حصاد 2024.. كيف نجا المصريون من فخ الشائعات؟

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024 10:43 ص
حصاد 2024.. كيف نجا المصريون من فخ الشائعات؟
هانم التمساح

للشائعات آثار نفسية وحسية بالغة فبمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة في  حال عدم القدرة على مجابهتها والتصدى لها ، وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهة ما تُزيد  اشعال نار الشائعة طلباً لمُبتغياتها، و على الرغم من أن الحروب وأعمال الشغب والكوارث والأوبئة كلها مدمرة في حد ذاتها، فإن دمارها يشتد إذا أضيفت إليها الشائعات ،وإن كنا لا نستطيع أن ندعي أن الشائعة هي السبب الوحيد أوالأصلي للشغب، إلا أن الشائعات تلعب دوراً مسانداً هاماً فيها..لذا لانبالغ إذا قلنا أن المصريون نجو بحق من فخ شائعات كثيرة فى عام 2024 ،حاولت جماعة الاخوان بثها كسموم فى جسد الوطن.
 
ولعل اخطر تلك الشائعات شائعة مرور سفينة اسرائيلية محملة بالأسلحة عبر قناة السويس وهو مانفته الحكومة المصرية فى بايان رسمى ،ثم جاءت شائعات  موعد بدء العام الدراسى ، وتضارب المواعيد المحددة له ،ثم انتشار فيديو حول اعتبار يوم الاحد من كل اسبوع اجازة للموظفين على ان يتم العمل من المنزل أون لاين ،هذا علاوة على شائعات متعلقة بالأسعار والاوضاع الاقتصادية ،كما انتشرت شائعات حول حضور طلاب المدارس 3 أيام فى الأسبوع فقط وتبين كذب هذه الشائعة ،علاوة على الترويج لحوادث خطف أطفال وبنات تبين فيما بعد كذب مروجيها وتم القاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة العادلة بسبب إثارة الزعر والهلع بين أفراد المجتمع.
 
و يبدو أن قطاع التعليم حظى بنصيب الأسد من الشائعات ،فقد  نفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني  شائعات تتعلق ب"تسريب مؤشرات النجاح بجميع المواد" قبل إعلان نتيجة الثانوية العامة 2024 ، وانتشرت أنباء بشأن إصدار قرار بوقف الامتحانات في ببعض المدارس على مستوى الجمهورية لفترة مؤقتة، نتيجة تفشي مرض الجديري المائي بين الطلاب، وقد تواصل إعلام الوزراء بالتواصل مع وزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والتعليم، التي نفت تلك الأنباء، مؤكدة أنه لا صحة لوقف الامتحانات أو تفشي المرض بين طلاب المدارس.
 
 وتداولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي، منشوراً منسوباً لوزارة الصحة يحذر المواطنين من ظهور متحور جديد لفيروس كورونا مميت وشديد الخطورة ويصعب اكتشاف أعراضه، و نفت وزارة الصحة،   تلك الأنباء، مُؤكدةً أنه لا صحة لهذا الأمر، وأن المنشور المتداول مزيف وغير صادر عن الوزارة، مُشددةً على أن الوضع الوبائي للفيروس في مصر آمن ومستقر، ولم يتم رصد أية متحورات جديدة.
 
 كما تداولت بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي أنباءً بشأن اعتزام وزارة الأوقاف تقييد صلاة التراويح بوقت محدد خلال شهر رمضان فى الربع الاول من العام المنصرم ،  ونفت  وزارة الأوقاف،   تلك الأنباء، وأنه لم يجر اتخاذ أي إجراءات أو إصدار أي توجيهات بهذا الشأن، موضحةً أنه سيجري تنظيم صلاة التراويح والتهجد وفقًا لكل مديرية أوقاف حسب ظروف وطبيعة كل مسجد، مع تأكيد أهمية التخفيف على المصلين، بحيث لا تخلو أي منطقة من بعض المساجد التي تخفف عليهم في الصلاة مراعاة لأصحاب الأعذار وكبار السن، مشيرةً إلى تحديد مساجد التهجد والاعتكاف بمعرفة كل مديرية، وبما يوفر الجو الروحاني والإيماني المناسب خلال الشهر الكريم.
 
وفي ظل التطور السريع للتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة، أصبح تدفق المعلومات وانتشارها يحدث بوتيرة لم يسبق لها مثيل، ومع هذا التدفق الهائل للمعلومات، تزداد فرص انتشار الشائعات، التي قد تبدو في بعض الأحيان مجرد أخبار عابرة، لكنها تحمل في طياتها تأثيرات سلبية عميقة على الأفراد والمجتمع بأسره.
 
وتتسبب الشائعات في زعزعة الثقة بين الأفراد وبين المؤسسات، وتؤدي إلى خلق جو من التوتر والقلق، وقد تساهم أيضًا في نشر الخوف والارتباك، مما قد يؤثر على سير الحياة اليومية، ويؤدي إلى تدهور الاقتصاد إذا تعلقت الشائعات بالقطاع الاقتصادي، مثل الإشاعات التي تتعلق بانهيار الأسواق أو تغير الأسعار.
 
 ولم تقف الدولة مكتوفة الأيدي وتصدت لأخطر أدوات التضليل، فمواجهة الحروب النفسية وحملات التضليل على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت من أهم أولويات الدولة لحماية المجتمع واستقرارها الداخلي، خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل في التكنولوجيا وسهولة نشر المعلومات الصحيحة منها والمضللة، فتجري الرصد الفوري لكل ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما حدث من خلال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء.
 
 
و ترى  النائب أمل سلامة عضو مجلس النواب أن الشائعات تنتشر سريعا عبر وسائل التواصل الاجتماعى ، لخدمة أهداف خارجي و تعتبر من أخطر الأدوات التى تهدد أمن واستقرار الدول، ولها الكثير من النتائج الهدامة، حيث إن هناك شائعات تؤدي إلى انعدام الثقة بين الأفراد والمجموعات داخل الدولة، وشائعات تؤثر على الاقتصاد والاستثمار، وذلك بخلاف إثارة الفوضى وبث الرعب فى نفوس المواطنين.
   
وحذرت عضو مجلس النواب، من  إن الإقليم حاليا يمر بتوترات لم يشهدها من قبل، لذلك لابد من توخى الحذر فى نشر وتداول المعلومات فى كافة الوسائل والتحقق من المعلومة المنتشرة وهدفها.
 
 وكان  الكاتب الصحفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أصدر توجيهاتة الثلاثاء الماضي، ببدء حملة شاملة للتوعية الجماهيرية من مخاطر الشائعات التي تستهدف الإضرار بالدولة واستقرارها ومنجزاتها، والمساس بوحدة الشعب وتماسكه وثقته في مؤسساته الوطنية.
 
وكلف ضياء رشوان قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة بأن تشمل أنشطة حملة التوعية كل محافظات الجمهورية عبر مراكز الاعلام الداخلى وكذلك المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الإجتماعى، وأن تتوجه بخطاب وطنى واع الى كل فئات المجتمع في المجتمعات المحلية في كل المدن والقرى.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة