مبادرة أجيال مصر الرقمية.. استثمار كبير في الكوادر البشرية وانطلاقة جديدة نحو المستقبل التكنولوجي
الإثنين، 23 ديسمبر 2024 10:42 صهانم التمساح
شهد عام 2024 طفرة في التحول الرقمي، حيث انطلقت وتوسّعت مبادرات تدريبية مكثفة تستهدف الشباب والنشء في مختلف التخصصات التكنولوجية، بهدف تأهيلهم لمهن المستقبل وتعزيز قدراتهم في سوق العمل الرقمي، وكان هذا العام نقطة تحول محورية في مسيرة مصر نحو التحول الرقمي، حيث برزت مبادرة "أجيال مصر الرقمية" كإحدى أبرز المبادرات الوطنية التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مستهدفة إعداد جيل من المتخصصين في التقنيات الحديثة وتعزيز تنافسيتهم في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
وتستهدف مبادرة "أجيال مصر الرقمية" تمكين الفئات العمرية المختلفة، بدءًا من طلاب المرحلة الابتدائية وحتى خريجي الجامعات، ليصبحوا مؤهلين لتحقيق الرؤية الرقمية لمصر.
وأثمرت هذه الجهود عن تدريب أكثر من 220 ألف متدرب خلال عام 2024، مما يعكس التزام الدولة بتطوير المهارات الرقمية لشبابها وتهيئتهم للمشاركة الفعالة في تحقيق رؤية مصر الرقمية.
وتسعى المبادرة إلى تمكين الفئات العمرية المختلفة من خلال برامج تدريبية متخصصة تشمل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، البرمجة، وتحليل البيانات.
تهدف المبادرة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها إعداد كوادر متخصصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتنمية المهارات الرقمية لدى الشباب المصري، بالإضافة إلى تمكين الفئات العمرية المختلفة من اكتساب المهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.
تتضمن المبادرة عدة برامج تدريبية متخصصة، أبرزها:
- مبادرة براعم مصر الرقمية:
تستهدف طلاب الصف الرابع إلى السادس الابتدائي، وتهدف إلى تأهيل وبناء المهارات التكنولوجية لديهم.
- مبادرة أشبال مصر الرقمية:
تستهدف طلاب الصف الأول الإعدادي حتى الثاني الثانوي، وتهدف إلى تطوير مهاراتهم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وتطوير البرمجيات، وعلوم البيانات، والأنظمة المدمجة، والفنون الرقمية، وتأمين المعلومات والشبكات.
- مبادرة رواد مصر الرقمية:
تستهدف طلاب الجامعات والخريجين من جميع التخصصات، وتهدف إلى تنمية مهاراتهم الرقمية من خلال تقديم مسارات تعليمية متخصصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، والبرمجة، بالإضافة إلى إتاحة تدريب على مهارات العمل الحر، مما يتيح لهم المنافسة عالميًا كمستقلين في أسواق العمل الرقمية.
- مبادرة بناة مصر الرقمية:
تتفرع من مبادرة "أجيال مصر الرقمية"، وتستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين في تخصصات الهندسة والحاسبات وتكنولوجيا المعلومات. تقدم برامج تمنح درجة الماجستير من جامعات دولية مرموقة في أحدث التخصصات التكنولوجية، إلى جانب تدريب عملي مكثف بالتعاون مع شركات عالمية وبرامج لتنمية المهارات القيادية والإدارية.
تعتمد المبادرة على نظام التعليم الهجين، الذي يجمع بين التعليم عن بُعد والتعليم بالحضور الفعلي، لضمان وصول التدريب إلى جميع أنحاء الجمهورية مع مراعاة التنوع الجغرافي والعُمري.
ويتم تنفيذ المبادرة بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الحكومية والجامعات العالمية وشركات عالمية وإقليمية ومحلية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع المصرفي، بالإضافة إلى كبرى المنصات والشركات العالمية في مجال التدريب وبناء القدرات.
تُقدم جميع البرامج التدريبية مجانًا، حيث تعتبر الوزارة ذلك استثمارًا في تنمية المهارات الرقمية لجميع الأعمار، وهو ما يُعد حجر الزاوية في استراتيجية مصر الرقمية.
وتساهم المبادرة في إعداد جيل قادر على المنافسة بفعالية في سوق العمل العالمي من خلال بناء مصفوفة متكاملة من المهارات التقنية والشخصية، وتوفير التدريب في التخصصات التكنولوجية الأكثر طلبًا في سوق العمل الحالي والمستقبلي.
من بين النجاحات الملهمة التي حققتها المبادرة، تجربة أسرة مصرية من أسيوط، حيث التحق جميع أفرادها، البالغ عددهم خمسة، بمختلف المبادرات التي تندرج ضمن "أجيال مصر الرقمية"، مما يعكس التأثير الإيجابي للمبادرة على المجتمع المصري.
تعد مبادرة "أجيال مصر الرقمية" نموذجًا ناجحًا للاستثمار في رأس المال البشري، من خلال توفير فرص تدريبية متقدمة للشباب المصري في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مما يسهم في تحقيق رؤية مصر الرقمية وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.