في البدء كان الكلمة.. 80 دولة و1345 دار نشر تشارك في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

السبت، 18 يناير 2025 02:28 م
في البدء كان الكلمة.. 80 دولة و1345 دار نشر تشارك في الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
السعيد حامد

الثقافة تطلق مبادرة «المليون كتاب» لتعزيز الوعي الثقافي والمعرفي بين أبناء الوطن.. وهنو: أكبر حدث ثقافي ينتظره ملايين القراء
 
 
تحت شعار «اقرأ.. في البدء كان الكلمة»، ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي الدورة الـ 56 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، متحدية الصعاب التي تواجه العالم في السنوات الأخيرة، ولتعمل كمنصة للحوار الثقافي والتبادل الفكري بين الشعوب، وتعبير عن رسالة الدولة المصرية لتعزيز الهوية الثقافية وإثراء المشهد الثقافي العربي والدولي، إذ يعد المعرض كرنفالًا ثقافيًا، يجمع بين عبق التاريخ وأصالة الثقافة وتنوع الإبداع.
 
وتُقام فعاليات المعرض الثقافية في الفترة من 24 يناير حتى 5 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية، وتحل عليها سلطنة عمان ضيف شرف، وجرى اختيار اسم العالم والمفكر الكبير الدكتور أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
 
بدأ معرض القاهرة الدولي للكتاب، في عام 1969، آنذاك كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب. لهذا احتفلت دورة 2008 بالقلماوي باعتبارها شخصية العام.
 
يقام المعرض في إجازة نصف العام الدراسية في نهاية شهر يناير بمركز مصر للمعرض الدولية بالقاهرة الجديدة منذ دورة 2019، وكان يُقام في السابق بأرض المعارض بمدينة نصر، لمدة 14 يوماً ليشارك فيه ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية، ويضم أيضا العديد من الندوات الثقافية بالإضافة إلى عروض السينما والمسرح والمعارض التشكيلية والعروض الموسيقية.
 
والأسبوع الماضي، عقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، مؤتمرًا صحفيًا بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، للكشف عن تفاصيل الدورة الـ 56، بحضور عبد الله الرحبي سفير سلطنـة عمـان بالقاهرة «ضيف شرف المعرض»، وسفيرة أوليفيا نوديران، سفيرة رومانيا بالقاهرة، والسفير طارق بن علي فرج الأنصاري، سفير قطر لدى القاهرة، والسفير أحمد فريد، نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الثقافية، وفريد زهران رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ومحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، والشريك الاستراتيجي مركز مصر للمعارض الدولية، وممثلي الشركة المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات المنفذة للمنصة الرقمية الخاصة بالمعرض.
 
وقال هنو، إن هذا الحدث لا يعد مجرد معرض للكتب، بل منصة للحوار الثقافي والتبادل الفكري بين الشعوب، وهو تعبير عن رسالتنا لتعزيز الهوية الثقافية وإثراء المشهد الثقافي العربي والدولي، وأكد أن اختيار سلطنة عُمان ضيف شرف لهذه الدورة يأتي تأكيدًا لعمق العلاقات الثقافية بين بلدينا الشقيقين، وإيمانًا بدور الثقافة العُمانية العريقة في إثراء الحضارة العربية والإنسانية، لافتًا إلى أن سلطنة عُمان تحمل إرثًا ثقافيًا غنيًا ومتميزًا يعكس أصالة الماضي وتطلعات المستقبل، ونتطلع إلى أن تكون مشاركتها إضافة مميزة لهذا المحفل الثقافي.
 
وأوضح هنو أن اختيار اسم أحمد مستجير شخصية المعرض، يأتي تقديرًا لدوره في تقديم إسهامات متعددة في الحياة العلمية والأدبية، فقد استطاع أن يجمع بين دقة العلم وجمال الشعر، حتى أصبح نموذجًا للتفوق في مجالين متباينين، تاركًا بصمة واضحة في تاريخ ترجمة العلوم العربية، وكذلك اختيار الكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الطفل، باعتبارها أحد أبرز رواد أدب الطفل في العالم العربي، فهي العاشقة للأطفال والمتفانية في خدمتهم وتثقيفهم وتعليمهم بإخلاص، لأنهم مستقبل مصر، ومستقبل الأمة.
 
وأشار إلى أن شعار المعرض «اقرأ... في البدء كان الكلمة»، جاء تأكيدًا لريادة مصر الحضارية والثقافية المتصلة منذ القدم حتى يومنا هذا، وبما يرسخ مكانة معرض القاهرة الدولي للكتاب، بوصفه واحدًا من ركائز الصناعات والمشروعات الثقافية، فمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يعد أحد أبرز الفعاليات الثقافية في العالم العربي بل والعالم أجمع، حيث يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل في مشهد ثقافي غني ومتعدد الأبعاد، فمنذ انطلاقه عام 1969، أصبح المعرض رمزًا للهوية الثقافية العربية ومظلة تجمع تحتها الكتّاب والمثقفين والناشرين من مختلف أنحاء العالم، وأكد أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيزها، حيث يتيح للقراء فرصة الاطلاع على تراثهم الثقافي وأحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، ويعكس تنوع المشهد الثقافي العربي والإنساني، ويبرز الأعمال الأدبية التي تسلط الضوء على القضايا المجتمعية والإنسانية.
 
وأوضح أن المعرض يوفر بيئة مميزة للحوار الثقافي بين مختلف الثقافات، حيث يشارك في فعالياته كتاب ومثقفون ودور نشر من جميع أنحاء العالم من خلال الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، ويفتح المعرض الباب للنقاش حول قضايا الفكر والفن والأدب، مما يعزز التفاهم المتبادل بين الشعوب، ويسهم في دعم صناعة النشر من خلال توفير منصة لعرض الإصدارات الجديدة وإتاحة الفرصة لدور النشر الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى جمهور أوسع. كما يُعد مناسبة للترويج للكتاب العربي في الأسواق العالمية، مما يعزز حركة النشر والترجمة، كما يلعب المعرض دورًا مهمًا في تشجيع القراءة بين الشباب والأطفال من خلال تخصيص مساحات لأنشطة الأطفال وفعاليات موجهة للأسرة، ويسهم ذلك في خلق جيل واعٍ محب للمعرفة، مما يعزز التنمية الثقافية المستدامة في المجتمع، ومع تطور التكنولوجيا، أصبح معرض الكتاب أيضًا منصة لعرض الابتكارات الرقمية في صناعة الكتب، مثل الكتب الإلكترونية والسمعية، ويواكب المعرض التغيرات في عادات القراءة ويوفر خيارات متعددة للقراء في العصر الرقمي.
 
وأعلن وزير الثقافة، ولأول مرة في تاريخ معر ض القاهرة الدولي للكتاب، عن اختيار دولتين ضيف شرف المعرض، في دورتيه المقبلتين، حيث تم اختيار دولة «رومانيا»، ضيف شرف المعرض لدورته الـ57، لعام 2026، ودولة «قطر» ضيف شرف الدورة الـ 58 لعام 2027،  مؤكدًا أن هذا التقليد يحدث لأول مرة في المعرض. كما أعلن إطلاق مبادرة «المليون كتاب»، ضمن فعاليات المعرض لتعزيز الوعي الثقافي والمعرفي بين أبناء الوطن، حيث «تهدي الوزارة مصر مليون كتاب في شتى مجالات المعرفة ولجميع الفئات العمرية، سعيًا نحو نشر الوعي وتعزيز الثقافة الوطنية".
 
الكتب سيتم توزيعها على الوزارات والمؤسسات التي تُعنى ببناء الإنسان ونشر الوعي، ومنها: «وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة التضامن الاجتماعي»، بالإضافة إلى جامعة الأزهر، الكنيسة المصرية، ونقابة الصحفيين، وعملية تسليم الكتب ستتم خلال احتفالية ثقافية تُعقد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث سيتم توزيع كتب المرحلة الأولى بعد فرزها وتجهيز المجموعات الخاصة بكل جهة. 
 
وأكد رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، أن الناشر العربي حريص على المشاركة في المعارض العربية، خاصة معرض القاهرة الدولي للكتاب، فهو من أكبر المعارض العربية والعالمية، والدليل على ذلك عدد الدول المشاركة في هذه الدورة، حيث تشارك 80 دولة عربية وأجنبية، منها 10 دول تشارك في المعرض لأول مرة، كما تشارك 1345 دار نشر مصرية وعربية، موضحاً «إن حضور سلطنة عُمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في الدورة 56 سيتيح لجمهور المعرض التعرف على حضارة عُمان، وعلى مكونات الحياة التاريخية وأصالة شعبها وعراقة مدنها ومفردات الحياة الثقافية من كتاب ومؤلفين وفنانين وحرفها التراثية إلى جانب الحياة الاجتماعية والسياسية، وستمثل سلطنة عُمان بحضورها إضافة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتوثيقًا للعلاقات الأخوية التي تجمع بين الشعبين المصري والعُماني».
 
وأشار إلى إن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو الأكثر جماهيرية في عدد الزوَّار، فقد وصل عددهم في الدورة السابقة إلى أكثر من أربعة ملايين وسبعمائة وخمسة وثمانين ألف زائر، كما أن المعرض هو الأطول في عدد أيام فعالياته التي تبلغ ثلاثة عشر يومًا، وأيضًا إدخال اتحاد الناشرين العرب كشريكٍ في الإعداد والتنظيم من خلال تمثيله برئيسه في اللجنة الإدارية العليا لتنظيم المعرض، فهو دون سواه من المعارض العربية يحرص على وجود الاتحاد كشريك، ممثلا للناشرين العرب.
 
ويمنح معرض القاهرة الدولي للكتاب سعرًا مميزًا لأعضاء اتحاد الناشرين العرب، وهو يتفرد بذلك بين سائر المعارض العربية، كما يحتضن معرض القاهرة الدولي للكتاب اجتماعات وفعاليات اتحاد الناشرين العرب أثناء المعرض، وهناك ميـزة لهذا المعرض تتمثل في أن معظم صناع النشر في العالم العربي، من ناشرين ومؤلفين ومصممي الكتب، وأصحاب المطابع، ومستوردي مستلزمات إنتاج الكتاب، وشركات التوزيع، جميعهم يحرصون على حضور المعرض.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق