عنف الدعم السريع يخرب ما تبقى من السودان.. تهجير 40 قرية بالكامل فى ولاية الجزيرة
الخميس، 09 يناير 2025 09:14 ص
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، تجدد القصف المدفعي، الذى استهدف حى السجانة، بوسط الخرطوم، وأسفر الهجوم عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة، في هجوم مساء الثلاثاء.
وأفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام أن جميع الإصابات نجمت عن شظايا القصف، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى بشائر، إلا أن المستشفى لم يتمكن من استيعاب جميع الحالات، مما استدعى تحويل بعضهم إلى مشافٍ مجاورة لتلقي العلاج، وأوضحت الغرفة أن جميع الضحايا هم من سكان حي مانديلا بمنطقة مايو جنوب الحزام.
فيما تمكن الجيش السودانى، السيطرة على قسم شرطة الحاج عبدالله بالجزيرة بعد السيطرة على المنطقة من قبضة ميليشيا الدعم السريع، وأعلن قائد قوات العمل الخاص بمحور ولاية سنار فتح العليم الشوبلي، بسط القوات سيطرتها على مدينة الحاج عبدالله جنوبي ولاية الجزيرة، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.
وقال الشوبلي إن القوات المسلحة كبدت الدعم السريع خسائر بشرية ومادية كبيرة، وأضاف: "تواصل قواتكم التقدم بثبات وروح معنوية عالية نحو تحقيق الأهداف التي خطط لها، وتؤكد جاهزيتها لخوض المعركة الفاصلة لاستعادة مدينة ود مدني وكل ولاية الجزيرة".
وأعلن قائد العمل الخاص بولاية سنار الشوبلي عن تدمير عدد 7 عربات قتالية للدعم السريع وعربة C8 تدميراً كاملاً وتعطيل راجمة 40 دليل، واستلام عدد من الأسلحة الخفيفة بالإضافة إلى مقتل العشرات من الدعم السريع.
فيما كشف مؤتمر الجزيرة، أن مليشيا الدعم السريع اقدمت خلال الأيام الماضية، على إفراغ أكثر من 40 قرية من القرى الواقعة شمال مدينة "الحاج عبد الله" بجنوب الجزيرة من سكانها، وقال البيان :"وجاء ذلك ضمن سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي ظلت تمارسها المليشيا في حق المواطنين، حيث شملت القتل، الجلد، التجويع، تعطيل آبار المياه، ونهب الممتلكات بما فيها أثاث المنازل، كما حرقت المراكب التي تنقل المواطنين من غرب البحر إلى شرقه".
وفى سياق متصل، حرر الجيش السوداني، الثلاثاء، ثلاثة ضباط كانوا أسرى لدى قوات الدعم السريع في منطقة الفتيحاب بمدينة أم درمان جنوبي الخرطوم، بعد معارك تعد الأعنف منذ أشهر.
وكشف العميد نبيل عبد الله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، أن الجيش السوداني، قام بتحرير ثلاثة ضباط من الجيش كانوا أسرى، في معارك الفتيحاب، وقال :"قتلنا أكثر من 20 متمرداً"، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
ودارت الثلاثاء معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة الـ(17) بالفتيحاب، واستطاع الجيش إجبار قوات الدعم السريع على التراجع من مناطق كانت تحت سيطرتهم منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وكشف شهود عيان، أن قوات الجيش وصلت من منطقة سلاح المهندسين واشتبكت لأكثر من خمس ساعات مع قوات الدعم السريع غرب صينية المنصورة، في معركة تعد الأعنف منذ بدء القتال.
وسيطر الجيش على محطة وقود "أويل إنرجي" بمنطقة الـ(17) في الفتيحاب بشارع سوق ليبيا، والتي كانت تتمركز فيها قوة من الدعم السريع.
وفى سياق آخر، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، حميدتى، وكشف بيان من الخارجية الأمريكية أن ميليشيا الدعم السريع قد ارتكبت جرائم حرب، وجرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد السودانيين.
أكد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أن ميليشيا الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وجرائم تطهير عرقي بحق المدنيين في السودان.
وقال بلينكن في بيان نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية :"واصلت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها شن هجمات ضد المدنيين، لقد قامت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بقتل الرجال والفتيان بشكل منهجي، وحتى الرضع، على أساس عرقي، واستهدفت عمدًا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي".
وتابع البيان :"لقد استهدفت نفس الميليشيات المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الهاربين من الصراع، ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة، بناءً على هذه المعلومات، خلصنا الآن إلى أن أعضاء قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان".
وقال البيان :" تلتزم الولايات المتحدة بمحاسبة المسئولين عن هذه الفظائع، نحن اليوم نفرض عقوبات على زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، لدوره في الفظائع المنهجية التي ارتكبت ضد الشعب السوداني، كما نفرض عقوبات على سبع شركات مملوكة لقوات الدعم السريع، وفرد واحد لدورهم في شراء الأسلحة لقوات الدعم السريع".
واستمر :"بالإضافة إلى ذلك، نعلن اليوم عن تصنيف حميدتي بموجب المادة 7031 (ج) لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في دارفور، وبالتحديد الاغتصاب الجماعي للمدنيين من قبل جنود قوات الدعم السريع تحت سيطرته، ونتيجة لهذا التصنيف، أصبح حميدتي وأفراد أسرته المباشرين غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة".
وكشف بلينكن في بيانه، أن الحرب السودانية، أسفرت عن أكبر كارثة إنسانية في العالم، مما أدى إلى معاناة 638 ألف سوداني من أسوأ مجاعة في تاريخ السودان الحديث، وأكثر من 30 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وعشرات الآلاف من القتلى.
واختتم البيان :"كما نواصل دعم الشعب السوداني في تحقيق تطلعاته إلى مستقبل ديمقراطي سلمي وعادل وشامل، وأعلن أن الولايات المتحدة ستقدم 30 مليون دولار لدعم مؤسسات المجتمع المدني السوداني".
ومن جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السودانية، بيانا صحفيا ثمنت فيه ما خلصت إليه الحكومة الأمريكية أن مليشيا الجنجويد وحلفاءها قد ارتكبوا جرائم إبادة جماعية في السودان ورحبت بالعقوبات التي فرضتها على قائد المليشيا، محمد حمدان دقلو.
ودعت الخارجية السودانية بقية الدول لاتخاذ خطوات مماثلة ضد قيادة المليشيا ورعاتها، وتنادي بأن يكون هناك موقف موحد وصارم من الأسرة الدولية في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية لإجبارها على وقف حربها ضد الشعب السوداني ودولته ومؤسساته الوطنية، وفقا لوكالة سونا.
وجاء في البيان :"تثمن وزارة الخارجية ما خلصت إليه الحكومة الأمريكية أن مليشيا الجنجويد وحلفاءها قد ارتكبوا جرائم إبادة جماعية في السودان، وترحب بالعقوبات التي فرضتها على قائد المليشيا، محمد حمدان دقلو، وسبع شركات تجارية تملكها الميليشيا".
وكشفت الخارجية السودانية، أن تتفق مع ما جاء في بيان وزير الخارجية الأمريكي أن محمد حمدان دقلو مسئول عن الفظائع الممنهجة ضد الشعب السوداني التي ترتكبها المليشيا بما فيها الاغتصابات الجماعية".
تابع بيان الخارجية :"كما تلاحظ أن بيان وزارة الخزانة الأمريكية أكد أن المليشيا تستخدم حرمان المدنيين من الإغاثة سلاحا للحرب ضد الشعب السوداني، وأنها تنتهك بشكل منهجي القانون الدولي الإنساني، و إعلان جدة الموقع في مايو 2023".
واختتم بيان خارجية السودان :"تدعو وزارة الخارجية بقية الدول لاتخاذ خطوات مماثلة ضد قيادة المليشيا ورعاتها، وتنادي بأن يكون هناك موقف موحد وصارم من الأسرة الدولية في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية لإجبارها على وقف حربها ضد الشعب السوداني ودولته ومؤسساته الوطنية".
وفى سياق آخر، كشفت وزارة الصحة السودانية، عن تسجيل 21 إصابة جديدة بالكوليرا، و15 إصابة بحمى الضنك، جون تسجيل حالات وفاة، كما أكدت الوزارة وجود أكثر من 46 ألف أسرة نازحة جراء الحرب، موزعة على 66 معسكرًا في ثلاث ولايات.
ووفقًا لتقرير الوضع الوبائي، ارتفع العدد التراكمي لإصابات الكوليرا إلى 50,679 إصابة في 82 محلية موزعة على 11 ولاية، مع تسجيل 1,350 حالة وفاة، وفيما يخص حمى الضنك، بلغ العدد التراكمي للإصابات 9,402 إصابة في تسع ولايات، منها 16 حالة وفاة، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
وأشار التقرير الوبائي، إلى انخفاض الدخول لمراكز العزل في الولايات المتأثرة بالكوليرا، مع استمرار التدخلات على المستوى الاتحادي رغم التحديات القائمة، وفي ولاية النيل الأبيض، أُبلغ عن تدخلات من وزارة الصحة الاتحادية وبعض المنظمات لتخفيف آثار الفيضان، مع الحاجة الماسة لتوفير الخيام للإيواء.
أما بالنسبة للنازحين، أوضح التقرير أن هناك 46,282 أسرة موزعة على 66 معسكرًا في ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل.