مرصد الأزهر: تهنئة المسيحيين بأعيادهم أصبحت رمزًا للبر وحسن الجوار
السبت، 04 يناير 2025 09:49 م
أكدت الدكتورة لمياء محمد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الفتاوى الإسلامية قد تطورت على مر العصور وتكيفت مع الواقع الاجتماعي والتاريخي، مشيرة إلى أن الفتاوى القديمة التي كانت ترفض تهنئة غير المسلمين بمناسباتهم الدينية كانت مرتبطة بفترات تاريخية شهدت صراعات دينية وتوترات بين الطوائف.
وأضافت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين اليوم تقوم على أساس التفاهم والتعايش السلمي.
وقالت: "الفتاوى في العصر الحديث شهدت تحولات مهمة، خصوصًا في مسألة تهنئة المسيحيين بأعيادهم، والإسلام دعا دائمًا إلى التعايش السلمي، كما قال الله تعالى: 'وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا'، ويدعو الإسلام أيضًا إلى البر والإحسان مع غير المسلمين، كما في قوله تعالى: 'لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم'".
وأشارت إلى أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم أصبحت اليوم رمزًا للبر وحسن الجوار بين أبناء الوطن الواحد، موضحة أن على المسلمين أن يدعموا الفتاوى الصادرة عن المؤسسات الإسلامية الكبرى مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، التي أكدت جواز تهنئة المسيحيين في أعيادهم في إطار مفهوم المواطنة والتعايش.
وفيما يتعلق بخطاب الكراهية والتطرف، قالت: "التنظيمات المتطرفة تسعى إلى إثارة الفتن ونشر الكراهية بين الناس، متجاهلة تمامًا تعاليم الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى الرحمة والسلام، والتصدي لهذا الخطاب يتطلب توضيح رسالة الإسلام السمحاء التي تؤكد على العدل والإحسان والمساواة بين جميع البشر".
وأضافت: "تهنئة المسيحيين بأعيادهم مباحة شرعًا وتعبر عن احترام متبادل وتماسك مجتمعي، ولا تتعارض مع العقيدة الإسلامية طالما كانت بعيدة عن أي ممارسات مخالفة للشريعة، ومن هنا، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية تعزيز قيم التعايش والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، ونحن في المرصد نتقدم بخالص التهاني للأخوة المسيحيين في جميع أنحاء العالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد، متمنين عامًا جديدًا مليئًا بالسلام والتفاهم بين جميع الشعوب".