أوروبا تعلن الحرب على السجائر.. التدخين يصيب 270 ألف أوروبيا بالسرطان
الإثنين، 30 ديسمبر 2024 03:01 مهانم التمساح
شنت القارة الأوروبية حربا على التدخين ،ووضعت قواعد صارمة ضد التدخين ، تطبق بداية من العام الجديد، معلنة رغبتها فى تحسين جودة الهواء، وفرض حظر التدخين حتى فى الهواء الطلق، وكان آخرهم مدينة ميلانو الإيطالية ، التى فرضت حظر التدخين فى الأماكن العامة، اعتبارًا من الأول فى يناير، لتصبح أول مدينة إيطالية كبرى تفرض حظرًا شبه كامل على التدخين فى الهواء الطلق حيث يُسمح بالتدخين فى الأماكن العامة فقط فى أماكن محددة بمسافة لا تقل عن عشرة أمتار، وبخلاف ذلك، ستكون هناك غرامات تصل إلى 240 يورو، وتم حظر التدخين فى الملاعب والمقابر ومحطات الحافلات وكذلك فى الحدائق والمرافق الرياضية.
وينطبق الحظر الجديد فقط على منتجات التبغ الكلاسيكية مثل السجائر أو السيجار ومن ناحية أخرى، لا تزال السجائر الإلكترونية مسموحة فى الغالب فى الهواء الطلق فى ميلانو، وهذا ينفذ مرسومًا أصدره مجلس المدينة منذ عدة سنوات لتحسين جودة الهواء، وتجرى الآن مناقشة حظر التدخين فى الهواء الطلق فى دول أوروبية أخرى.
كما تشير التقارير إلى أن المملكة المتحدة تدرس حظرًا محتملاً للتدخين فى شرفات الحانات والمطاعم، ومن المقرر أن تقترح المفوضية الأوروبية توصيات جديدة تتعلق بحظر التدخين.
فيما حظرت بعض الدول الأوروبية التدخين فى محيط المدارس أو خارج أماكن العمل أو فى الملاعب الرياضية، وكانت السويد هى الدولة الأوروبية الوحيدة التى حظرت التدخين بشكل كامل فى شرفات المطاعم والحانات، وسجلت السويد أدنى معدل لتدخين السجائر فى جميع أنحاء أوروبا ،بشكل عام، يدخن ما يقرب من ربع الأوروبيين، وفقًا لمسح Eurobarometer لعام 2022، إذ تتراوح النسبة من حوالى 8% فى السويد إلى 37% فى بلغاريا.
وتهدف المفوضية الأوروبية إلى إنشاء ”جيل خالٍ من التبغ“ يستخدم فيه أقل من 5 % من سكان الاتحاد الأوروبى التبغ بحلول عام 2040، كجزء من خطتها للتغلب على السرطان.
وفى عام 2007، حظرت فرنسا التدخين فى جميع الأماكن المغلقة، وفى عام 2016 وضعت فرنسا عبوات محايدة بلون واحد وتحذيرات صحية موسعة، ويتضمن البرنامج الأخير للحكومة، الذى تم الكشف عنه العام الماضى، خططًا لحظر التدخين على الشواطئ والحدائق العامة وخارج المدارس، وهى إجراءات يمكن تنفيذها بحلول عام 2025.
وفى هولندا، التى تحتل أيضًا مرتبة متقدمة فى تشريعات مكافحة التدخين فى أوروبا، يبلغ سعر علبة السجائر حاليًا 11.10 يورو. ومنذ عام 2020، تم حظر التدخين فى المنشآت التعليمية.
أما الدول الأكثر تقييدًا لتدابير مكافحة التدخين، وفقًا لـ SFP، فهى أيرلندا والمملكة المتحدة، اذ أن سعر علبة السجائر فى أيرلندا هو الأعلى فى أوروبا حيث يبلغ 16.75 يورو. كشفت الحكومة أيضًا عن مشروع قانون فى يونيو من شأنه أن يرفع الحد الأدنى لسن شراء السجائر إلى 21 عامًا.
كما قررت بلجيكا حظر بيع السجائر الإلكترونية التى تستخدم لمرة واحدة اعتبارا من الأول من يناير المقبل لأسباب صحية وبيئية فى خطوة رائدة لدول الاتحاد الأوروبى،وقال وزير الصحة البلجيكى فرانك فاندنبروك، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس، اليوم - أن السجائر الإلكترونية الرخيصة تحولت إلى تهديد صحى لأنها طريقة سهلة لجذب المراهقين إلى التدخين والإدمان على النيكوتين.
و حظرت أستراليا بيع السجائر الإلكترونية خارج الصيدليات فى وقت سابق من هذا العام فى بعض من أكثر القيود صرامة فى العالم على السجائر الإلكترونية. والآن تقود بلجيكا حملة الاتحاد الأوروبى.
وتأتى تلك الاجراءات بعد ما خلصت إليه دراسة أوروبية بأن التدخين يسبب 270 ألف حالة إصابة بالسرطان في ثماني دول أوروبية وإسكندنافية كل عام ،
وتظهر هذه النتائج -بحسب الباحث في معهد الأورام الكتالوني بإسبانيا أجودو- الدور الخطر الذي يلعبه التدخين في الإصابة بالسرطان، وهو ما يمثل مصدر قلق للصحة العامة وأولوية في الوقاية.
وجمع أجودو وزملاؤه معلومات عن أكثر من 440 ألف شخص من سكان الدانمارك وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة.
وبدأ الباحثون في تتبع المشاركين بين عامي 1992 و2000 ولم تشخص إصابة أي أحد منهم بالسرطان ،وبعد المتابعة لمدة تجاوزت 11 عاما، وجد الفريق أن 14563 شخصا تعرضوا لدخان التبغ أصيبوا بنوع من السرطانات التي تعود للتعرض للتبغ كليا أو جزئيا، وهذا يعادل 270 حالة إصابة في كل مائة ألف شخص.
وتبين أن المدخنين الحاليين كانوا الأكثر عرضة للإصابة بأمراض السرطان المرتبطة بالتبغ 2.6 مرة عن أولئك الذين لم يدخنوا قط و1.5 مرة عن المدخنين السابقين ،وتم تشخيص إصابة حوالي 4500 شخص بسرطان القولون أو سرطان المستقيم، وحوالي 3000 شخص بسرطان الرئة، و1850 شخصا بسرطان المسالك البولية، وكانت أنواع السرطانات الأخرى المرتبطة بالتبغ أقل شيوعا لكنها شملت سرطانات المعدة وعنق الرحم والفم والكلى والبنكرياس ونوع من أنواع سرطان الدم.
وقال برابهات جها الأستاذ بجامعة تورونتو الذي لم يشارك في الدراسة، إن النتائج تتفق مع تقديرات عدد الوفيات الناجمة عن التدخين في أوروبا، لكنه قال إن الأرقام قد تكون أقل من التقديرات ،وأضاف أنه في البلدان الغنية مثل بعض الدول في أوروبا وأميركا الشمالية فإن معدلات الإصابة بالسرطانات والوفيات المرتبطة بالتدخين قد انخفضت بشكل كبير، في حين أن معدلات السرطان في الصين والهند آخذة في الارتفاع.