جرائم الإخوان الإرهابية لن يغفرها التاريخ: الوثائق المسربة بقضية سلسبيل تكشف أن الجماعة تتحالف مع أي جهة مسلحة عالميا لفرض "التمكين"
الخميس، 16 يناير 2025 12:45 مهانم التمساح
تعتمد جماعة الاخوان الإرهابية فكرة القتل والصدام وقتال المجتمع كجزء رئيسي من مكونات العقل الجمعى للتنظيم الارهابي، فهم يسعون للوصول إلى أغراضهم فى السيطرة على مقاليد الحكم والفكر وشتى مناحى الحياة بكل الوسائل، تحت مبدأ إما أن نصل لما نريد أو نقتلكم ، وفى البداية يبدأون بالطريقة السياسية، فإذا فشلوا فيها يكون القتال بالسلاح
ووفقا للو ثائق السرية المسربة في 1982 والتى تتحدث عمّا أسمته "حماية الدعوة بالقوة "، فإن الجماعة على استعداد للإتصال بأى جماعة أو حركة مسلحة فى أى مكان فى العالم من أجل دعمها فى فرض سيطرتها على الحكم حتى وإن اختلفت أيديولوجيا معها فى بعض النقاط ، علاوة على التقرّب للأقلّيات الإسلامية حول العالم وإحياء "فريضة الجهاد " مستغلين الأقليات المسلمة لتحقيق مصالحها .
وكشفت وثيقة التمكين التي تمت محاكمة خيرت الشاطر عنها ضمن أوراق قضية سلسبيل خلال التسعينيات؛ عن تدرُّج حسن البنا إلى اختراق المجال العام بنعومة أو بخشونة، وقضية سلسبيل هي قضية كبرى عرفتها مصر عام 1992 وسمّيت بهذا الاسم نسبة لشركة السلسبيل للمشروعات التي أسسها محمد خيرت الشاطر للعمل في مجال الحاسبات ونظم المعلومات وقد داهمتها قوات الأمن وتحفظت على كافة الأجهزة والأقراص بها وقد نسبت إليها أجهزة الأمن إعداد خطة جماعة الإخوان التي عرفت وقتها بخطة "التمكين".
وحول القصة الحقيقية لقضية سلسبيل، قال مختار نوح المحامي والقيادي السابق في جماعة الإخوان: في عهد مبارك أسس الإخوان الكثير من الشركات التجارية، بينها تلك التي أسسها القيادي الإخواني خيرت الشاطر عندما عاد من لندن منتصف الثمانينات، والتي كانت تدعى شركة سلسبيل للحاسبات ونظم المعلومات.
وأوضح أن الشركة التي كان يملكها الشاطر والقيادي الإخواني حسن مالك، ضمت أجهزة "كمبيوتر" حديثة وفق مفهوم عصرها، مشيرًا إلى أنها كانت مقرًا لاجتماع كثير من قيادات الإخوان، بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية أو هكذا ظنوا.
وأشار إلى أن هذه الاجتماعات رصدتها الأجهزة الأمنية والتي وقامت بدورها بمداهمة مقر الشركة وتفريغ أقراص التخزين في الحواسب الآلية التي كانت بالمقر، مؤكدًا أنها ضبطت مستندات بخط أيدي القيادات الإخوانية.
وقال إنه رغم تأكيدات خيرت لقادة الإخوان -في ذلك الوقت- أن كافة المعلومات التي بالحواسيب لا يمكن اختراقها ولا فك شفرتها، إلا أنها أصبحت في متناول الأجهزة الأمنية المصرية.
ثروت الخرباوي تحدث بدوره عن تلك القضية، قائلا، إنها كشفت لأول مرة توجه الجماعة للحصول على المعلومات من داخل المؤسسات الحكومية وتفريغها للوقوف على توجهات تلك المؤسسات وكيف يمكن اختراقها أو تحييدها.
وفي محاولة منها لتنفيذ ذلك المخطط، قال نوح إن شركة خيرت الشاطر وردت أجهزة حاسب آلي لبعض المؤسسات السيادية ذات الحساسية الخاصة، إلا أن الأجهزة الأمنية تحركت فوراً خوفًا من اختراق الإخوان لأي مؤسسة رسمية.
أما الاتهام بقيادة تنظيم سري وتمويل الإرهاب فيبدأ أيضا من "سلسبيل"، بحسب الخرباوي، والذي قال إن الأحراز والمضبوطات تؤكد تلقي الجماعة أموالا مشبوهة من الخارج.
وأشار إلى أن قضية التخابر المتهم فيها قيادات بالإخوان تعد نتيجة طبيعية لإيمان التنظيم بضرورة اختراق المؤسسات والحصول على المعلومات وتحليلها وتصنيفها من أجل إقامة الدولة الإخوانية، مؤكدًا أن خيرت الشاطر كان شغوفا دائما بالتجسس على الآخرين، وما تصريحه الشهير بأنه يرصد مكالمات القيادات المصرية في الفترة التي كانوا يحكمون فيها، ما هو إلا خير دليل.
وحول تأسيس الإخوان لشركات كمبيوتر ونظم معلومات بكثافة في هذه الفترة، قال الخرباوي، إن تنظيم الإخوان لم يكف عن اختراق المجتمع المصري، ولا يمل من المحاولة؛ نظرًا لأنه تنظيم وظيفي ينفذ ما يمليه عليه ممولوه في الخارج.
وأوضح أن شركات الحاسبات في مطلع التسعينات كانت أمرًا جديدًا وسوقًا غير مسبوق لا يستطيع اقتحامه إلا من يملك الأموال والأفراد، وهما شرطان تحققا لدى الإخوان في تلك الفترة، مما سمح لهم باقتحام شرائح مجتمعية مختلفة، سمحت لهم بقراءة خاصة لاتجاهات الرأي لرسم خطط استراتيجية للسيطرة على مفاصل البلد.
وأوضح أن هذه الشركات كانت الستار المناسب والطبيعي لوجود أجهزة جديدة وغريبة، لكون ذلك يبدو أمرًا طبيعيًا ولا يثير الشكوك، مشيرًا إلى أن شركات نظم والمعلومات تتيح لهم التعامل مع شبكات وشركات الإنترنت وبصورة تبدو سليمة، لكنهم يستخدمونها لأغراض غير قانونية.