مستقبل الأحزاب في مصر يعتمد على التعددية في 2025.. والحوار والتحالفات تعمل لصالح الوطن والمواطن
الخميس، 02 يناير 2025 01:32 م
>> عاصم الجزار: مستعدون للعمل مع كافة التيارات السياسية والفكرية الوطنية
>> رئيس حزب الوعي: نستهدف خلق ملاذ آمن للرأي الحر.. وسنركز على الدوائر الفردية بالانتخابات المقبلة
>> أستاذ علوم سياسية: الأحزاب الجديدة فرصة لتعزيز الديمقراطية وتطوير الحياة السياسية
شهدت الساحة السياسية حالة من الزخم خلال الفترة الماضية، خاصة مع دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإجراء حوار وطني بمشاركة كافة الأحزاب والقوى السياسية، ثم جاءت الانتخابات الرئاسية 2024 لتعزز هذا الزخم، حيث تمكنت الأحزاب من أن تخطو بقوة في سبيل تعزيز الديمقراطية والاستفادة من الفرص المتاحة من أجل تعزيز التعددية السياسية والحزبية التي نصت عليها المادة 5 من الدستور المصري، حيث نصت على أن يقوم النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمي للسلطة"، ومن ثم باتت الأحزاب هي الطريق الأمثل للمشاركة السياسية الفاعلة.
الأمر الذي يُفسر اتجاه الكثيرون نحو تأسيس أحزاب جديدة من شأنها تقديم المزيد من الإثراء للحياة السياسية، فقد شهدت الفترة الماضية خروج عدد من الأحزاب إلى النور، الأمر الذي يُشكل قوة لزيادة حجم المنافسة بين الأحزاب خلال الفترة القادمة، والتسابق من أجل تعزيز جسور التواصل والثقة مع الشارع المصري، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، وإعلان هذه الأحزاب خوص الانتخابات سواء بشكل منفرد أو من خلال تحالفات انتخابية تضم عدد من الأحزاب.
حزب الوعي يتبنى مفهوم التنوير .. ويتعهد بتحرير الفكرة الليبرالية من اللغط المحيط بها
فقد شهدت الأسابيع الأخيرة، عودة حزب الوعي إلى بثوب جديد، وبتشكيل يترأسه الدكتور باسل عادل ، حيث أكد الحزب أن حالة الوعى ترتبط بحالة الحوار، كما تعهد الحزب في بيانه الأول بالعمل على تحرير الفكرة الليبرالية من اللغط والعبث الذى ألحقته بها عقود من العمل السياسي المشوه لمفهوم الليبرالية وحقيقتها التي تحترم الإنسان وإبداعه.
حزب الوعي يتعهد بالعمل على إيجاد مساحات مشتركة
كما تعهد حزب الوعى بالعمل على إيجاد مساحات مشتركة – كبرت أم صغرت - لحركة وفعل المصريين المتمسكين بالمبادئ والقيم الديمقراطية الليبرالية الحقيقية، وذلك من خلال مجموعة من المبادئ من بينها اتباع نهج الاتزان وعدم التقليد وتبنى مفهوم التنوير في الخطاب العربي الحديث والمعاصر الذى يشتمل على الوعى والنهضة والتقدم والتحديث والرقى والتمدن والتجديد والإبداع بل والعمل على استكمال حركة التنوير والتحديث المصرية التي بدأت في عهد قادة التنوير في العصر الحديث مثل رفاعه الطهطاوي ومحمد عبده والكواكبي والأفغاني وطه حسين وسعد باشا زغلول ومكرم عبيد باشا وغيرهم.
رئيس حزب الوعي: نستهدف خلق ملاذ آمن للرأي الحر
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، أن الحزب حريص على ألا يكون من المعارضة أصحاب الشعارات الرنانة على حساب البلد واستقرارها، قائلا:" مصر لا تحتمل والمنطقة كلها على أعواد كبريت، لذلك نسعى لخلق حزب يكون ملاذا آمنا للرأي الحر ويحظى بثقة كل أطراف العملية السياسية بما يمكن الشباب من المشاركة والتعبير أكثر دون تخوف، ونستهدف أن نكون حزب شباب بشكل رئيسي وخلق مسارات اتصال عميقة مع الدولة فى طرح البدائل المناسبة لمعالجة قضايا الوطن.
وعن رؤيته للانتخابات البرلمانية المقبلة، يقول "عادل"، إن الحزب سيركز على الدوائر الفردية من خلال استهداف مرشحا فرديا فى كل دائرة، على أن يتم الدخول في تحالفات انتخابية من أجل القائمة الانتخابية لضمان تمثيل كل ألوان الطيف السياسي، داعيا لتشكيل قائمة تحت شعار «سند مصر»، مشددا على أهمية التعددية الحزبية في تعزيز التواصل بين السلطة التنفيذية والمواطنين.
حزب الجبهة الوطنية.. هيئة تأسيسية تجمع أطياف المجتمع المصري
لم يكن حزب الوعي هو الحزب الوحيد الذي خرج للنور خلال الفترة الماضية فقد لحق به، حزب الجبهة الوطنية الذي جسدت هيئته التأسيسية التنوع الذي يتميز به المجتمع المصري، حيث ضم وزراء سابقين وإعلاميين وفنانين وكُتاب ورجال أعمال وبرلمانيين، بالإضافة إلى ممثلين للمرأة والشباب وذوى الإعاقة، الأمر الذي بات مصدر جذب لمئات الآلاف من المصريين الذي يجدون في هذا الكيان فرصة جديدة للمشاركة الشعبية الفاعلة والصادقة والالتزام الجاد بالإصلاح، في ظل تغييرات سياسية تساهم في دعم الديمقراطية وتعزيز ثقافة الحوار لتحقيق التكامل بين مختلف أطياف المجتمع.
الجبهة الوطنية يتبنى رؤية شاملة تدعم التعددية واختلاف الرؤي
ويقدم حزب الجبهة الوطنية رؤية شاملة قائمة على التعددية واحترام اختلاف الرؤى والأفكار، حزب يضم تحت مظلته نخبة وطنية صادقة تنشد مسارا ديمقراطيا شفافا يحقق أحلام وطموحات جموع المصريين فى وطن عزيز وكريم، ويسعى من أجل توفير مقومات الحياة الكريمة التي تليق بكل مصرية ومصرية من أبناء هذا الوطن، وهو الهدف الذي يتسق مع مختلف السياسات والرؤي التي تتبناها الدولة المصرية.
وفي خطوة مهمة من أجل تعظيم قيمة العمل الحزبي، أكد حزب الجبهة الوطنية استعداده الكامل للتعاون مع كافة التيارات السياسية والفكرية الوطنية، واقتحام المشاكلات والأزمات التي قد ينصرف عنها الكثيرون، من أجل إيجاد حلول حقيقية تستند لواقعية الطرح وصدق الوعود، مؤكدا أنه لا مكان داخل الحزب للمسارات الفكرية الجامدة.
الجبهة الوطنية: نسعى لخلق تحالف سياسي وطني دون ارتباط ذلك بتحقيق الأغلبية البرلمانية
وبالنظر إلى تشكيل الهيئة التأسيسية للحزب ورؤيته العامة، يبدو أن حزب الجبهة الوطنية سيكون نموذجا للنهج المتوازن الذي بات أهم ما يميز الجمهورية الجديدة، وذلك من خلال البحث عن أرضية مشتركة مع كافة الأطياف من أجل خلق تحالف سياسي وطني بمشاركة الأحزاب القائمة، من أجل تحقيق المصلحة العليا للبلاد فى ظل ظروف إقليمية غاية في التعقيد، دون ارتباط ذلك بتحقيق الأغلبية البرلمانية من عدمه.
الجبهة الوطنية يقود التحول السياسي بالجمهورية الجديدة
لذلك يسعى الحزب إلى أن يكون ركيزة من ركائز الجمهورية الجديدة، من أجل دعم التحول السياسي، ودعم قيم العدالة الاجتماعية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، فضلا عن إعداد كوادر تنفيذية وسياسية ونيابية تجمع بين الكفاءة المهنية والفنية والقدرة على الانخراط في المجتمع والمشاركة الشعبية.
عاصم الجزار: مستعدون للعمل مع كافة التيارات السياسية والفكرية الوطنية
وفي هذا السياق يقول الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان السابق، إن حزب الجبهة الوطنية سيسعى لرفع مستوى المعادلة من أجل مصلحة الوطن، مؤكدًا أنهم مستعدون للعمل مع كافة التيارات السياسية والفكرية الوطنية لتحمل المسؤولية والتضحية، والبحث عن حلول واقعية ومستدامة، مشيرا إلى أن الحزب ينطلق من الإيمان بأن هذه المصلحة لا تحتمل المساومة، كما تأسس الحزب على نهج متوازن يهدف إلى إيجاد أرضية مشتركة مع جميع الأطياف السياسية، ويسعى لأن يكون صوت العقل والحكمة، و تشكيل أكبر تحالف سياسي وطني.
ويؤكد "الجزار"، أن حزب الجبهة الوطنية يهدف إلى لم الشمل، ويعتمد على التعاون مع الأحزاب القائمة لتحقيق المصلحة العليا للوطن، كما يسعى لأن يكون منبرًا للأفكار البناءة والمبادرات الإيجابية، ويطمح إلى أن يرتفع صوت كل مصري في كل أرجاء الوطن، لافتا إلى أن الحزب وضع نصب عينيه المساهمة في بناء الجمهورية الجديدة التي تقوم على العدالة الاجتماعية، سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، مع إعطاء الأولوية لاحتياجات الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة، كما يسعى ليكون بيت خبرة حقيقيًا للمخلصين للوطن وإعداد كوادر تنفيذية وسياسية ذات كفاءة مهنية وفنية.
ويوضح "الجزار" أن الحزب يسعى لإيجاد مسارات حزبية جديدة، حيث يتعلم من الأخطاء السابقة ويستفيد من التجارب دون استنساخها، و يهدف إلى إعلاء شأن الوطن في مواجهة التحديات، لتحقيق تطلعات المواطن المصري وضمان مستقبله الكريم، مشددا على أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو ستظل نبراسًا يلهبهم القيم الوطنية والإرادة، كما أكد على دور الجيش المصري كحارس أمين للمصريين وضامن لوحدة الوطن واستقراره، مضيفًا أن الحزب سيواصل التقدم نحو التنمية والبناء، مستندًا إلى دعم الجيش المصري الذي هو درع الوطن وسيفه.
سليمان وهدان: الجبهة الوطنية سيلعب دورا مهما في إثراء الحياة السياسية
وفى ذات السياق، يؤكد النائب سليمان وهدان، عضو اللجنة التأسيسية للجبهة الوطنية، أن الحزب سيكون رقم مؤثر في المعادلة السياسية خلال الفترة المقبلة، وسيلعب دورا مهما في إثراء الحياة السياسية، مشيرا إلى أن التحديات الإقليمية التي تواجه الدولة المصرية تتطلب توحيد الجبهة الداخلية من خلال تبني قضايا الطبقة المتوسطة إلى جانب استكمال بناء الحياة السياسية بما يتسق مع توجهات الجمهورية الجديدة.
ويضيف "وهدان"، أن الحزب سيعمل على توسيع انتشاره بشكل فاعل خلال الفترة المقبلة، والتفاعل مع قضايا السباب ومشاكلهم، فضلا عن الاهتمام بقضايا الفلاحين والعمال والمثقفين، مؤكدا أن الحزب سيكون مرآة المجتمع المصري وسيتبنى كافة القضايا التي تهم المواطن المصري بشكل فاعل ومؤثر."وهدان": نراهن على صدق مبادئ الحزب في الانحياز للمواطن
وفيما يتعلق بتوقيت إعلان الحزب، يؤكد عضو الهيئة التأسيسية لحزب الجبهة الوطنية، أن التوقيت يُشكل تحدى ومغامرة كبيرة لكن الرهان هو صدق مبادئ الحزب في الانحياز للمواطن ، قائلا:" سنكون صادقين لا نبيع الأوهام ولا نزايد على هموم الشعب المصري فسيكون هناك شفافية وصدق مع الشعب وشجاعة فى مواجهة المواطن المصرى."
أستاذ علوم سياسية: الأحزاب الجديدة فرصة لتعزيز الديمقراطية وتطوير الحياة السياسية
وعلى جانب آخر قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن ميلاد عدد من الأحزاب الجديدة مع بداية عام 2025 يعكس حيوية المشهد السياسي في مصر ويؤكد على اتساع مساحة العمل الديمقراطي وهذه الظاهرة هي مؤشر إيجابي على استجابة المجتمع المصري للتحديات السياسية والاجتماعية، وسعيه نحو تمثيل أكثر تنوعا للأفكار والاتجاهات داخل الساحة السياسية.
وأشار إلى أننا مقبلون علي منافسة كبيرة في الانتخابات القادمة، سواء البرلمانية أو المحلية، ووجود أحزاب جديدة يوفر فرصة أمام الناخبين لاختيار ممثلين يعبرون عن طموحاتهم وتطلعاتهم بشكل أوسع مشيرا إلى أن هذه الأحزاب الجديدة قد تكون عاملا محفزا للأحزاب القائمة، مما يدفعها لتطوير برامجها وتعزيز تواجدها في الشارع المصري.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن تأثير هذه الأحزاب الجديدة على الحياة السياسية يعتمد بشكل كبير على قدرتها على تقديم رؤى واضحة وبرامج انتخابية واقعية تلبي احتياجات المواطنين لافتا إلى أهمية العمل الميداني والانخراط في القضايا المجتمعية كشرط أساسي لتحقيق التأثير الحقيقي.
وفيما يتعلق بالانتخابات القادمة، أشار الدكتور رضا إلى أن زيادة عدد الأحزاب يمكن أن تساهم في تعزيز التعددية السياسية، لكنها قد تشكل تحديا في إدارة التوافقات والتحالفات، خاصة في ظل وجود نظام انتخابي يتطلب تنسيقا واسعا بين القوى السياسية المختلفة و يجب أن تكون الأحزاب واعية بأهمية بناء كوادر قادرة على المنافسة، وأن تعتمد على كوادر شبابية تدرك أهمية التواصل مع الأجيال الجديدة.
وأكد فرحات على أن ميلاد أحزاب جديدة يثري التجربة الديمقراطية في مصر، لكنه يتطلب أيضا مسؤولية مشتركة من جميع الأطراف لضمان أن تكون هذه الأحزاب إضافة حقيقية وليست مجرد تكرار لأطروحات تقليدية مشددا على أن التحدي الأكبر يكمن في قدرة هذه الأحزاب على تقديم حلول مبتكرة للقضايا الملحة مثل التعليم والصحة والاقتصاد، ما يجعلها شريكا فعالا في تحقيق التنمية السياسية والاجتماعية.