79 عاما على مولد «الإمام».. أبرز المحطات في حياة شيخ الأزهر أحمد الطيب
الإثنين، 06 يناير 2025 03:16 ممنال القاضي
يعد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من أبرز وأهم الشخصيات الدينيه فى العالم العربي والإسلامي، ومن أهم القضايا التي يبناها الطيب نشر وسطية الإسلام ونصرة القضية الفلسطنيه ويدعوا لنشر العدل والتسامح وقبول الآخر.
ولد الإمام أحمد الطيب في 3 صفر 1365هـ الموافق 6 يناير 1946م، في قرية القرنة بمحافظة الأقصر، لأسرة عريقة تعود جذورها إلى النبي ﷺ. نشأ في بيت علم وصلاح، وحفظ القرآن الكريم في صغره، قبل أن يلتحق بالمعاهد الأزهرية ثم كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث تفوق في دراسته وتخصص في العقيدة والفلسفة.
حصل الإمام على درجة الماجستير في 1971م، ثم الدكتوراه في 1977م. وأمضى فترة علمية في جامعة باريس، مما جعله يجيد الفرنسية بطلاقة. تدرج في المناصب الأكاديمية، من أستاذ للعقيدة والفلسفة إلى عميد لكليات الدراسات الإسلامية في قنا وأسوان، حتى شغل منصب رئيس جامعة الأزهر في 2003م. وفي 2010م، تولى منصب شيخ الأزهر، ليبدأ مرحلة جديدة من الإصلاح والتجديد.
الإمام الطيب والأزهر عالميًا
منذ توليه مشيخة الأزهر، عزز الإمام الطيب من مكانة الأزهر عالميًا، محولًا إياه إلى منارة علمية وثقافية تخدم أكثر من 110 دول. أسس «مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين» لخدمة آلاف الطلاب الأجانب، وأطلق مبادرات لإنشاء معاهد أزهرية في إفريقيا. كما ترأس مؤتمرات دولية كبرى ناقشت قضايا السلم والعدالة، مثل مؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس»، و«مؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي».
جهوده في مكافحة التطرف والإسلاموفوبيا
كان للإمام الطيب دور ريادي في مواجهة التطرف الديني والإسلاموفوبيا، عبر مبادرات عدة، منها تأسيس «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» بـ12 لغة، و«مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية»، و«مركز الحوار بين الأديان»، الذي يعزز التعايش بين أتباع الديانات المختلفة. كما قاد «قوافل السلام الدولية» بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، لنشر ثقافة التسامح.
إنجازات دولية بارزة
بالتعاون مع بابا الفاتيكان، وقع الإمام الطيب «وثيقة الأخوة الإنسانية» في 2019م، التي تعتبر من أبرز الوثائق الداعية إلى التعايش والسلام بين الأديان. كما قاد أكثر من 34 جولة دولية شملت 21 دولة، والتقى بزعماء وقادة عالميين، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتوضيح رسالة الإسلام الوسطي.
إرث فكري وعلمي
الإمام الطيب صاحب إرث علمي كبير، شمل مؤلفات في العقيدة والفلسفة مثل «مقومات الإسلام» و«مدخل لدراسة المنطق القديم». وله أيضًا ترجمات بارزة من الفرنسية، مثل «مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها»، إلى جانب أبحاث منشورة في مجلات علمية، تناولت قضايا الفكر الإسلامي والجدل الفلسفي.
الطيب يدعوا التسامح
الإمام الطيب يمثل رمزًا للوسطية والتسامح، حيث يؤمن بأهمية الحوار بين الأديان والتعايش المشترك. بجهوده، أصبح الأزهر الشريف من أبرز ركائز القوة الناعمة لمصر، وداعمًا للسلام والعدالة على المستوى الدولي. في ذكرى ميلاده، نستذكر مسيرة الإمام الطيب الحافلة بالعطاء، والتي جعلت منه قدوة ومجددًا يُحتذى به في العالم الإسلامي وخارجه.
مناصرة قضايا فلسطين والقدس
إن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لم يتخل يومًا عن نصـرة القضية الفلسطينية، وإيصال صوتها إلى المحافل الدولية؛ إيمانًا من فضيلته بعدالتها ووجوب نـصرتها، وله في ذلك المواقف المشهودة؛ ففي أغسطس من العام (2010م)، رفض فضيلته زيارة القدس تحت سلطة الكيان الصهيوني، وصرح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بأن زيارة المسلمين والعرب للقدس في الوقت الراهن لا تحقق أي مصلحة.
وفي فبراير من العام (2013م)، استثمر فضيلة الإمام الأكبر انعقاد القمة الإسلامية، وطالب قادتها المجتمعين باتخاذ موقف إيجابي وموحد تجاه القضية الفلسطينية. وفي يونيو من العام (2015م)، دعا فضيلة الإمام الأكبر دول العالم المحبة للسلام إلى دعم الحلول العادلة للقضية الفلسطينية، وذلك على خلفية لقاء فضيلته بالدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني.
وقد قال فضيلته كلمته التاريخية: «كيف لي أن أجلسَ مع مَن منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون»، يوم الثامن مِن ديسمبر (2017م)، في بيانٍ رسميٍّ رفض فيه استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، في مشيخة الأزهر الشريف، وذلك على خلفية قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس وادعائها أن القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني، وأعلن الإمام رفضَه القاطع لهذا القرار ووصفه بـ «الخطوة المتهورة الباطلة شرعًا وقانونًا»، والتي تمثل تزييفًا غيرَ مقبول للتاريخ، وعبثًا بمستقبل الشعوب.
ودعا فضيلة الإمام الأكبر هيئةَ كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لاجتماع طارئ لبحث تبعات هذا الأمر. كما دعا لعقد مؤتمر عالمي لنصرة القدس، حيث حظي المؤتمر الذي عقد في منتصف يناير (2018م)، بمشاركة عالمية مشهودة، وشدد البيان الختامي للمؤتمر على أنَّ «القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، التي يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها»، كما تبنى المؤتمر دعوة الإمام الأكبر لجعل عام 2018 «عامًا للقدس».
وفي الوقت ذاته وجه فضيلة الإمام الأكبر بأن تخصص خطبة الجمعة على منبر الجامع الأزهر للدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات في مدينة القدس.
الأزهر والكنيسة
عودة الحوار من الفاتيكان ببعد انقطاع دام عشرة سنوات، واستقبل ابلبا فرانسيس الثانى بالازهر ودعى للتعايش السبيمى وقبول الآخر.
المناصبُ والمهام القيادية
تولى الإمام الطيب شيخُ الأزهرِ الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، العديد من المناصب والمهام القیادیة خلال مسیرته العلمیة والدعوية، فساهم من خلالها في نصرة القضايا الإنسانية العادلة، وإرساء السلام، واستعادة المكانة العالمية والريادة التاريخية التي يحظى بها الأزهر منذ أكثر من ألف عام، ومن أبرز المناصب والمهام القیادیة التي تولاها الإمام الأكبر:
يرأس فضيلته مجلس حكماء المسلمين منذ تأسيسه في 21 رمضان 1435هـ، الموافق19 يوليو 2014، حتى يومنا هذا. يرأس فضيلة الإمام الأكبر بيت الزكاة والصدقات المصري الذي تم إنشاؤه عام 2014، ويشرف بنفسه على جهات الإنفاق لصالح الفقراء والمحتاجين.
تولى فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب منصب شيخ الأزهر، في 3 ربيع الثاني 1431هـ، الموافق 19 مارس 2010م، حتى الآن، خلفًا للإمام الراحل أ.د محمد سيد طنطاوي. وهو الإمام الخمسون للجامع الأزهر، وبحكم منصبه شيخًا للأزهر،
يرأس الإمام الطيب: هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للأزهر يرأس فضيلته المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وقد تم إنشاؤها عام 1428هـ، الموافق 2007م، خلال توليه منصب رئيس جامعة الأزهر، ويترأس فضيلته المؤتمرات الدولية التي تعقدها.
تولى فضيلته منصب رئيس جامعة الأزهر منذ غرة شعبان عام 1424هـ، الموافق 28 من سبتمبر عام 2003م، حتى الرابع من شهر ربيع الثاني عام 1431هـ، الموافق 19 مارس عام2010. اختير الدكتور أحمد الطيب مفتيًا للديار المصرية، في يوم الأحد 26 ذي الحجة 1422هـ، الموافق 10 مارس 2002م، وحتى غرة شعبان 1424هـ، الموافق 27 سبتمبر 2003م، وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء حوالي (2835) فتوى مسجلةً بسجلات دار الإفتاء المصرية.
عين عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، في العام الدراسي 1999/ 2000م انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، اعتبارًا من 22 جمادى الآخرة 1416هـ، الموافق 15 نوفمبر 1995م. انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، اعتبارًا من 8 ربيعٍ الآخر 1411هـ، الموافق 27 أكتوبر 1990م، حتى 21 صفرٍ 1421هـ، الموافق 31 أغسطس 1991م.