أدوار الشر في الدراما لها ناسها.. كيف خطف محمود حميدة ودياب الأضواء؟

الخميس، 27 مارس 2025 09:52 ص
أدوار الشر في الدراما لها ناسها.. كيف خطف محمود حميدة ودياب الأضواء؟

في كل موسم رمضاني، تتسابق المسلسلات لشد انتباه الجمهور، لكن قليلًا منها ينجح في ترك بصمة لا تُمحى. هذا العام، بزغ نجم مسلسل "ولاد الشمس" كعمل درامي استثنائي، يثبت أن الإبداع لا يُقاس بحجم الإنتاج، بل بقوة الفكرة وتميز الأداء. بعيدًا عن التكرار والاستسهال، جاء هذا المسلسل ليعيد للدراما المصرية رونقها، متسلحًا برؤية إخراجية جريئة وأداء تمثيلي متقن.
 
رؤية إخراجية تثبت أن الفن لا يعرف المستحيل
عندما قرر المخرج شادي عبد السلام خوض هذا التحدي، لم يكن يسعى فقط لتقديم مسلسل آخر يضاف إلى قائمة الأعمال الرمضانية، بل كان يريد أن يُحدث فرقًا. اختياره لوجوه شابة بجانب قامة فنية بحجم محمود حميدة كان خطوة ذكية، صنعت مزيجًا متجانسًا بين الخبرة والحيوية، مما أضفى على العمل طابعًا خاصًا.
 
ما جعل "ولاد الشمس" مختلفًا ليس فقط القصة المشوقة، بل أيضًا التفاصيل التي نُسجت بدقة، من السيناريو العميق إلى زوايا التصوير التي عكست الحالة النفسية للشخصيات، مرورًا بالموسيقى التصويرية التي أضافت بُعدًا عاطفيًا مؤثرًا، وصولًا إلى الديكورات التي لم تكن مجرد خلفية، بل جزءًا حيًا من التجربة البصرية.
 
الأشرار الذين يشبهوننا.. حين يصبح الهدوء أكثر رعبًا!
من بين أكثر العناصر تميزًا في المسلسل كانت طريقة تقديم شخصية الشرير. لم يعد العدو هو ذلك الشخص ذو الملامح الحادة والصوت العالي، بل تحوّل إلى شخصية أكثر واقعية، أكثر هدوءًا، وأكثر قدرة على التلاعب دون ضجيج.
 
في "ولاد الشمس"، قدم محمود حميدة شخصية "بابا ماجد"، رجل يبدو عاديًا للوهلة الأولى، لكنه يخفي وراء هدوئه خططًا تدميرية. شره لم يكن صاخبًا، بل كان متقنًا، يزرع بذور الفساد بنظرة وكلمة محسوبة، في صورة تعكس أخطر أنواع الشر في الحياة الواقعية.
 
أما في مسلسل "قلبي ومفتاحه"، فكانت شخصية "أسعد" التي أداها ببراعة دياب مثالًا آخر على التطور في رسم الأشرار. هنا لم نرَ الشر في صورته النمطية، بل في رجل يحمل مبرراته، يصلي ويظهر التدين، لكنه في الوقت ذاته يتورط في جرائم لا ترحم. شخصية معقدة تجعل المشاهد يتساءل: هل يولد الإنسان شريرًا، أم أن الظروف هي التي تصنع الشر؟
 
وداعًا للصورة النمطية.. الدراما المصرية تتطور
ما يميز دراما هذا العام هو محاولتها كسر القوالب الجاهزة، والتخلي عن الصورة الكاريكاتورية للشخصيات الشريرة. لم يعد الشر مجرد تصرفات مبالغ فيها، بل أصبح مدروسًا، يحمل مبرراته، ويقترب من الواقع.
 
"ولاد الشمس" هو أكثر من مجرد مسلسل؛ إنه رسالة بأن الدراما المصرية لا تزال تملك القدرة على التجدد، وأن الإبداع الحقيقي لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى عقول تفكر خارج الصندوق، وتؤمن بأن الفن هو مرآة تعكس الواقع بحرفية وذكاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق