أسوان عاصمة الطاقة الشمسية المتجددة
السبت، 21 ديسمبر 2024 02:20 مهبة جعفر
محطة ابيدوس 1 تنضم على مجمع بنبان وتضيف 500 ميجاوات للشبكة الكهربائية باستثمارات نصف مليار دولار
الحكومة تواصل التحرك السريع لتنفيذ الخطة العاجلة بإضافة 4 آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة لتأمين صيف 2025
الحكومة تواصل التحرك السريع لتنفيذ الخطة العاجلة بإضافة 4 آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة لتأمين صيف 2025
من جنوب مصر انطلقت أولى مصادر الإنارة لكافة ربوع الجمهورية، فمع بناء السد العالى بصعيد مصر وتحديداً بمحافظة أسوان بدأت الدولة وضع خطتها في ستينات القرن الماضى، واستغلاله لتوليد الطاقة الكهربائية، وتم بناء محطة الكهرباء عند مخارج الأنفاق حيث يتفرع كل نفق إلى فرعين، مركب على كل منهما توربينة لتوليد الكهرباء، ووصل عدد التوربينات إلى 12 توربينة، قدرة التوربينة 175 ميجاوات، ووصلت القدرة الإجمالية للمحطة إلى 2100 ميجاوات، بطاقة كهربائية منتجة 10 مليار كيلووات ساعة سنويا.
وفى 2014 بدأت الدولة إستراتيجية الطاقة المستدامة 2035 للحكومة المصرية بانطلاق محطة بنبان للطاقة الشمسية هي مجموعة من المحطات الشمسية تضم 32 محطة شمسية بقدرة تصل إلى 1465 ميجاوات تضم 34 محطة شمسية بقدرة 50 ميجاوات للواحدة، حيث بلغت تكلفة المشروع ملياري دولار، وشارك في بناء المحطات 32 شركة وحصل المشروع على جائزة البنك الدولي كأكثر المشاريع تميزًا.
يقع المشروع في قرية بنبان على بعد 35 كيلو شمال أسوان، لتصبح المحطة الأكبر في العالم، وساعد المشروع في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 1.9 مليون طن في السنة.
استكمالا لخطة الدولة فى تطوير محطات الكهرباء بالطاقة الشمسية، أنشئت محطة "ابيدوس 1 للطاقة الشمسية" بصحراء كوم أمبو في أسوان، لتكن بمثابة إضافة إلى قدرات مصر الإنتاجية في مجال الطاقة المتجددة، ولتؤكد توجه الدولة المصرية نحو وجود تحول نوعي في كيفية التعامل مع مواردها الطبيعية؛ وتوظيفها بشكل أكثر كفاءة بما يغطي احتياجاتها، خاصة في ظل التحديات البيئية التي تواجه العالم والتحول نحو الاقتصاد الأخضر من خلال تبني حلول مبتكرة ومستدامة، بتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز التكيف في قطاع الطاقة من خلال توليد الطاقة الشمسية.
تعد محطة "أبيدوس1" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات التي تنفذها شركة "إيميا باور" الإماراتية، تأكيد على أن مصر تتيح فرصة غير مسبوقة للقطاع الخاص الوطني والعربي والأجنبي للاستثمار على أرضها بما يعود بالنفع على المواطن المصري، حيث يعد هذا المشروع خطوة محورية في مسيرتها نحو تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، ودليل على التزامها العميق برؤية مستقبلية تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.
جاءت المحطة تنفيذا لرؤية مصر 2030 التي تستند إلى مبادئ "التنمية المستدامة الشاملة" بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتعد الطاقة إحدى الركائز الأساسية لتحقيقها وإحداث التنمية الشاملة في مختلف أنحاء الدولة، وشريان التنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن كونها من أهم ركائز الأمن القومي المصري، حيث ترتبط خطط التنمية المستدامة الشاملة في جميع المجالات بِقُدرة الدولة على توفير موارد الطاقة اللازمة لتنفيذ هذه الخطط.
والأسبوع الماضى، خلال حفل تدشين المحطة، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن "ابيدوس 1 للطاقة الشمسية" لا تمثل مجرد إضافة إلى قدرات مصر الإنتاجية في مجال الطاقة المتجددة، بل تؤكد توجه الدولة المصرية نحو وجود تحول نوعي في كيفية التعامل مع مواردها الطبيعية؛ وتوظيفها بشكل أكثر كفاءة بما يغطي احتياجات الدولة المصرية، موضحاً أن التحديات البيئية التي تواجه العالم تتطلب أن نكون في طليعة الدول التي تسعى لتبني حُلولٍ مُبتكرة ومستدامة؛ حيث أن المشروع يأتي في إطار استراتيجية مصر الوطنية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز التكيف في قطاع الطاقة.
وخصصت الحكومة التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار الشبكة القومية للكهرباء، وعدم اللجوء لتخفيف الأحمال مرة أخرى، علاوة على وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة لتأمين صيف 2025، وتمكنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية من حل مشكلة الانقطاعات وتأمين التغذية الكهربائية وفقاً لأعلى معايير الجودة وتحسين الإنتاجية والكفاءة.
كما وضعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة خطة لتأمين التغذية الكهربائية لصيف 2025 بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية، لسد الفجوة للصيف القادم حيث تم حسابها لتكون في حدود من 3 إلى 4 آلاف ميجاوات إضافية بتكلفة استثمارية تصل إلى 4 مليارات دولار، لذلك تم وضع خطة واضحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة في هذا الشأن سيتم توفيرها من خلال مشروعات يتم تنفيذها حاليًا مع القطاع الخاص، ومن المُخطط أن يتم تشغيلها مع حلول فصل الصيف المُقبل، كجزء أصيل من خطة زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ولتجنُب اللجوء لتخفيف الأحمال وتقليل استيراد المواد البترولية.
وعلى هامش الاحتفال بتدشين محطة أبيدوس للطاقة الشمسية، شهد مدبولي، مراسم توقيع اتفاقيتين لتنفيذ مشروع محطة رياح بقدرة 500 ميجاوات بخليج السويس، باستثمارات تقدر بنحو 600 مليون دولار، بالتعاون بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ممثلة في الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة من جانب، وشركة "إيميا باور AMEA POWER " الإماراتية، إحدى شركات مجموعة النويس الإماراتية للاستثمار، وجاءت الاتفاقيتان في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة التي تستهدف تحقيق 42% من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام ٢٠٣٠، ويعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر، حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.
تكاليف محطة "أبيدوس1" والطاقة المنتجة
تقام محطة "أبيدوس 1 للطاقة الشمسية" في صحراء كوم أمبو بقدرة 500 ميجاوات واستثمارات نصف مليار دولار على مساحة 10 آلاف م2 وتضم ما يزيد على مليون خلية شمسية و1920 محولًا فرعيًا و64 محطة تحويل إلى جانب المُحولين الرئيسيين الأكبر من نوعهما في إفريقيا والشرق الأوسط حيث تبلغ قدرة كل منهما 300 ميجاوات ويزن كل منهما 255 طنا.
وقال حسين النويس، رئيس مجلس إدارة شركة "إيميا باور" إن استثمارات المحطة تبلغ 500 مليون دولار بتمويل من كل من: مؤسسة التمويل الدولية "IFC" عضو "مجموعة البنك الدولي"، والبنك الهولندي للتنمية "FMO"، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي" JICA"، والمقاول العام للمشروع شركة باور شاينا " Power China" الصينية، موضحاً أن المحطة تضم مليونا و22 ألفا و896 خلية شمسية، بالإضافة إلى 1920 محولًا فرعيًا و64 محطة تحويل، إلى جانب المُحولين الرئيسيين الأكبر من نوعهما في إفريقيا والشرق الأوسط حيث تبلغ قدرة كل منهما 300 ميجاوات ويزن كل منهما 255 طنا.
وأشار رئيس مجلس إدارة شركة "إيميا باور" الإماراتية إلى أن المحطة توفر الكهرباء لـ 256 ألف منزل، كما تسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 760 طنا سنويا.
بدأ العمل في موقع محطة "أبيدوس للطاقة الشمسية" في مارس 2023، بعقول وأياد مصرية بواقع 95% من المستوى الإداري للمشروع مصريين، و100% من العمالة مصرية، وبلغ عدد العاملين في الموقع في ذروة أعمال المشروع 3500 شخص، وحقق المشروع 4.9 مليون ساعة عمل آمنة.
وحول استثمارات شركة "إيميا باور" في مصر، أوضح حسين النويس أن استثمارات الشركة الإماراتية في السوق المصرية تتجاوز 2 مليار دولار بقطاع الطاقة المتجددة، ويشمل ذلك محطة الطاقة الشمسية أبيدوس 1 مع نظام تخزين طاقة البطارية 300 ميجاوات في الساعة، ومزرعة الرياح أمونيت بقدرة 500 ميجاوات، ومحطة الطاقة الشمسية أبيدوس 2 بقدرة 1000 ميجاوات مع 600 ميجاوات ساعة من نظام BESS.
وأعلن رئيس مجلس إدارة "إيميا باور" بدء الأعمال الهندسية لتدشين مشروع محطة أبيدوس 2 للطاقة الشمسية بقدرة انتاجية تبلغ 1 جيجاوات من الكهرباء النظيفة، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بعد أن تم توقيع اتفاقيات شراء الطاقة مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء في سبتمبر الماضي، وهو مما يعزز حضور إيميا باور ويساهم في دفع مسيرة التنمية المستدامة في قطاع الطاقة المتجددة في مصر.
وشهدت محافظة أسوان، عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الأفريقية كما أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال عام 2024 طفرة تنموية وإنشائية كبرى، بفضل سلسلة الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها بمختلف القطاعات على أرض المحافظة، التي تصدرتها مشروعات "حياة كريمة " بعدما أدرجت جميع قرى ومراكز المحافظة الخامسة للمبادرة الرئاسية بإجمالي 2000 مشروع بتكلفة إجمالية بلغت 26.8 مليار جنيه، فضلا عن المشروعات التي تم الإنتهاء منها، والجارى تنفيذها، خاصة فى قطاع الطرق والكبارى بإستثمارات بلغت نحو 7.1 مليار جنيه، والتى ساهمت فى رفع المستوى الاقتصادي والتنموى للمحافظة.
وعن الطفرة التي حدثت في مجال الطاقة الشمسية شهدت المحافظة فى هذا القطاع على وجه الخصوص، إنجازا فريدا بإنطلاق مشروعات الطاقة الشمسية بقرى"بنبان" و"فارس" غرب النيل، التى أهلتها لكى تكون قبلة لمشروعات الطاقة الشمسية فى الجمهورية الجديدة، بإجمالى إنتاج بلغ نحو 1965 ميجاوات، تم ربطها عبر الشبكة القومية الموحدة للكهرباء.
وزخرت المحافظة بالعديد من مشروعات الطاقة الشمسية خلال عام 2024 شملت إقامة محطة "أبيدوس" والتى تقوم حالياً بضخ 300 ميجاوات للشبكة القومية الموحدة، والتى من المقرر أن تصل إلى قدرات 500 ميجاوات، بالإضافة إلى مشروع محطة الطاقة الشمسية السعودية بقرية فارس التابعة لشركة أكوا باور بطاقة 200 ميجاوات.