق قواعد المجمع المقدس وهو أيضًا أحد أعضاء اللجنة التي أدارت الكنيسة عقب الأزمة الشهيرة بين البابا شنودة والرئيس السادات عام 1981.
 
ورفض المطران الذي أمضى بالبحيرة وتوابعها نحو 50 عاما منذ رسامته أسقفًا عام 1971- الترشح للمنصب البابوي رغم عروض من أساقفة ورهبان بعد إدارته الاستثنائية لأمور الكنيسة في الأشهر الأولى للانتخابات الرئاسية 2012، ولحين إغلاق باب الترشح وإعلان أسماء القائمة النهائية .

رهبنة الانبا باخوميوس
 
وقد ولد الأنبا باخوميوس، فى شبين الكوم فى 17 ديسمبر 1935، وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1956، وبدأ خدمته فى الكنيسة من خلال «مدارس أحد الزقازيق والجيزة وشبرا ودمياط»، ثم عين سكرتيراً للجنة العامة لمدارس الأحد، ومشرفاً على بيت الشمامسة بالجيزة، ثم حصل على دراسات بـ«الإكليريكية» استمرت من عام 1959 إلى 1961م، وخدم كشماس مكرس بالكويت عام 1961مع القمص أنجيلوس المحرقى، وترهبن الأنبا باخوميوس بدير السريان عام 1962، و«سيم» قساً عام 1966، باسم القس أنطونيوس السريانى، وهو ذات الاسم الذى ترهبن به البابا شنودة الثالث وفى ذات الدير.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق