الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لـ«صوت الأمة»: السوشيال ميديا وسيلتنا لنشر القيم الأخلاقية وعلاج مشكلات المجتمع

السبت، 01 مارس 2025 04:04 م
الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لـ«صوت الأمة»: السوشيال ميديا وسيلتنا لنشر القيم الأخلاقية وعلاج مشكلات المجتمع
منال القاضي

"قوافل الوعاظ" تذهب إلى المستشفيات لمواساة المرضى.. وتخاطب الطلاب في المدارس للرد على الشبهات وتحصين العقل
مبادرة "معًا لمواجهة الإلحاد" تقدم الدعم العلمي والتوعوي لمواجهة مواقع وقنوات الانحلال الفكري والأخلاقي

 
 
يسعى مجمع البحوث الإسلامية التابع لمؤسسة الأزهر لإعداد نخبة من شباب وعاظ الأزهر الوعظات، عن طريق برامج تدريب في أكاديمية الازهر ليكونوا سفراء الأزهر في جميع دول العالم، لمواجهة أصحاب الفكر المتطرف ونشر وسطية الإسلامية .
 
ويؤكد الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، تبنيه لفكرة فتح باب الحوار لاحتواء الشباب ومخاطبتهم بما يتناسب مع محدثات العصرية بعيدا عن الغلو والتعصب، بهدف الوصول إلى خطاب ديني جديد، حيث يعد المجمع إحد أدوات الأزهر الفاعلة لنشر العلم الصحيح والوسطية في مصر والعالم ويعد الازهر القوة ناعمة لمصر.
 
كما يؤكد الجندى في حوار لـ"صوت الامة" على أستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة للتفاعل مع القضايا المجتمعية والرد على الشبهات وتصحيح الأخطاء، لافتاً إلى أن وسائل التواصل الإجتماعى تعد احد الوسائل المهمة التي يتم الاعتماد عليها في التواصل مع المواطنيين.
 
وإلى نص الحوار..
 ما دور مجمع البحوث الاسلامية في توعية الشباب؟
ينفذ المجمع عددًا من البرامج التوعوية التي تستهدف الشباب في مختلف أماكن تواجدهم، سواء في المدارس والمعاهد والجامعات أم في مراكز الشباب، كما نحرص على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي "الفيس بوك وتويتر وغيرها"، والتواصل مع جميع المواطنين في مختلف أماكن تواجدهم، فلم نغفل النشر الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يتم نشر المنشورات التوعوية لنشر القيم الأخلاقية وعلاج المشكلات المجتمعية المختلفة.
 
كما يطلق المجمع عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحملات التوعوية التي تخاطب جميع شرائح المجتمع وخاصة الشباب بما يناسب مستواهم الفكري والإدراكي، بالإضافة إلى المشاركة في الحملات التوعوية الأسبوعية التي يطلقها المجمع على أرض الواقع من خلال رسائل توعوية متنوعة.

كيف تعامل المجمع مع مخططات تهجير الفلسطينيين من غزة؟
قام المجمع خلال الشهور الماضية بالتركيز على قضية فلسطين بشكل عام بجوانبها المختلفة، سواء كانت تتعلق بالقدس أم بالقضية الفلسطينية أو بالإشكالية اليهودية، فأصدرنا أعداد من مجلة الأزهر عن القضية الفلسطينية، كما أطلقنا مجموعة عن الأبحاث العلمية التي صدرت عن مؤتمرات الأزهر او مجمع البحوث الاسلامية، كلها تقوم بتجليه الحقيقة تجاه هذه القضية، إضافة إلى موجز لتاريخ القدس من خلال أحد المؤلفات العلمية، وكذا الصهيونية العالمية للمفكر والناقد عباس العقاد، ثم ايضا مجلة الازهر دارت في شقها الاكبر حول هذه القضية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل في الندوة الشهرية للمجلة كان التركيز على القضية الفلسطينية، وأحدها كان عن دور مصر والازهر في قضية فلسطين، والأخرى كانت عن الشعب الفلسطيني وصموده ومواجهته للتهجير الذي يسعى إليه هذا العدوان الغاشم العمل على اقتلاعه والقضاء عليه.
 
ليس هذا وحسب، بل نفذنا بعض الجهود التي تتعلق بذلك وهناك الجامع الأزهر ومركز الفتوى وهيئة كبار العلماء كل هذه القطاعات التي يضمها الأزهر الشريف نظمت ملتقيات علمية وندوات دعما ورفعا للروح المعنوية لهذه المقاومة التي نسال الله لها التوفيق والسداد والرشاد، وفي المجمع من خلال الوعاظ والواعظات أصدرنا مجموعة من اللقاءات الميدانية من خلال حملات قاموا بها من أسوان إلى اسكندرية من أجل هذه القضية ولهذه القضية فقط.

كيف يسهم مجمع البحوث الإسلامية فى خدمة المجتمع فكريا وثقافيا؟
مجمع البحوث الإسلامية يعالج المشكلات الأسرية والتى تتمثل فى لجنة فض المنازعات، التى تتعامل مع جميع الأسر فى شتى المسائل، مثل الطلاق، والخصومات بين العائلات، والمسائل الاجتماعية؛ كما يعالج الفكر لدى الشباب من خلال ميادين متنوعة منها «قوافل الوعظ» التى تذهب إلى المستشفيات لتواسى المرضى؛ وإلى المدارس لتخاطب الأطفال والطلاب عموما؛ وتجيب عن تساؤلاتهم حول الإسلام، وحول الشبهات، وتوضح مشاكل الإلحاد تحصينا للعقل.
 
كما يعمل المجمع على إطلاق العديد من الحملات التوعوية ضمن فعاليات البرامج التوعوية التي ينفذها المجمع بالتواصل المباشر مع المواطنين إضافة إلى النشر الإلكتروني على صفحات المجمع على مواقع التواصل الاجتماعي؛ تلبية لحاجة المجتمع إلى استعادة منظومة القيم الأخلاقية، وبث الأمل في نفوس الشباب ودعوتهم إلى الجد والاجتهاد، وبناء الذات، والبعد عن عوامل اليأس والإحباط، والعودة إلى القدوة الحسنة واستحضار النماذج الناجحة في مختلف المجالات العلمية والعملية.
 
وكذلك يعمل المجمع على تنفيذ عدة مبادرات بالتعاون مع عدد من المؤسسات والهيئات الوطنية تعالج عددا من المشكلات المجتمعية.
وإذا نظرنا إلى قطاعات المؤسسة الأزهرية بقيادة الإمام الأكبر، سنجد أنها كانت على مر التاريخ ولا زالت إلى الآن حريصة كل الحرص على الحوار مع المخالفين ورعاية المبادرات الحوارية ومساندتها، وغرس قيم المواطنة.
 
ومن ينظر إلى جهود الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يجد ذلك واضحًا من خلال الوثائق التي أصدرتها المؤسسة الأزهرية والمؤتمرات والندوات التي تم عقدها وخرجت بتوصيات تم تنفيذها على أرض الواقع، إضافة إلى جهود بيت العائلة المصرية وأخيرًا وثيقة الأخوة الإنسانية.

وكيف تعامل مجمع البحوث الإسلامية مع ظاهرة الإلحاد؟                                  
المجمع كمؤسسة من مؤسسات الأزهر الشريف يسير وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على إبراز رؤية المجمع التي تنبثق عن رؤية الأزهر العلمية والعالمية، لحصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التي يقوم عليها هذا الفكر الشاذ والمتطرف وذلك بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، حيث يعمل المجمع على معالجة المفاهيم الخاطئة المتعلقة والتي منها الإلحاد والشذوذ الجنسي والتطرف الفكري.
 
كما ينفذ المجمع حاليًا مبادرة (معًا لمواجهة الإلحاد)، في إطار جهوده المستمرة للتصدي لشبهات الإلحاد والرد عليها بأسلوب علمي ومنهجي يهدف إلى تحصين المجتمع، من خلال تأهيل الوعاظ والواعظات وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لمواجهة هذا الفكر المنحرف؛ حيث تأتي هذه المبادرة لمواجهة ظاهرة الإلحاد، التي أصبحت تشكِّل خطرًا يهدد الهُويَّة الدينية والقيم الأخلاقية؛ إذْ تسعى المبادرة إلى تقديم الدعم العلمي والتوعوي لصد الشبهات التي تُروَّج بشكل مكثَّف عبر مواقع إلكترونية وقنوات تسعى لنشر الإلحاد والانحلال الفكري والأخلاقي.
 
وتهدف المبادرة إلى التصدي لهذه الظاهرة من خلال تعزيز وعي الوعاظ والواعظات، وتزويدهم بالأدوات الفكرية والردود العلمية المدعومة بمراجع دقيقة؛ ممَّا يساعدهم في أداء دورهم التوعوي بفعالية، وتمثِّل خطوة مهمَّة نحو تحصين المجتمع من خطر الإلحاد، وتوعية الشباب والنشء بمخاطره، داعيةً إلى المشاركة الفاعلة في اللقاءات والتفاعل مع البرنامج لتحقيق الأهداف المرجوة.

ما دور لجان الفتوى بالمجمع لضبط علم الفتوى واقتصاره على اهل التخصص وهل ستعود قوافل الميدانية للرد على الفتوى؟
لدينا حوالي 230 لجنة فتوى في المراكز والمدن، إضافة إلى لجان الفتوى الرئيسة بالمحافظات واللجنة الرئيسة بالجامع الأزهر؛ حيث تستقبل هذه اللجان المستفتيين من الثامنة صباحًا وحتى الثانية ظهر، وبعضها يعمل حتى الثامنة مساء. لذلك نحن نحرص على التطوير المستمر للجان نفسها من خلال إمدادها بالأجهزة والوسائل الحديثة التي تساعد على جمع الفتاوى المترابطة في الباب الواحد لدراستها وتحديد خطط العمل التوعوية بناء عليها، والمساعدة على القراءة الواقعية للمشاكل المجتمعية والمساعدة في حلها.
 
وكذلك دعم أعضاء لجان الفتوى بكل جديد في هذا المجال من خلال متابعة المستجدات وبيان الرأي الشرعي فيها بمنهجية علمية تراعى التيسير وترفع الحرج عن الناس لتلبية احتياجات المواطنين في التعرف على رأي الدين في مختلف القضايا والاجابة عن الأسئلة التي تشغل أذهان الناس، وقطع الطريق على أدعياء الدين.
 
وفي الإطار ذاته يحرص المجمع على المتابعة والتقييم المستمر لأداء أعضاء اللجان وتعظيم سبل الاستفادة منها وتشجيع وتحفيز المتميزين، والعمل على تأهيل ودعم غيرهم للارتقاء بالمستوى المهني والعلمي لجميع العاملين في لجان الفتوى، كما نحرص على التواجد بين الجمهور والإجابة على اسئلتهم واستفساراتهم خلال الانتشار في القوافل الدعوية في مختلف مناطق الجمهورية.

ألا ترى أن مجمع البحوث يحتاج إلى تركيز أكبر مع التعامل مع الوسائل التكنولوجية فى مخاطبة الجمهور هل هناك خطة جديدة لهذا الامر؟
التوعية الإلكترونية في العصر الحالي لها أهمية كبرى نظرًا لأنها تصل إلى جميع أفراد الأسرة في مختلف الأوقات والأماكن، لذا نحن نعمل على الاستفادة منها في المجال الدعوي في الوقت الحالي تنفيذًا لتوجيهات شيخ الأزهر.
 
حيث يوجه فضيلة الإمام الأكبر دائما بضرورة تكثيف الدورات التدريبية للوعاظ والواعظات، من خلال الاعتماد على أحدث الوسائل التكنولوجية، وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، كما يشدد فضيلته على ضرورة الجمع بين العلوم الشرعية والإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى العلوم الطبيعية.
 
ولدينا في الخطة الدعوية جانب إلكتروني من خلال الفيديوهات التوعوية والمنشورات الدعوية التي يتم نشرها على صفحات المجمع على مواقع التواصل الاجتماعي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق