سوريا تنزف على خطى العراق
الإثنين، 30 ديسمبر 2024 01:12 م
عصام الشريف
جاء تصريح رئيس استخبارات الحكومة الجديدة في سوريا، بشأن حل أجهزة الأمن السورية كافة وإعادة تشكيلها من جديد، ليؤكد ما حذرنا منه في بداية الأزمة، وهو تشابه الحالتين السورية والعراقية.
هذا التصريح أعاد للأذهان فورا ما فعله رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق، بول بريمر، عندما حل الجيش العراقي بعد سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين، لتدخل البلاد في أتون حرب أهلية استمرت لنحو عامين، وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف من العراقيين، فضلا عن تأجيج الصراع الطائفي بين السنة والشيعة والأقليات الأخرى في الدولة التي تتشابه تماما في تركيبتها السكانية مع سوريا.
هذا التشابه سيفضي في النهاية بسوريا إلى المصير نفسه الذي طال العراق، فالبلاد اليوم تشهد فراغا أمنيا، ربما لم تظهر تداعياته بعد إلا على المناطق الحدودية، وربما أيضا ما زال البعض يعيش نشوة الانتصار والتفاؤل بمستقبل أفضل لسوريا، لكن بكل أسف فإن تكرار أحداث التاريخ لن تعطي نتائج مغايرة.
بدورها ستحدد التركيبة السكانية في سوريا تطورات الوضع والاتفاق على حكومة موحدة تقي البلاد شر التقسيم. وقد يكون من المجدي التفاؤل بأن الشعب السوري لم يعرف الانقسام الطائفي سابقا، لكن وجود فصيل سني في دائرة الحكم قد يخلق النزاع الطائفي ويؤججه، كما فعل نظام البشير في السودان عندما فرض مذهبه ورؤيته على الجنوب المغاير لتركيبة الشمال فكانت النتيجة انقسام البلاد إلى دولتين بالطبع بعد حرب أهلية استمرت لنحو 20 عاما.
أخيرا ما زلنا لا نتمنى أن تقع سوريا في الفخ نفسه الذي وقع فيه العراقيون أبان انهيار نظام صدام حسين، لكن هذا وحده سيتوقف على المواطن السوري الذي عليه الآن أن يشارك في عودة دولته باختيار حكومة مدنية قد تعيد أمجاد سوريا من جديد.
