متخوف من صعود التنين الصينى.. ترامب يلجأ للتعريفات الجمركية لسد الفجوة التجارية مع بكين

الأحد، 09 فبراير 2025 01:42 م
متخوف من صعود التنين الصينى.. ترامب يلجأ للتعريفات الجمركية لسد الفجوة التجارية مع بكين
هانم التمساح

 
لم يكن من المفاجئ أن يمضي ترامب قدما في فرض تعريفات جمركية بنسبة 10% على الصين ، التي ردت بسرعة بفرض رسوم على مجموعة من السلع الأمريكية ،فى حين أرجأ الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب تهديده بفرض ضريبة على جميع الواردات من المكسيك وكندا هذا الأسبوع، مستشهدا بموقف البلدين من الهجرة وتهريب المخدرات؛ ولعل ذلك يؤكد تخوف الرئيس الامريكى من قوة الصين الصاعدة بضراوة ،وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن المخاوف بشأن القوة الاقتصادية للصين ليست جديدة في الولايات المتحدة.
 
ولم يلغ جو بايدن التعريفات الجمركية المفروضة على السلع الصينية من قبل سلفه؛ بل أقام حواجز جديدة في شكل قيود على صادرات التقنيات المهمة مثل أشباه الموصلات. ومن عجيب المفارقات أن الصعوبة في الحصول على أكثر الرقائق تطورا، هى التي دفعت الصين جزئيا إلى تطوير تطبيق الدردشة منخفض السعر الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، ديب سيك ، DeepSeek).
 
أما فيما يتعلق  بجيران الولايات المتحدة،كندا والمكسيك ، فقد اوضح وزير  وزير الخزانة الأمريكي، مدير صندوق التحوط سكوت بيسنت، في مقابلة مع فوكس نيوز  سبب إرجاء  فرض ضريبة على وارداتهما قائلا :أن التعريفات الجمركية هي في الأساس أداة تفاوضية - تهدف جزئيا إلى تحقيق أهداف غير اقتصادية ، لكن مشكلة ترامب مع الصين هي مشكلة أقدم وأكثر انتشارا، ويمكن إرجاعها إلى الاختلالات العميقة بين القوتين الاقتصاديتين العظميين.
 
ويرى نيل شيرينج، كبير خبراء الاقتصاد في شركة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية، والذي يكتب الآن كتابا عن الصدام بين الاقتصادين المتنافسين: "إن المظالم مع الصين أكثر صدقا من المظالم مع المكسيك، أو مع كندا".
 
وعندما تم دمج الصين في النظام التجاري العالمي، من خلال الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001، كان الهدف من ذلك ربط الدولة الشيوعية المكتظة بالسكان بنظام دولي قائم على القواعد، لكن ترامب يلقي باللوم على سياسات بكين، التي تضمنت حماية الصناعات المحلية والحفاظ على عملتها - اليوان - رخيصة بما يكفي لمواصلة توليد نمو استثنائي بقيادة التصدير.
 
وبلغ الفائض التجاري للصين في عام 2024 رقماً قياسياً بلغ تريليون دولار ، مع ارتفاع الصادرات بنسبة 10% على مدار العام. كما حققت فائضاً تجارياً ضخماً بلغ 295 مليار دولار مع الولايات المتحدة في عام 2024 - على الرغم من أن هذا كان أقل بكثير من الرقم القياسي البالغ 418 مليار دولار في عام 2018.
 
واستفاد المستهلكون الأمريكيون من هذه السياسة في هيئة طوفان من السلع الرخيصة ــ وخاصة تلك المصنعة في الصين لصالح شركات أمريكية. ولكن ترامب يرى في العجز التجاري الواسع الذي تعاني منه الولايات المتحدة مع الصين دليلاً على غش بكين. وهو يريد سد الفجوة ــ من خلال جلب الوظائف والاستثمارات إلى الوطن،حيث  تنتج الولايات المتحدة 15% من السلع المصنعة في العالم وتمثل ما يقرب من 30% من الاستهلاك العالمي. وتنتج الصين 32% من السلع المصنعة، وتشكل 12% فقط من الاستهلاك العالمي ،كما  أن التنمية الاقتصادية في الصين في السنوات الأخيرة، بدلاً من تحريكها نحو اقتصاد موجه نحو المستهلك، تحركت في اتجاه اقتصاد تصنيع أكثر تقدماً ،وهو ما أزعج الولايات المتحدة.
 
وتعتقد إدارة ترامب بقوة،  أن الحل فى ان  تزيد الولايات المتحدة من إنتاجها في الداخل  هو اللجوء  للرسوم الجمركية ،إذ أنها   وسيلة لتحقيق غاية، وأعتقد أن هذه الغاية هي إعادة القاعدة الصناعية إلى الولايات المتحدة ،وبينما يبدو أن ما يريده ترامب من المكسيك وكندا هو سلسلة من الإجراءات السياسية غير المحددة، فإنه لديه هدف واضح في تفاعله مع الصين، وهذا ينطوي على سد الفجوة التجارية.
 
وبالنظر لتاريخ ترامب، فلن يكون من المستغرب أن يسعى على الأرجح إلى التوصل إلى اتفاق مع بكين مع  إمكانية التوصل إلى صفقة كبرى ــ ربما على غرار اتفاق بلازا، الذي سمي على اسم الفندق في نيويورك الذي أبرم فيه في عام 1985 بين سلسلة من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق