برلمانيون: مصر تقود حشد دولى وعربى لإعادة إعمار غزة وإفساد مخطط التهجير.. والقيادة السياسية صنعت ثقل دبلوماسى فى ميزان المعركة

الأحد، 09 فبراير 2025 02:59 م
برلمانيون: مصر تقود حشد دولى وعربى لإعادة إعمار غزة وإفساد مخطط التهجير.. والقيادة السياسية صنعت ثقل دبلوماسى فى ميزان المعركة
هانم التمساح

تتبنى مصر قيادة وشعباً، القضية الفلسطينية، وترفض بشكل قاطع تصفيتها تحت أي مسمى، كما تبذل جهودا جبارة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتقود  تحرك دولي واسع النطاق تسابق فيه الزمن، من أجل سرعة بدء عملية إعادة إعمارغزة، من خلال التعاون مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين وتحقيق المصالحة الفلسطينية، تمهيداً لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يدعم جهود إنشاء دولة فلسطينية.
 
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أن ثمة أفكارعديدة يتم العمل عليها، بشأن إعادة إعمار غزة، ومنع تهجير سكانها.
 
فيما يدعم البرلمان المصرى بشقيه النواب والشيوخ، موقف القيادة السياسية والقوى الشعبية فى مسألة رفض التهجير، ويقول المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، أن القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومؤسسات الدولة الوطنية أدركت منذ اللحظة الأولى لتصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، أن ما يجري على الأرض ليس مجرد جولة جديدة من العنف، بل محاولة ممنهجة لفرض واقع جديد، تكون التهجير القسري أحد أعمدته الأساسية، وهو ما يُفسر حرص مصر على تأكيد موقفها من رفض التهجير القسري لسكان غزة منذ اللحظة الأولى للحرب.
 
وأكد أن التحركات المصرية جاءت من البداية سريعة وحاسمة، لتضع ثقلاً دبلوماسياً حقيقياً في ميزان المعركة، ليس فقط لوقف إطلاق النار، ولكن لإجهاض أي محاولات لإعادة هندسة الجغرافيا والديموغرافيا في القطاع، مشيرا إلى أن التحرك المصري على مستوياته المختلفة يعكس إدراك استراتيجي بأن تهجير الفلسطينيين، سواء إلى سيناء أو خارج الأراضي المحتلة، سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بالكامل، وإلى تداعيات أمنية وسياسية لا يمكن احتوائها بسهولة، لذلك عملت منذ البداية على تكوين تحالف عربي ودولي يكون بمثابة "جدار صد" ضد هذه المخططات ،مشيرا الى  أن التحركات المصرية لم تتوقف عند التصريحات أو البيانات الدبلوماسية، بل تضمنت أيضا لتواصل المكثف مع العواصم الفاعلة، بما في ذلك واشنطن والاتحاد الأوروبي، لوضع حد لأي محاولات لفرض حلول أحادية الجانب، فضلا عن التنسيق العربي الشامل عبر اجتماعات على مستوى القمة والوزراء، لضمان موقف عربي موحد ضد أي محاولات لفرض التهجير كأمر واقع، بالاضافة إلى ذلك تعزيز الدعم الإنساني والإغاثي لغزة، بما يعكس التزامًا حقيقيًا بدعم صمود الفلسطينيين على أرضهم ومنع أي سيناريو يهدف إلى إضعافهم تمهيدًا لاقتلاعهم.
 
ولفت الجندي، إلى أنه رغم التصاعد في وتيره التصريحات الأمريكية التي تدعم التهجير، لازالت مصر تمارس الضغط لوقف دائم لإطلاق النار، باعتباره الخطوة الأولى نحو تفكيك أي مبررات إسرائيلية لمواصلة العمليات العسكرية التي تصب في خدمة مشروع التهجير، مؤكدا أن إعادة إعمار غزة يمثل خطوة استراتيجية لقطع الطريق أمام مخطط التهجير، فهو الحصن الأول لإجهاض المخططات الصهيونية، قائلا: " دولة مدمرة بالكامل تصبح أكثر عرضة لضغوط النزوح، أما بيئة قابلة للحياة، توفر للناس الحد الأدنى من مقومات البقاء، فإنها تصبح الحصن الأول في مواجهة أي محاولات لاقتلاع السكان."
 
كما شدد النائب حازم الجندي، على أن الرئيس السيسي، يضع ملف الإعمار على رأس أولويات الدولة المصرية، ويدفع باتجاه تأمين الموارد اللازمة، سواء عبر الدعم العربي أو الشراكات الدولية، لضمان أن غزة تظل أرضاً لأهلها، وليس مجرد ملف تفاوضي في صفقات سياسية مشبوهة، مثمنا دور  الدبلوماسية المصرية التي تقف في قلب المواجهة، مشددا على ضرورة استمرار الضغط الشعبي والإعلامي عربياً ودولياً، لئلا يتحول هذا الفصل الدموي إلى سابقة جديدة في مسار القضية الفلسطينية، حيث يصبح التهجير أمراً يمكن القبول به كأحد "الحلول الممكنة"، وهذا ما لن تسمح به مصر، و كل من يرى في فلسطين قضية عادلة لا يمكن تصفيتها بمشاريع القوة والفرض.
 
وقال النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصري والأمين العام وعضو مجلس النواب، إن محاولات التهجير القسري خارقة لجميع القوانين الإنسانية، وأن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى العودة إلى دياره بعد الحرب والدمار والقتل الجماعي، خاصة وأن التاريخ أثبت أن هذا الشعب الأبي يفضل الموت على أن يترك أرضه،مضيفا  أن هذه الضغوط التي تحاول الإدارة الأمريكية فرضها على الشعب المصري والاردني، تقف عائقا أمام تحقيق السلام الشامل بالمنطقة، وقد تؤدي إلى تداعيات كارثية وتهدد وقف إطلاق النار وتعود بنا إلى نقطة الصفر والحرب مجددا.
 
وأبدى تعجبه من حديث الرئيس ترامب عن السلام وجهوده نحو إتمامه، وهو في مقابل هذا يقتل شعب ويأخذ أرضه، فأي سلام هذا الذي يبنى على حقوق الشعوب واراضيهم؟، فإن كان فعلا يسعى للسلام فعليه التوقف عن هذه التصريحات السخيفة، وإكمال اتفاقية وقف إطلاق النار وحل الدولتين، وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
 
بدوره أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصريحاته بشأن مخطط التهجير القسري، يعد نجاح يحسب للدبلوماسية المصرية والضغط العربى والعالمي، لعدم تنفيذ المخطط الأمريكى الإسرائيلى فى قطاع غزة، لاسيما بعدما قال الرئيس الأمريكى إنه لا داعى للعجلة بشأن تنفيذ خطة غزة، كما أنه تراجع عن قراره حول نشر جنود أمريكيين فى القطاع، مؤكدًا أن الضغوط المصرية منذ بداية اندلاع الحرب وحتى هذه اللحظة لن تتوانى في دحض هذا الملف وحماية الحق الفلسطيني في الحفاظ على أراضيه.
 
وشدد عمار، أن دور مصر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني تاريخي، فقد دعمت القاهرة  القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية لكشف أكاذيب ومزاعم الغرب في تشويه الحقيقة من أجل دعم وتأييد المطامع الاستعمارية للاحتلال الإسرائيلي من أجل التوسع الاستيطاني بالأراضي العربية، مؤكدًا أن الدبلوماسية المصرية خاضت معارك دولية من أجل الدفاع عن حق هذا الشعب، وعدم تصفية القضية وحدوث نكبة جديدة من خلال التأكيد على ضرورة حل الدولتين واتخاذ القرار السلمي عبر تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،مشيرا  إلى أن الدبلوماسية المصرية اتسمت بالمرونة والحكمة والحسم أيضاً، فلقد أعطت المنطقة والعالم أجمع درساً في فنون التفاوض كعادتها في حلحلة الملفات الشائكة، فقد جاء موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، قاطعاً لدحض مخطط التهجير بعدما أعلن أن تهجير وترحيل الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه وأن حل أزمة الفلسطينيين ليس بإخراجهم من مكانهم بل يكمن في حل الدولتين وإقامة دولة لهم.
 
وأوضح النائب حسن عمار، أن الرئيس السيسي قدم رؤية شاملة تنسجم مع ثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تقوم على السعي لتحقيق السلام العادل والشامل، وتجنب تنفيذ المخططات التي تسعى إلى تهجير الفلسطينيين وجعل الحياة في غزة غير قابلة للاستمرار، لافتاً إلى أن الدور المصري في إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار، كشف وبرهن عن أن الموقف الثابت للقاهرة لدعم القضية والعمل على تهدئة الأوضاع السياسية والأمنية بالمنطقة، مع التأكيد على حماية الأمن القومي والحدود المصرية من أية مخططات وأجندات خارجية تنال من الوطن.
 
فيما أشادت النائبة رحاب موسى، عضو مجلس النواب، الجهود الدؤوبة التي تبذلها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تكوين تحالف دولي لمواجهة التهجير القسري ودعم جهود إعادة الإعمار في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة والكوارث الإنسانية ،وقالت موسى، في بيان لها، إن هذه المبادرة تأتي ضمن التزام مصر الراسخ بتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، والوقوف بجانب الشعوب التي تعاني من ويلات الحروب والتهجير ،موضحتا أن التهجير القسري يمثل أحد التحديات الكبرى التي يواجهها العالم اليوم، حيث تؤثر هذه الظاهرة على ملايين الأفراد، وتؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتهديد السلم الاجتماعي في العديد من الدول. 
 
وأكدت أن مصر، من خلال تحركاتها الدبلوماسية وجهودها المستمرة على الساحة الدولية، تعمل على حشد الدعم العالمي لوضع حد لهذه الظاهرة، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار وإعادة بناء المجتمعات المتضررة ،مشيرتا إلى أن الدور المصري في هذه الجهود يستند إلى تاريخ طويل من الدعم الإنساني والتضامن مع الدول والشعوب التي تعاني من النزاعات والكوارث، حيث تسعى مصر دائمًا إلى تعزيز التعاون الدولي وتوفير المساعدات اللازمة للمتضررين، وأضافت أن التحالف الذي تسعى مصر إلى تكوينه سيعزز الجهود الرامية إلى إيجاد حلول مستدامة لقضايا التهجير، سواء من خلال دعم الاستقرار السياسي أو توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار ،واكدت أن مصر ستواصل بذل الجهود بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين لدعم الاستقرار والتنمية في المناطق المتضررة. 
 
ودعت  موسى، المجتمع الدولي إلى الاستجابة الفعالة لهذه المبادرة ودعمها لضمان مستقبل أفضل للملايين من المهجرين حول العالم، وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة