التهجير خط أحمر.. الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته (تقرير)
الأحد، 26 يناير 2025 08:48 م
توحدت الأصوات الرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، والمخططات الصهيونية المدعومة من دول كبرى التى تهدف إلى إخراج سكان غزة من القطاع، الأمر الذى يشكل تجاوزا للخطوط الحمراء التى حذرت مصر منها مرارا وتكرارا.
بدورها أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن الشعب الفلسطينى لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، و«لن نسمح بتكرار النكبات التى حلت بشعبنا فى الأعوام 1948 و1967، وأن شعبنا لن يرحل»، معبرة عن «رفضها الشديد وإدانتها لأية مشاريع تهدف لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة».
وجددت الرئاسة الشكر لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية على مواقفهما الحاسمة والرافضة لتهجير الشعب الفلسطينى إلى خارج وطنه، و«الشكر موصول لجميع الدول الشقيقة والصديقة التى ساندتنا فى هذا الموقف».
وأكدت الرئاسة الفلسطينية فى بيان اليوم الأحد، أن الشعب الفلسطينى وقيادته لن يقبلا بتاتاً بأية سياسة تمس وحدة الأرض الفلسطينية فى قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مشددة على أن أية محاولة للمساس بالثوابت الفلسطينية والعربية والدولية كذلك مرفوضة وغير مقبولة إطلاقاً، مطالبة الرئيس ترمب بمواصلة جهوده لدعم المساعى لتثبيت وقف إطلاق النار واستدامته، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى بالكامل، وتولى السلطة الفلسطينية مهامها فى قطاع غزة، والتركيز على تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
قالت الرئاسة أن دولة فلسطين تدعو إلى التركيز فى هذه المرحلة على تثبيت وقف إطلاق النار واستدامته، ومواصلة توفير المساعدات الإنسانية ومساعدة أبناء شعبنا من النازحين للعودة إلى مساكنهم، وتوفير وسائل الإيواء والكهرباء والمياه وإعادة تأهيل المرافق التعليمية والصحية، والتمهيد لإعادة الإعمار، و"كلنا ثقة بأن الدول الشقيقة والصديقة ستقوم بواجبها لتوفير الدعم اللازم لهذه الأهداف الإنسانية النبيلة".
وأكدت الرئاسة أن دولة فلسطين على استعداد لتولى مهامها كاملة فى قطاع غزة، ومواصلة مساعيها من أجل تحقيق السلام العادل وفق رؤية حل الدولتين، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وقالت الرئاسة: "نحذر من تداعيات مثل هذه السياسة الإسرائيلية الخطيرة التى تُسهم فى تقطيع أواصر قطاع غزة، وتهجير أبنائه، الأمر الذى سيؤدى إلى زعزعة الاستقرار والأمن، والمساس بسيادة دولة فلسطين وسيادة الدول العربية المجاورة".
وأضافت: "نجدد التأكيد مرة أخرى على أن الشعب الفلسطينى وقيادته الشرعية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية هى صاحبة القرار والمصير والمستقبل حفاظا على المشروع الوطنى والهوية الفلسطينية".
وأشارت الرئاسة إلى أن الرئيس محمود عباس يقوم بإجراء اتصالات عاجلة مع قادة الدول العربية، والأوروبية، والولايات المتحدة الأميركية بهذا الخصوص، لخطورة تداعياته على فلسطين والأمن القومى لدى دول المنطقة.
من جانبه
أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكى والمندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الجامعة السفير مهند العكلوك، أهمية دعم صمود الشعب الفلسطينى على أرضه ورفض تهجيره وتصفية قضيته.
جاء ذلك خلال لقاء الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية مع السفير مهند العكلوك، حيث اطلعه على الخطة التى أعدتها حكومة دولة فلسطين بخصوص الإغاثة والتعافى المبكر، وإنقاذ سكان قطاع غزة بالتنسيق مع المنظمات الدولية والشركاء الدوليين.
وشدد الجانبان - وفقًا لبيان مندوبية فلسطين فى الجامعة العربية اليوم الأحد - على أهمية تضافر الجهود العربية والدولية؛ لوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
وأشار السفير حسام زكى إلى وضع القضية على سلم الأولويات خلال اللقاءات التى تتم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والأطراف الدولية، مؤكدًا على موقف الجامعة العربية الثابت والداعم للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية فى كافة المحافل الدولية.
فى السياق ذاته أكد السفير مهند العكلوك أهمية تولى الحكومة الفلسطينية مسؤوليات الحكم فى قطاع غزة باعتباره جزءًا لا يتجزأ من أراضى دولة فلسطين وباعتبار الحكومة صاحبة الولاية عليه.
وسلط الضوء على المخاطر التى تتعرض لها القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى فى ظل وجود مخططات إسرائيلية لضم أجزاء كبيرة من أراضى الضفة الغربية، بالإضافة إلى مخططات التهجير لسكان قطاع غزة بما يشكله من تهديد حقيقى للأمن القومى العربى.
وعن الجانب الأردنى، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى أن رفضنا لتهجير الفلسطينيين ثابت ولا يتغير، مؤكدًا ضرورة تحقيق الاستقرار والسلام الذى نريده جميعًا.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الأردنى، اليوم الأحد، مع القائم بأعمال المنسق الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط وكبيرة منسقى الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة سيجريد كاخ.
وأضاف الصفدى أن الأردن مستمر بتوجيهات ملكية بإدخال أكبر قدر من المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن الأردن يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية لتحقيق السلام فى المنطقة.
وأكد الجانبان - خلال اللقاء- أهمية استمرار التعاون من أجل تحقيق السلام العادل والشامل الذى يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس حل الدولتين على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
كما قال السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، أن القمة العربية فى دورتها العادية الأخيرة اعتبرت تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، اعتداءً على الأمن القومى العربى، ويؤدى إلى انهيار فرص السلام ويفاقم الصراع فى المنطقة. وأضاف العكلوك- فى تصريح اليوم الأحد- أن الدورة الأخيرة لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى اعتبرت ايضا التهجير إعلان حرب واعتداء على الأمن القومى العربى.
وذكر السفير العكلوك بأن الدول العربية التزمت بدعم القضية الفلسطينية كقضية مركزية ومواجهة أى محاولة لتصفيتها. وأبرز السفير العكلوك أن صمود الشعب الفلسطينى وبقاءه على أرضه هو الانتصار الحقيقى فى وجه نظام الاحتلال الاستعمارى والفصل العنصرى والإبادة الجماعية، الذى تحاول إسرائيل فرضه على الشعب الفلسطينى.