التمكين والتخريب.. كيف تعمل جماعة الإخوان على تقويض النظم السياسية والأمنية؟
الأربعاء، 15 يناير 2025 11:23 صهانم التمساح
تعتبر جماعة الإخوان المسلمين من أبرز الجماعات السياسية التي أثارت جدلاً واسعًا على مر التاريخ، وقد تبنت هذه الجماعة أيديولوجيات وممارسات تمثل تهديدًا جديًا للاستقرار السياسي والاجتماعي للدول التي تنشط فيها، من خلال تصريحات الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، تكشف الصورة الحقيقية لأهداف الإخوان التي تقوم على "التمكين" والسيطرة على المؤسسات السياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية.
وكشف أبو العلا، أن جماعة الاخوان الإراهبية تبنت العديد من الأيديولوجيات والممارسات التي يمكن تصنيفها في سياق خطير على استقرار الدول التي تعمل فيها ، أبرزها أن الإخوان يؤمنون بفكر يعلي من قيمة الشريعة الإسلامية كمرجعية شاملة لجميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويروجون لفكرة أن الدولة يجب أن تكون حاملة لمفاهيم الشريعة التي يفسرونها وفقًا لمصالحهم السياسية.
وأوضح أبوالعلا أن من المفاهيم المركزية في فكر الإخوان هو "التمكين"، وهو الهدف الذي يسعون لتحقيقه عبر السيطرة على المؤسسات السياسية، الاقتصادية، والتعليمية والإعلامية، ويرون أن هذا التمكين هو الوسيلة لتحقيق خلافة إسلامية شاملة، وهو ما يؤدي إلى التآمر على النظم السياسية القائمة، معتبرين أن التغيير السياسي يجب أن يتم من خلال المشاركة في النظام القائم أو عبر استغلاله للوصول إلى السلطة، بغض النظر عن الوسائل المشروعة أو غير المشروعة، وهذا يعنى أنهم يستغلون الديمقراطية للوصول إلى الحكم ومن ثم يعملون على قلب النظام السياسي لصالح أجندتهم الخاصة.
و تحدث رئيس الحزب الناصرى عن أن مخططاتهم الإرهابية تشتمل على على عدة أمور أبرزها:
-التنظيم السري: على الرغم من أن جماعة الإخوان في العلن تروج لمفاهيم السلام والديمقراطية، إلا أن لديها شبكة من الأفراد الخلايا السرية التي تستخدمها لتنفيذ عمليات إرهابية. على مر التاريخ، استخدموا العنف كأداة للوصول إلى السلطة والتخلص من معارضيهم، مثل اغتيال السياسيين المعارضين، وتنفيذ عمليات عنف خلال فترات الاضطرابات.
- التحريض على العنف: لجماعة الإخوان سجل طويل في التحريض على العنف ضد الحكومات والنظم السياسية التي تختلف مع رؤاهم. فهم يروجون لأفكار الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة غير الإسلامية ويدعون إلى الإطاحة بها باستخدام القوة المسلحة، مثلما حدث في بعض البلدان التي شهدت ثورات دامية.
- الاستفادة من الأزمات: جماعة الإخوان تعمل على استغلال الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلدان التي ينشطون فيها، ويشجعون على الفوضى من أجل تحقيق أهدافهم الخاصة. على سبيل المثال، في فترات ما يسمى بالربيع العربي، قاموا بتحريض الجماهير ضد الحكومات، مما أدى إلى فوضى عارمة سمحت لهم بتعزيز نفوذهم.
وأوضح أبوالعلا أن الجماعة تسلك عدة مسالك لهدم أى نظام دولة منها الاختراق السياسي ،حيث تستهدف الجماعة اختراق المؤسسات السياسية عبر الانضمام إليها والتسلل إليها بهدف السيطرة عليها. ومن ثم يسعون لتحقيق أهدافهم عبر تغيير القوانين والسياسات لتناسب توجهاتهم الأيديولوجية ،وكذلك التشكيك في المؤسسات العسكرية والأمنية ،حيث يسعى الإخوان إلى إضعاف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من خلال بث الشائعات والتحريض على الفتن داخل هذه المؤسسات.
وأضاف، أن الجماعة تعمل على زرع الانقسام داخل الصفوف العسكرية والأمنية لتسهيل الإطاحة بالدولة، والسيطرة على الإعلام والتعليم معتبرين الإخوان أن الإعلام والتعليم من أهم الأدوات لتغيير الفكر الجمعي للمجتمع ،ولذلك، يسعون إلى السيطرة على المؤسسات الإعلامية والتعليمية لنشر أيديولوجياتهم، حيث يؤثرون على الشباب من خلال التعليم والتثقيف الإيديولوجي.
ويسعى الإخوان إلى إحداث أزمات اقتصادية في البلدان التي ينشطون فيها، بهدف خلق حالة من الاستياء العام وتعبئة المواطنين ضد النظام الحاكم. ويمارسون الضغط الاقتصادي سواء عبر التحكم في الأسواق أو من خلال حملات مقاطعة ضد النظام، وإن فكر جماعة الإخوان المسلمين ومخططاتها الإرهابية تمثل تهديدًا جديًا لاستقرار الدول والنظم السياسية التي يسعون للنفاذ إليها، وتعتمد استراتيجياتهم على العنف والاختراق والتلاعب بالمؤسسات لتحقيق التمكين السياسي، وهو ما يتطلب من الدول والمجتمعات توخي الحذر والتصدي لهذه المخططات بما يتناسب مع القوانين الوطنية والمواثيق الدولية.