السودان سقط في بئر الحرب.. 600 يوم من الدمار والنزوح

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024 10:37 ص
السودان سقط في بئر الحرب.. 600 يوم من الدمار والنزوح
إيمان محجوب

دخلت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان  يومها 600 مخلفة  ورائها آلاف القتلى، إلى جانب خسائر اقتصادية قدرت بمئات المليارات من الدولارات، ودمارا هائلا في البنية التحتية، ومع طول فترة الحرب وتمددها في 14 ولاية من ولايات اللسودان الـ18، بما في ذلك ولايات دارفور والخرطوم والجزيرة التي يعيش فيها نصف سكان البلاد المقدر تعدادهم بنحو 48 مليون نسمة، تزايدت الخسائر البشرية بشكل كبير.
 
وفى إطار محاولات الجيش لبسط سيطرته على المناطق التى تقع تحت يد الدعم السريع، هاجم الجيش السودانى، مدعوما بحلفاءه وغطاء جوى، عملية عسكرية مباغتة نهاية سبتمبر الماضى، لاستعادة العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، وامتدت التحركات لتشمل عدة ولايات أخرى، استطاع الجيش خلالها تحقيق مكاسب وفرض سيطرته على عدة مناطق استراتيجية.
 
ومن جهتها قالت القوة المشتركة للجيش السوداني فى بيان، إنها تمكنت مع القوات المسلحة من تدمير 3 وحدات تحركة لقوات الدعم السريع فى منطقتى درى شقى وجبل عيسى.
وكشفت فى بيانها أن 3 وحدات المتحركة، كانت فى طريقها للهجوم على محلية المالحة، مشيرة إلى أنها قامت بأسر بعض العناصر والمركبات القتالية ودمرت الباقى، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
 
ومن جهته قال منى أركو مناوى، حاكم إقليم دارفور، عبر موقع إكس :"القوة المشتركة تمكنت من تكبيد الدعم السريع خسائر مهولة، فى ميادين القتال بالصحراء، الآن يمكننا القول أن النهاية اقتربت".
 
من جانبها أطلقت قوات الدعم السريع طائرة مسيرة على مركز إيواء مؤقت يضم الفارين من معسكر زمزم وبلدة أبو زريقة جنوب الفاشر، وقصفت الطائرة مركز الإيواء، وهو ما أدى لمقتل 19 شخصا على الأقل وإصابة العشرات.
 
وفي حين تتباين التقديرات حول الأعداد الدقيقة للضحايا، أكد المتحدث الرسمي باسم نقابة أطباء السودان أن عدد القتلى يفوق التقديرات المعلنة، مشيرا إلى أن المستشفيات والفرق الطبية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى البيانات اللازمة التي تعكس العدد الحقيقي للضحايا، وقدرت منظمة "جينوسايد ووتش" العدد الفعلي للضحايا المدنيين منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023 وحتى الآن بنحو 150 ألف ضحية.
 
 
ووفقا لأحدث التقديرات الاولية، فقد درمت الحرب 20% من الرصيد الرأسمالي للاقتصاد السوداني والمقدر بنحو 600 مليار دولار، كما أدت إلى تآكل أكثر من نصف الناتج القومي الإجمالي الذي يبلغ متوسطه السنوي نحو 33 مليار دولار، حيث يتركز 25% من اقتصاد البلاد، في مدن يدور فيها القتال  ذات ثقل اقتصادي كبيير مثل نيالا والفاشر و"ود مدني" عاصمة إقليم الجزيرة الذي يشكل عصب الإنتاج الزراعي في البلاد.
 
وكان قطاع البنية التحتية من أكثر القطاعات تضررا، حيث تعاني أكثر من 60 %من مناطق البلاد شحا كبيرا في إمدادات الكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات، بعد أن دمر القتال الكثير من المنشآت والشبكات الرئيسية.
 
وتعرضت البنية الصناعية في السودان إلى دمار وتخريب كامل، حيث تشير التقديرات إلى فقدان البلاد نحو 80 %من وحداتها الإنتاجية بعد الأضرار الكلية والجزئية التي لحقت بأكثر من 600 مصنع منها 400 في الخرطوم وحدها، وفق بيانات اتحاد أصحاب العمل السوداني، وانخفضت العملة السودانية بشكل كبير حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا فوق 2700 جنيه سوداني مقارنة ب600 جنيها  مقابل الدولار الواحد قبل اندلاع الحرب.
 
وأجبر القصف المتواصل الذى تنفذه الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين، أعدادا كبيرة على النزوح نحو مناطق أكثر أمنا، كما أجبرت الهجمات البرية التى تنفذها على بلدة أبو زريقة مايزيد عن 20 ألف شخص على النزوح نحو القرى المحيطة بمخيم زمزم، حيث كشف مدير عام وزارة الصحة فى ولاية شمال دارفور، عن استمرار استهداف مدفعية الدعم السريع لمخيم أبو شوك للنازحين فى شمال الفاشر، مشيرا أن القصف استهدف المركز الصحى فى المعسكر ومواقع أخرى.
 
 
وقال وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، خلال مؤتمر صحفى فى بورتسودان، إن دراسة حديثة أظهرت أن معدل سوء التغذية بين الأطفال وصل إلى 15% في 24 محلية، بينما ارتفع إلى 30% في محليات الطويلة، أم كدادة، واللعيت بشمال دارفور، وهي مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وفقا لصحيفة التغيير.
 
وأوضح الوزير أن تزايد حالات سوء التغذية لا يتعلق فقط بنقص الغذاء، بل يرتبط بأمراض الأطفال، وانعدام المياه النظيفة، مشيرا إلى أن الأطفال في هذه المحليات يفتقرون إلى التطعيمات والخدمات الصحية الأساسية، مما يزيد من معاناتهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق