الإرادة عنوان نجاح محمد الحسينى.. عابر المانش تغلب على "متلازمة داون" وحقق ثلاثية التعليم والرياضة والإعلام
الخميس، 20 فبراير 2025 01:37 م
محمد الحسينى
مثلما أرتبط في أذهاننا بعبور بحر المانش، فإنه اليوم يزيد ارتباطنا به كمذيع أختاره موقع "كورة بلس" ليكون مقدماً لأول برنامج ديجتال يقدمه مذيع من ذوي الهمم في الشرق الأوسط.. إنه بطل السباحة محمد الحسيني، صاحب إنجاز عبور المانش، الذى أصبح أيقونة في الإرادة والتحدي والثبات، ليس فقط لأنجازاته الرياضية وظهوره الإعلامى المميز، ولكن لقدرته على مواجهة الصعاب، ومواصلة التحدى، وتحقيق أحلامه وأحلام أسرته، وحاصلاً في الوقت نفسه على ليسانس الأداب من قسم الاجتماع بجامعه عين شمس.
عبر بوابة برنامج "أبطال بلس"، يطل محمد الحسينى على المتابعين، مقدماً صورة مميزة لذووى الهمم، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الإرادة هي الفيصل في اجتياز أية صعوبات او تحديات، فلولا الإرادة ما حقق "الحسينى" ما وصل إليه اليوم، وما أصبح نموذجاً لانتصار الدولة المصرية في تحقيق هدفها بمنح الفرصة لذووى الهمم، وهو ما أكد ولا زال يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى يعد الداعم الأول لأصحاب الهمم، ودائم الحرص على دمجهم في المجتمع.
من البوابة التليفزيونية، يقدم محمد الحسيني، حوارات متميزة مع عدد من النجوم التي كتبت إنجازات ملفتة ورفعت علم مصر في عديد من الرياضات والألعاب الفردية والجماعية، كما قدم لقاءات من زايا مختلفة مع مسئوليين رياضيين وتنفيذين.
ولمحمد الحسينى قصة تستحق أن تروى، فالطفل المولود في 19 ديسمبر 1999، وُلد مصاباً بـ«متلازمة داون»، لكن لم يستسلم الأب، وبدأ مع نجله رحلة طويلة من التدريب والتأهيل، تنوعت بين جلسات علاج طبيعي، وزيارة كبار أساتذة التخاطب، وصولاً إلى إلحاقه بمدرسة مُختلطة عادية، وبعد وصوله إلى سن السادسة، بدأ محمد التدرّب على السباحة، وكانت استجبابته للتدريب سريعة، ومبشرة بأننا "الحسينى" مشروع نجم، لذلك شجعه والده على الالتحاق بالبطولات، وحقق نجاحًا على مستوى المحافظة ومنها إلى الجمهورية، حتى وصل إلى المشاركة في بطولات دولية حصد خلالها العديد من الميداليات الفضية والذهبية، ما شجع مدربه الخاص أن يرشح اسمه للمشاركة في بطولة عبور بحر المانش عام 2017.
في هذه المشاركة، ورغم الضغوط النفسية والعصبية القوية على محمد ووالده، لكن البطل المصرى بدأ رحلة العبور، ورغم عدم اكتمال التجربة، لكنها كانت مؤشر على أن الإرادة لديه قوية. لذلك كرّمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في منتدى شباب العالم بنهاية عام 2017، تقديرا لجهده وبطولته في محاولة عبور بحر المانش في العام ذاته، وهو ما حفزه لاستكمال حلمه في تكرار التجربة وتحقيق النجاح هذه المرة.
واصل محمد الليل بالنهار في التدريبات، وفى نفس الوقت اجتياز المرحلة التعليمية، فحقق في التعليم هدفه الأول بحصوله على 97.2% في الشعبة الأدبية دمج، والتحق بقسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس، بعد أن وضع والده له جدولا يوميا خاصا بأيام الدراسة، يبدأ بالذهاب إلى مدرسته صباحا ويعود في الثالثة عصرا، ويذهب في عجالة ليلحق بتدريب السباحة الخاص به.
هذا الجدول ساعده كثيراً في التدريب والمذاكرة، إلى حقق الهدفان. الأول عبور المانش في 2022 بعد تشكيل فريق مصري ألماني من أصحاب الإعاقة الحركية والذهنية لعبور بحر المانش، وفي السادس من أغسطس 2022 نجحت المحاولة وعبر المانش في 12 ساعة ودقيقتين وتحقق حلمه الذي سعى إليه. والثانى في حصوله على ليسانس الاداب. ليؤكد للجميع أن الإرادة هي الأساس.
هذه القصة، تحمل الكثير من المعانى، خاصة أذا وضعنا أمامنا ما استطاع محمد الحسينى تحقيقه في التعليم والرياضة، وأيضاً المجال الإعلامى. وأكبر معنى أن لدينا نموذج يستحق أن نضعه أمام أنظارنا لنستفيد ونتعلم منه.