الأردن في طليعة الصف العربي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني
السبت، 15 فبراير 2025 01:47 م
الأردن
محمد الشرقاوي
الملك عبد الله: الأردن لن يكون طرفًا في أي مخطط لتهجير الفلسطينيين أو إعادة توطينهم خارج أراضيهم
يبرز الموقف الأردني كصرح منيع في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتهجيره من أرضه، ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وصولاً إلى الإعلان صراحة عن مخططات هندسة الشرق الأوسط وتهجير الفلسطينيين.
ومنذ بدء الحرب الأخيرة يقف العاهل الأردني عبد الله الثاني، ملك الأردن، في طليعة القادة العرب الذين يؤكدون على رفض التهجير ويدافعون عن حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل في المنطقة، وهو ما يعكس التزام الأردن بالقضية الفلسطينية وتأكيدًا على الوحدة العربية في مواجهة المخططات الإسرائيلية.
الملك عبد الله الثاني، أكد خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء الماضى، على الموقف الأردني الثابت الرافض لأي تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية، مؤكداً أن هذا الموقف ليس فقط موقفًا أردنيًا، بل هو الموقف العربي الموحد الذي تتبناه الدول العربية كافة.
وفي إطار التحديات الأخيرة التي تواجهها القضية الفلسطينية، خاصة في ظل المقترحات الأمريكية التي تهدف إلى إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة على حساب حقوق الفلسطينيين، شدّد الملك عبد الله الثاني على أن أولوية الجميع يجب أن تكون إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع، مجدداً تأكيده على أن الأردن لن يكون طرفًا في أي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو إعادة توطينهم خارج أراضيهم.
وحمَل الملك عبد الله الثاني على عاتقه نقل الموقف العربي الموحد إلى المجتمع الدولي، وأكد خلال لقائه مع ترامب، أن الدول العربية تقف كتلة واحدة في رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، انطلاقاً من أن الإجماع العربي على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأمة العربية، وأن أي حلول يجب أن تكون عادلة وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه.
ملك الأردن أكد في حديثه أن أي موقف لبلاده مرهون بالإرادة المصرية والعربية في ظل موقف عربي واضح، والذي سبق وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا رفض مصر لأي تهجير للفلسطينيين، مؤكدًا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين.
الأردن يؤكد أولوية إعادة إعمار غزة
وفي إطار الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه سكان القطاع، الذين يعانون من تدهور الخدمات الأساسية وانهيار البنية التحتية بسبب الحروب المتكررة، أكد الملك عبد الله الثاني أن أولوية الجميع يجب أن تكون إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، مشدداً على أن إعادة الإعمار يجب أن تكون جزءً من حل شامل يضمن استقرار القطاع ويحفظ كرامة سكانه.
وأكد الملك عبد الله الثاني أن الأردن لن يتوانى عن تقديم أي دعم ممكن لإعادة إعمار غزة، مع الحفاظ على المبدأ الأساسي وهو رفض التهجير، ضمن خطة عربية لإعادة إعمار غزة، وهذه الخطة تهدف إلى توفير الدعم اللازم لإعادة بناء القطاع دون المساس بحقوق سكانه في البقاء على أرضهم، كما أكد الملك عبد الله الثاني أن السلام العادل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، موضحاً أن هذا الحل يتطلب الدور القيادي للولايات المتحدة، معتبرًا أن الرئيس ترامب يمكن أن يكون شريكًا في تحقيق هذا السلام.
الأردن يعمل لصالح شعبه ويدعم الفلسطينيين
الملك عبد الله الثاني أكد أن مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين، هي فوق كل اعتبار، موضحاً أن الأردن لن يقبل بأي حلول تهدد أمنه واستقراره، وأن أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون على أساس حل الدولتين.
الأمر أكده رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، بقوله إن موقف الأردن واضح وثابت بشأن تهجير الفلسطينيين فلا توطين ولا تهجير ولا حلول على حسابه، مضيفاً أن بلاده تعمل مع الأشقاء العرب لصياغة موقف عربي موحد لإعادة إعمار غزة.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن الملك عبد الله الثاني أكد لترامب في واشنطن، أن بلاده "لن تسمح بتهجير الفلسطينيين للأردن"، مشيراً إلى أن "ثمة خطة عربية مصرية فلسطينية، من أجل إعادة بناء قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع"، وقال الصفدي إن الملك حمل الموقف الأردني الثابت الراسخ بأن حل القضية الفلسطينية من خلال تجسيد الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، مضيفاً: "استمعنا للخطة الأمريكية، وقلنا لهم عن خطة عربية ستقدم" والمفاوضات مستمرة، موضحاً أن الملك أكد للإدارة الأمريكية أهمية تثبيت سكان غزة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الملك عبدالله أجرى مباحثات صريحة بناءة مع الرئيس ترامب، الذي أكد دعمه للأردن، وتثمين دوره للاستقرار في المنطقة.
وأكد أن الملك قدم الموقف الأردني بكل وضوح، وهو أن الأردن مستمر بحل القضية الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وفق حل الدولتين، مبيناً أن الملك أكد أن الأردن سيعمل وفق مصالحه، وهي أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، متابعاً: "الملك بين أن الأردن يقوم بما يخدم الأردن ومصالحه، وما يخدم السلام في المنطقة، وهو الأمر الذي يعني حصول الفلسطينيين على دولتهم المستقلة، وتثبيته على أراضيه".
وذكر الصفدي، أن الأردن أوضح للإدارة الأمريكية بأن ثمة خطة عربية مصرية فلسطينية، من أجل إعادة بناء قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطيني من القطاع، وهذا هو الموقف العربي الإسلامي الفلسطيني الواضح، والذي أكده الملك لترامب، مشدداً على أن الموقف الأردني والمصري موقف واحد يرفض التهجير ويطالب بالدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
ولفت الصفدي، إلى أن الرئيس الأمريكي يقول إنه يريد أن يتعامل مع موضوع إعادة الإعمار في غزة لأنه له اعتبارات إنسانية"، مضيفاً أن "الرد كان واضحاً، نقدر هذه الاعتبارات، لكننا نعتقد أننا نستطيع أن نتعامل مع الاعتبارات الإنسانية من خلال إعادة الإعمار دون تهجير أهالي القطاع.
وأردف: "استطعنا أن نحصل خلال اللقاء على دعم أمريكي للنهج الأردني المستمر منذ بدء العدوان على غزة، في مساعدة المرضى الفلسطينيين، ومعالجتهم في الأردن، بالإضافة إلى ضرورة إخراج ألفي مريض للأردن ودول أخرى ممن يحتاجون العلاج"، معتبراً أن رسالة الملك كانت واضحة؛ نريد أن نعمل معاً من أجل تحقيق السلام العادل والشامل، والرئيس الأمريكي كان إيجابياً مع الملك، وعبر بشكل واضح عن دعمه لدور الأردن واستقراره.