مسلسلات الـ 15 حلقة تحصد العلامة الكاملة
السبت، 22 مارس 2025 03:05 م
السعيد حامد
إشادات جماهيرية واسعة على السوشيال.. ونقاد: انتهى عصر أعمال الـ 30 حلقة
«إخواتي» و«قلبي ومفتاحه» يتصدران قائمة الأكثر بحثا على السوشيال
«إخواتي» و«قلبي ومفتاحه» يتصدران قائمة الأكثر بحثا على السوشيال
وسط انتشار المنصات الرقمية، شكلت المسلسلات القصيرة ذات الـ 15 حلقة، خيارا مثاليا للمشاهدين، الذين يحاولون - خاصة في شهر رمضان – متابعة أكبر قدر من الأعمال الفنية المطروحة، وهو ما يدفع العديد من شركات الإنتاج إلى الاستثمار في تلك المسلسلات، نظرا لسرعة إيقاعها وبعدها عن المط والتطويل، وخلال الموسم الدرامي الرمضاني الحالي قدمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، العديد من الأعمال الدرامية فئة الـ 15 حلقة، التي حققت بالأخير نجاحات كبيرة، انعكست على نسب المشاهدات، التي ارتفعت بشكل ملحوظ، خاصة وإنها خلت من أي مشاهد أو ألفاظ غير لائقة.
ومن أبرز الأعمال الفنية التي تنافست في نصف الأول من رمضان، مسلسل "النص" للفنان أحمد أمين، وتحكي أحداثه عن فترة الاحتلال الإنجليزي، في إطار من الفنتازيا الكوميدية، فيما استكمل مسلسل "كامل العدد 3"، بمشاركة "مكة" ابنة النجم محمد صلاح، قصصه قصصه العائلية، كما تنافس الفنان أحمد داود بمسلسل "الشرنقة"، الذي تدور أحداثه في إطار درامي، بينما خاض الفنان أكرم حسني للسنة الثالثة على توالي، تجربة المسلسلات الـ 15 حلقة، عبر مسلسل "الكابتن"، الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي، إضافة إلى عديد من الأعمال الفنية الأخرى.
ويقول نقاد فنيون، إن التحول نحو المسلسلات القصيرة يجاري العصر في وقتنا الحالي، فهذه النوعية تتماشى مع طبيعة المشاهدين في وقتنا الحالي، وبسبب النجاح الكبير الذي حققته هذه النوعية من المسلسلات اتجه الكثير من صنّاع الدراما إلى تقديمها وهذه خطوة جيدة، وخصوصًا في موسم رمضان، إذ تتيح للجمهور مشاهدة كم كبير من المسلسلات المختلفة.
وبحسب النقاد، فإن هذه النوعية من المسلسلات قللت عيوب بعض المؤلفين الذين كانوا يلجأون إلى التطويل وإقحام أحداث على القصة من أجل تقديم 30 حلقة، وبالتالي هذه النوعية جعلت المخرج والمؤلف يقدمون توليفة درامية غنية دون حشو أو مط، لذا تعتبر المسلسلات القصيرة اختبارًا حقيقيًا للمخرج والمؤلف.
ويرى النقاد، أن هذا التحول يعكس تغييرًا في نمط الدراما التلفزيونية، حيث لم يعد عدد الحلقات هو المعيار الأساسي بل أصبحت جودة المحتوي والإيقاع السريع هو المحور الرئيسي، وبالتالي انتشار الـ15 حلقة في دراما رمضان هذا العام تصحيح لخطأ رهيب كان يقع فيه صناع الدراما وهو لا بد أن تكون عدد الحلقات 30 حلقة بغض النظر عن القصة.
ويؤكد النقاد، أن المنصات الرقمية لعبت دورًا كبيرًا في هذا التحول، إذ قدمت مسلسلات بعدد حلقات أقل وحققت بها نجاحًا كبيرًا، وهو ما شجّع صنّاع الدراما على تبني هذا النهج، وفي المستقبل سيستمر هذا الاتجاه في المستقبل مع زيادة عدد المسلسلات القصيرة في المواسم الرمضانية المقبلة.
إشادات كبيرة.. وتفاعل على السوشيال
نالت الحلقات الأخيرة من مسلسلات فئة الـ 15 حلقة إشادات كبيرة من قبل المشاهدين والنقاد، بعد النهايات الدراماكتية والمأساوية لعدد من الأعمال، إذ يرى نقاد، أن مسلسلات "النص" لأحمد أمين و"80 باكو" و"ولاد الشمس" و"إخواتي"، تعد من أبرز المسلسلات التي عرضت في النصف الأول من رمضان هذا العام، موضحين، أن هذه المسلسلات رائعة وحققت نسب مشاهدة كبيرة، بسبب اختيار مواقع التصوير الجيدة، إضافة إلى أداء الممثلين والاهتمام بجميع العناصر الفنية، من ديكور وملابس واختيار ممثلين جيدين.
ويشير نقاد إلى أن مسلسل "ولاد الشمس"، يعد واحدا من أروع ماقدمته الدراما المصرية في الموسم الرمضاني هذا العام، مرجعين السبب في ذلك، إلى اهتمام صناعه بجميع العناصر، مثل مدير الدار الذي قدمه النجم محمود حميدة، وتقديم أطفال الدار الأيتام الرعاية لأخواتهم الجدد في الدار، ويحاولون ابعادهم عن الجو السيء والخانق وأن يعيشوا حياة مختلفة، مؤكدين في الوقت ذاته على أن مسلسلات الـ30 حلقة لم تعد مطلوبة للجمهور بصورة كبيرة، بسبب ما أسموه "المط والتطويل في الأحداث"، فهو يقلل من قيمتها ونسب مشاهداتها مقارنة بمسلسلات الـ 15 حلقة.
وكان مسلسل ""النص" من بين الأعمال التي نالت إشادات كبيرة، إذ نجح المسلسل في جذب المشاهدين، بأحداثه المشوقة التي تدور في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث الاحتلال الإنجليزي ومشاعر التحرر من الاستعمار، فضلا عن أن العمل تناول شخصية حقيقية، وهو ما أضفى سحرا خاصا على العمل.
وتقول ماجدة خيرالله، الناقدة الفنية، إن مسلسل النص من المسلسلات المحترمة، ومبذول به مجهود كبير، سواء في الكتابة أو التمثيل أو الإخراج، ومؤكدة أنه عمل ممتع مكتمل الجوانب الدرامية، ورغم أن طبيعة المسلسل كوميدي، إلا أنه يهتم بتفاصيل وفترة زمنية حقيقية، مشيرة إلى أنه يحتل المكانه الأولى والثانية والثالثة بين مسلسلات الكوميديا في النصف الأول من رمضان، إذ يحتوي على سيناريو ذكي، ومخرج يهتم بتفاصيل الزمن وتكوينات الكادر، وآداء الممثلين، مشاعر إنسانية، وضحك راق.
وأشادت "خير الله" – عبر فيسبوك- بآداء الفنان حمزة العيلي، مؤكدة أنه في قمة الإبداع لشخصية إنسان يعيش في الظل، في مخزن ملابس لأحدي الفرق المسرحية، ويبحث عن فرصة ليثبت لنفسه أولا أنه يستحق الاحترام ، وأن يكون مرئي لايتجاهله الجميع، كما تحدثت عن الفنانة أسماء أبو اليزيد، مؤكدة أنها تملك جمال وجه وموهبة، معتبرة إياها "نقطة مضيئة في المسلسل"، قبل ان تقدم التحية للمخرج حسام علي، ولفريق كتابة السيناريو عبد الرحمن جاويش، وسارة هجرس، ووجيه صبري.
وخلال النصف الأول من رمضان، تصدر «إخواتي» و«قلبي ومفتاحه» قائمة الأعمال الفنية الأكثر بحثا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إشادات المتابعين والنقاد، بالتوليفة الفنية للمسلسلين، اللذين قدما حبكة رومانسية جديدة ومختلفة عن الشكل المعتاد أو المراهق، مع توازن خطوط السرد والأدوار المكتوبة والمرسومة بعناية وأداء الممثلين، كما يقول النقاد.
وبحسب النقاد، فإن إشادات جمهور السوشيال ميديا كانت نتيجة متابعة قصة الحب بين بطلي العمل من ناحية وبين شخصية دياب بكل مشاكلها من ناحية أخرى، حتى باقي الشخصيات جذبت المشاهدين بأدائها المتميز، لافتين إلى أن الجمهور تشبع بمسلسلات العنف والبلطجة والمتشابهة في أحداثها وأداء ممثليها والبعيدة عن الواقعية واتجه لما يروق له، مؤكدين أن سر نجاح مسلسلي "إخواتي" و"قلبي ومفتاحه" هو رغبة الناس في الاتجاه للأعمال الفنية الهادئة.
وبحسب النقاد، فإن الكاتب مهاب طارق، استطاع في مسلسل "إخواتي" تقديم مجموعة من القصص والخطوط السردية لأربع من الأخوات، التي تختلف باختلاف كل منهن في إطار واحد يجمع كل هذا وهو إطار الأخوة، مشيرين إلى أن رواد السوشيال ميديا تحمسوا لمتابعة العمل، خصوصاً أن أحداثه تضم قضايا اجتماعية ورومانسية وجريمة، وكل هذه التوليفة قادرة على إرضاء العديد من الأطراف، بالإضافة إلى تميز فريق التمثيل من النجمات، إذ ظهرت بينهن كيمياء قوية على الشاشة.
من ناحية أخرى، حقق مسلسل "الكابتن"، الذي كتبه أيمن الشايب وأخرجه معتز التونى، نجاحا كبيرا وسط الأعمال الفنية في النصف الأول من رمضان، وأثبت حضوره بقوة كأحد أبرز الأعمال الكوميدية، إذ بات أكرم حسني أحد أبرز نجوم الكوميديا في الفترة الأخيرة الحاضرين في الدراما الرمضانية.
وحمل مسلسل الكابتن رسالة ضمن أحداثه الكوميدية، تتعلق بأن الشخص يجب أن يساند غيره وألا يعيش أنانيا، حيث ظهر في الحلقة الأولى من العمل أن "حسام" كابتن طيار الذى يجسد دوره أكرم حسني، يرفض مساعدة زملائه أو المشاركة في مناسبات اجتماعية، لكن بعد أن تسقط الطائرة ويفاجئ بأن أرواح الركاب، تطارده ليحقق لهم أمنياتهم، يتحول إلى شخص يساعد الأخرين. وفاجأ الممثل الشاب أحمد عبدالوهاب جمهوره، بظهوره بدور كوميدى في أحداث المسلسل رغم أنه العام الماضي جسد شخصية "يحيى" الفارس الذي يريد الانتقام لوالده في مسلسل "الحشاشين"، كما تألقت النجمة ميمى جمال في أداء دور جدة أكرم حسني، في كوميديا هزلية بها الكثير من الفانتازيا.
ويعد أكرم حسني، أحد أبرز النجوم الذين يستعينون بضيوف شرف في أعمالهم الفنية، ويضيفون إلى نجاحها، ومنهم فريق شارموفرز الغنائي، الذي ظهر في إحدى الحلقات، في المشهد الذي يطلب فيه الكابتن "حسام" من إحدى المشعوذات عمل جلسة "زار" لكي يصرف الأرواح التي تظهر له، ويفاجئ بدخول أعضاء شارموفرز منزله بدعوى أنهم من سيقيوم جلسة الزار.
وفي نفس السياق، حصد مسلسل "الشرنقة" بطولة النجم أحمد داود، إشادات جماهيرية واسعة على السوشيال ميديا، بعدما نجح العمل في جذب انتباه المشاهدين، إذ يعد هذا النجاح نتيجة لجودة القصة والتمثيل، بالإضافة إلى الإخراج المتميز الذي قدمه المخرج محمود عبد التواب، وقدرة أحمد داود على التأثير في الجمهور من خلال أدائه المتميز في المسلسل.
وأعرب أحمد داود، عن سعادته ببطولة مسلسل «الشرنقة»، واصفًا إياه بأنه محطة مهمة فى مشواره الفنى، خاصة أنه تجربة درامية جديدة مليئة بالغموض والإثارة والتشويق، واعتمدن على إيقاع سريع وأحداث متلاحقة، فالمسلسل لم يسلط الضوء على قضية واحدة فقط، بل استعرض العديد من الملفات المهمة التى تهم المجتمع، خاصة تلك المتعلقة بالفساد المالى، مثل التهرب الضريبى وغسل الأموال.
وجمع مسلسل «الشرنقة» بين الغموض والإثارة والتشويق والصراعات النفسية، في إطار درامي مشوّق، مستعرضا قضايا حساسة مثل: الفساد المالي وغسل الأموال والتهرب الضريبي، ما يجعله أحد أبرز الأعمال التي عرضت فى رمضان.