القضية الفلسطينية تتصدر أعمال القمة الأفريقية الـ38.. تنديد بمحاولات تهجير الفلسطينيين
السبت، 15 فبراير 2025 09:30 م
انطلقت، اليوم السبت، أعمال القمة الـ38 للاتحاد الأفريقي، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقادة ورؤساء دول وحكومات إفريقية، وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية.
يأتى انعقاد القمة الـ38 في ظل تحديات دولية وقارية متفاقمة، من بينها التطورات الأمنية في شرق الكونغو الديمقراطية، التي أجبرت الرئيس الكونغولي فليكس تشيسيكيدي على إلغاء مشاركته في القمة، مما يجعلها محطة مفصلية في مسار القارة الأفريقية نحو تعزيز الوحدة والتكامل ومواجهة الأزمات الراهنة.
وتصدرت القضية الفلسطينية أعمال القمة التي تمتد ليومين، حيث ندد رئيس المفوضية في الاتحاد الإفريقي موسى فكي، بدعوة "البعض" الى "ترحيل ممنهج" للفلسطينيين، بعد اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، أمام القمة الإفريقية الـ38 ، إن الشعب الفلسطيني الشقيق عانى ولا يزال من أبشع أنواع الظلم، فالحرب الفظيعة والجائرة دمرت كل شيء في فلسطين، خاصة في قطاع غزة، وإن استمرار حرمان الشعب من حقوقه الأساسية في الاستقلال والسلام والوجود والحياة بكل بساطة ليشكل عارا جسيما لكل الإنسانية".
وأضاف "نرى الصمت المطبق من العالم رغم هذا المشهد المرعب الذي يعيشه أهل غزة بعد أكثر من سنة، بل إن بعضهم يطالب بترحيل الفلسطينيين، الأمر الذي يفاقم الوضع.
وشدد فكي على أن الشعب الفلسطيني البطل يبقى صامدا، كما ظل وسيظل الاتحاد الأفريقي بجانبه بكل قوة وحزم.
كما تناقش القمة الـ38 بالإضافة إلى الوضع في فلسطين، أوضاع السودان وليبيا، وقضايا بينها العدالة والأمن الغذائي والتحول الرقمي وتغير المناخ وتسريع الوصول إلى حلول الطهي النظيف في إفريقيا، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء، بحسب معلومات الاتحاد، كما تركز على تعزيز قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة، وهي خطوة ملموسة نحو تصحيح الأخطاء التاريخية وتعزيز التعافي لدى شعوب القارة والأشخاص ذوي الأصول الأفريقية، وتناقش القمة أيضاً تقارير مجلس السلم والأمن، والإصلاحات المؤسساتية للاتحاد، والتطورات في مشروع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية
ومن المقرر أن تشهد القمة انتخاب قيادة جديدة لمفوضية الاتحاد الأفريقي، حيث يتنافس على منصب الرئيس 3 مرشحين من شرق أفريقيا: رئيس الوزراء الكيني الأسبق رايلا أودينغا، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، ووزير الخارجية الأسبق لمدغشقر ريشار أندرياماندراتو. كما سينتخب القادة الأفارقة بقية المفوضين.
رفض دعوات التهجير
ومن جانبه جدد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، رفضه المطلق لأية دعوات تهدف إلى تهجير شعبنا الفلسطيني من وطنه، والتي من شأنها إبقاء المنطقة في دائرة العنف، بدلاً من الذهاب لصنع السلام.
وقال ، أبومازن في كلمته أمام القمة الأفريقية الـ38 المنعقدة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، واهم من يعتقد ان بإمكانه فرض صفقة قرن جديدة، أو تهجير شعبنا الفلسطيني والاستيلاء على أي شبر من أرضنا.
وأضاف أن دعوات انتزاع شعبنا من أرضه وتهجيره منها هدفها إلهاء العالم عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتدمير في غزة، وجرائم الاستيطان ومحاولات ضم الضفة.
وأكد أبو مازن أن المكان الوحيد الذي يجب أن يعود إليه مليون ونصف المليون لاجئ ممن يعيشون في غزة، هو مدنهم وقراهم التي هُجروا منها عام 1948 تنفيذاً للقرار الأممي 194.
وشدد على أن الممارسات الاستعمارية الإسرائيلية، تتطلب إجراءات عاجلة من المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، قبل تفشي قوى التطرف التي تعمل على دفن حل الدولتين.
وأضاف قائلا:"إن التزامنا بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، يقضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 242، 338، ومبادرة السلام العربية، لتعيش جميع شعوب المنطقة في أمن وسلام وحسن جوار، مشددا على أن تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين، يتطلب من الجميع المشاركة الفاعلة في التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، ودعم المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في الأمم المتحدة في منتصف يونيو القادم، لحشد الطاقات الدولية للاعتراف الدولي بدولة فلسطين، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتنفيذ حل الدولتين المبني على الشرعية الدولية.
كما دعا دول الاتحاد الافريقي للمشاركة في مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف مارس المقبل.
استقرار أفريقيا
ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لقد حان الوقت لوضع إطار لتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية، لافتا إلى أنه أنه ليس هناك أي مبرر لكون إفريقيا ليس لديها تمثيل دائم بمجلس الأمن الدولي في القرن الـ21.
وأعرب جوتيريش عن تقديره لمواقف كل الدول التي رفضت دعوات تهجير شعبنا من وطنه، ووقفت إلى جانب حقه في أرضه، وشكر الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء على دعمهم الثابت لنضال شعبنا من أجل نيل حريته واستقلاله.
وقال إنه لا ينبغي للعالم أن ينسى أبدًا، أن إفريقيا كانت ضحية لظلمين عظيمين، وأنها تعاني من الآثار العميقة للاستعمار، مشددًا على أن هذه الآثار تعود إلى قرون من الزمن، ورغم ذلك لا زالت باقية: إزالة الاستعمار لم يكن حلًا سحريًا للأزمات في إفريقيا.