من وحى مسلسل شهادة معاملة أطفال.. تعرف على قصة السحر لدى القدماء المصريين
الثلاثاء، 25 مارس 2025 09:19 م
شهدت أحداث مسلسل شهادة معاملة أطفال الذى يعرض ضمن مسلسلات رمضان 2025 بطولة الفنان محمد هنيدى، الذى يجسد شخصية المحامى عبد الستار الكف، دخوله فى غيبوبة استمرت لمدة 20 عاما، وكانت قد بدأت في عام 2005 ليفيق بعد ذلك في عام 2025 الجاري، شهدت أحداث المسلسل ذكر أعمال السحر، فما هى قصة السحر لدى القدماء المصريين؟
اشتهرت مصر منذ آلاف السنين بالسحر، وكان السحر لدى القدماء المصريين، من الأشياء المهمة في حياتهم، بل ارتبط السحر لدى القدماء المصريين بالدين، وبناء عليه، ارتفعت مكانة الكهنة لدى الفراعنة بتعليمهم السحر، وكان السحر الأكثر شيوعًا عند المصري القديم هو السحر الدفاعى، بهدف طرد الأرواح الشريرة.
وعلى الرغم من تحقيق آلاف الاكتشافات الأثرية، وآلاف الأبحاث التى أجراها العلماء حول الحضارة المصرية القديمة، إلا أن السحر لا يزال سرًا من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وما زال الغموض يحيط بطبيعة وماهية السحر عند الفراعنة.
ويذهب البعض إلى أن "لعنة الفراعنة" وهى واحدة من الألغاز الفرعونية القديمة التى لم يتمكن أحد من الوصول إلى حقيقتها حتى الآن، مرتبطة بالسحر، الذى يفوق السحر الأسود، وهو اعتقاد بأن أي شخص يزعج مومياء لشخص مصري قديم، خصوصًا لو كان فرعون فعليه لعنة، وكثر الحديث عنها فى أعقاب اكتشاف هوارد كارتر لمقبرة توت عنخ آمون.
وعرفت عدة كتب ودراسات "السحر الأسود" بأنها سحر مقصور على الكهنة وليس العامة من الشعب ولا يمكن تعلمه إلا بموافقة الكهنة وبشروط صعبة، أما السحر "الأبيض" فكان مخصصًا لحل المشاكل بين الأزواج وتقارب المسافة بينهما، لدرجة كان يستحيل معها أن ينظر أحدهما إلى غير الآخر، وبالمقابل كان السحر الأسود يستخدمه الكهنة لإنزال العقاب على أشخاص لا يقدمون القرابين للآلهة، وتشير تلك الأبحاث إلى أن طقوس السحر الأسود كانت تقام بلغة الجن "السريانية".
وعرف المصرى السحر منذ قديم الأزل، وجاء القرآن الكريم: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ"، وهذه الآية توضح أن السحر كان علمًا قديمًا، وكان السحرة علماء لدى مصر القديمة، بل إن القرآن وصف السحر الذى صنعه سحرة فرعون بأنه "علم".
ويشير عدد كبير من الأبحاث إلى أن مصر المهد الأول الذى خرجت منه طقوس تلقين الأسرار أو طقوس التنشئة التى هى عبارة عن طقوس غامضة كان الغرض منها تهيئة المرشحين للكهانة، ويبدو أن طقوس التنشئة كانت تجرى بواسطة نوع معين من الكهان السريين الذى كان جلهم من السحرة والعرافين.
وبحسب كتاب "جنون اسمه الفراعنة" لعالم الآثار المصرية، الدكتور زاهى حواس، فإن المصريين القدماء احتاطوا لرحلتهم الأبدية بأنواع مختلفة من السحر، فكثيرًا ما نرى على جدران المقابر نصوصًا غير مفهومة بالكامل وكلمات لا تعطى معنى مفيدًا، وهى بلا شك نصوص سحرية وضعت لهدف معين هو حماية القبر وصاحبه، وربما تكون هذه الكلمات قد فقدت طاقتها السحرية، بعد أن اندثرت اللغة والكتابة المصرية القديمة، وربما تكون هذه النصوص أيضا لا تزال محتفظة بقدرتها السحرية الكامنة داخلها.
وأوضح "حواس" أن من هذه النصوص ما يعرف بـ"متون الأهرام" وهى تراتيل دينية وسحرية سجلت على جدران حجرات الدفن الموجودة أسفل أهرامات الملوك والملكات منذ أواخر عهد الأسرة الخامسة الفرعونية تحديدًا وعصر الملك "ونيس" (2356 – 2323) قبل الميلاد، معتقدًا أن الطريق ما زال طويلا لمعرفة ألغاز متون الأهرام وحلها، على الرغم من اكتشافها منذ قرن من الزمان.