صحيفة عمانية: تصريح ترامب بتهجير الفلسطنينيين امتدادا للفكر الاستيطانى

الإثنين، 27 يناير 2025 10:30 ص
صحيفة عمانية: تصريح ترامب بتهجير الفلسطنينيين امتدادا للفكر الاستيطانى
ترامب

ذكرت صحيفة عمان العمانية، أن تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دعا فيه إلى نقل سكان غزة إلى مصر والأردن "بشكل مؤقت أو طويل الأجل"، امتداد للفكر الاستيطاني الاستعماري الذي يسعى لتفريغ فلسطين من سكانها الأصليين، ما يعيد إلى الأذهان خططا مشابهة طرحها سياسيون إسرائيليون متطرفون على مر العقود، مثل خطة موشيه ديان بعد حرب 1967، الذي كان يهدف إلى دفع الفلسطينيين نحو الأردن وتحويل المملكة إلى "الوطن البديل".
 
وأوضحت الصحيفة- في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، تحت عنوان "ترامب وتهجير الفلسطينيين وخلق مشكلة عربية عميقة"- أن هذا الطرح الذي يبدو غير قابل للتنفيذ إلا أن تكراره من قبل أمريكا وبالتحديد من قبل ترامب يرسخ لفكرة التهجير القسري كخيار مشروع ضمن الخطاب السياسي الغربي، ما قد يمنح إسرائيل غطاء دوليا، جديدا، لمحاولة فرض واقع جديد على الأرض.
 
وأضافت أن هذا التصريح يتجاهل الوضع المأزوم الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط منذ أكتوبر 2023، والذي يضعها على برميل من البارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة، ناهيك أن الأمر يتجاهل الحقائق التاريخية للشعب الفلسطيني ويتناقض مع تصريحات ترامب نفسها التي بدا فيها أنه لا يريد للمنطقة أن تذهب باتجاه حرب واسعة أو حتى محدودة،.
 
وأشارت إلى أن خطورة تصريح ترامب تكمن في أنه بادر أمس إلى الإفراج عن شحنة القنابل التي تزن ألفي رطل، والتي كان قد جمدها الرئيس السابق جو بايدن في وقت لا تبدو فيه إسرائيل في حاجة إلى هذه الشحنة إذا كانت جادة في استمرار وقف إطلاق النار.
 
وتابعت الصحيفة: أن "هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها التهجير كحل للقضية الفلسطينية بل إن الفكرة تشكل العمود الفقري للمشروع الصهيوني منذ تأسيسه، ففي عام 1948، تم تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني قسرا خلال نكبة فلسطين، حيث كانت الفكرة السائدة لدى قادة الحركة الصهيونية آنذاك أن الاستيلاء على الأرض يتطلب التخلص من سكانها الأصليين. لاحقًا، في عام 1967، شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة موجة نزوح جديدة عقب احتلال إسرائيل للمناطق الفلسطينية".
 
وأكدت أنه لا يمكن فصل تصريحات ترامب المستفزة للفلسطينيين وللعرب بشكل عام عن المخططات الإسرائيلية المستمرة لتهويد الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات، حيث إن أي تهجير لسكان غزة لن يكون سوى خطوة نحو مخطط أكبر يهدف إلى التخلص من كل الوجود الفلسطيني بين النهر والبحر. كما أن فكرة التهجير تأتي بعد تدمير كل البنى الأساسية في قطاع غزة وجعلها أرضا غير قابلة للحياة وبعد إبادة أكثر من 47 ألف فلسطيني ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين؛ ولذلك فإن تصريح ترامب يبدو نتيجة متناسقة مع ما أحدثه الاحتلال في قطاع غزة وتمهيدا لهذا السيناريو الذي سيضغط ترامب من أجله على دول عربية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة