احتفالات الكنائس المصرية برأس السنة وعيد الميلاد: روحانية وأمل وتجديد للعهود
الأحد، 29 ديسمبر 2024 01:44 مهانم التمساح
يستقبل مسيحيو مصر العام الجديد بالصلاوات وأجراس الكنائس التي تدق بالأمل والرجاء، متجهين بقلوبهم وأسماعهم نحو الكنائس بالشكر والدعاء.
وتُعدّ قداسات رأس السنة مناسبة روحانية بامتياز، تجمع بين الأبعاد الدينية والاجتماعية، حيث تمثل فرصة للتعبير عن الإيمان الراسخ، وتجديد العهد مع الله، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد الجماعة المسيحية، كما تحمل في طياتها رسالة أمل وتفاؤل بمستقبل أفضل، إذ يجد المؤمنون في هذه الليلة القوة والإلهام لمواجهة تحديات الحياة.
يُعتبر عيد الميلاد المجيد من أهم الأعياد المسيحية في تاريخ الكنيسة، وتنظم العديد من الكنائس فعاليات استعداداً للاحتفال به، ففي الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية بالزمالك، أُقيمت عدة فعاليات قبل وبعد الاحتفال بالعيد، منها احتفال على ضوء الشموع يوم 20 ديسمبر في السابعة مساءً، بالإضافة إلى احتفال ليلة رأس السنة، واختُتمت الاحتفالات ليلة رأس السنة يوم الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر.
وأوضح القس متياس عبدالصبور أن كنيسة العذراء مريم بحارة زويلة تُقيم قداساً مساء الثلاثاء ليلة رأس السنة. يبدأ البرنامج الساعة السابعة مساءً، حيث تُقام صلوات عشية، ثم تُقدَّم فقرات أسئلة روحية يطرح فيها الخدام أسئلة على الكاهن، تليها مدايح وترانيم، ثم عظة روحية، وتُختتم بصلوات نصف الليل في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ليكون ختام عام 2024 بالصلاة وبداية عام 2025 بالصلاة.
تشهد الكنيسة أيضاً صلوات وقداسات صباحاً من الساعة السابعة إلى العاشرة، وقداسات أخرى من الساعة العاشرة إلى الثانية عشرة ظهراً ضمن طقس البرمون قبل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.
وكلمة "برمون" يونانية تعني الاستعداد، ويمتاز قداس البرمون بصلوات الأجبية السبع التي تُعرف بالمزامير. يُضاف إلى ذلك أن المسيحيين يصومون صوماً انقطاعياً من الساعة الثالثة عصر يوم الثلاثاء الموافق 6 يناير حتى منتصف الليل، ليبدأ الإفطار بعد قداس عشية العيد، مع ضرورة أن لا تقل مدة الصوم عن تسع ساعات.
في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، يُنظَّم احتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية سنوياً بمقر الكنيسة في شارع كليوباترا. يبدأ برنامج الاحتفال بعدد من الترانيم والتسبيح، بحضور عدد كبير من أبناء الطائفة.
يُشارك القس الدكتور أندريه ذكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، في الاحتفال ويُقدّم رسالة الكنيسة الخاصة بهذه المناسبة، إلى جانب حضور عدد من قساوسة الكنيسة الإنجيلية والشخصيات العامة وأعضاء من مجلسي النواب والشيوخ.
توفر الكنيسة الأسقفية خدمة الترجمة الفورية للغة الإشارة، وقد خصصت ركناً للصم وضعاف السمع داخل كاتدرائية جميع القديسين بالزمالك. وأشارت الكنيسة إلى أن هذه الخدمة يقدمها رامز بخيت، خادم الصم بكنيسة مصر القديمة الأسقفية، التي تُعدّ أولى الكنائس في مصر المعنية بخدمة الصم وضعاف السمع.