احتلال جبل الشيخ.. إسرائيل توسع نفوذها على حساب السيادة السورية
الإثنين، 16 ديسمبر 2024 04:38 م
لم يتأخر جيش الاحتلال الإسرائيلي في استغلال الوضع المضطرب في سوريا عقب انهيار نظام بشار الأسد لتحقيق أهدافه الاستراتيجية. فقد استهدف البنية العسكرية السورية، منفذًا ضربات طالت نحو 500 هدف، دمر خلالها الأسطول البحري السوري و90% من منظومات الصواريخ الأرضية المعروفة. ومع ذلك، فإن الاستيلاء على قمة جبل الشيخ، أعلى نقطة في سوريا، يُعد الخطوة الأكثر أهمية في الآونة الأخيرة.
يقع جبل الشيخ في سلسلة جبال لبنان الشرقية، ممتدًا على الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل. ويمثل موقعًا استراتيجيًا مشرفًا على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ما يمنح من يسيطر عليه تفوقًا كبيرًا في عمليات المراقبة وإدارة العمليات العسكرية.
حتى وقت قريب، ظلت قمة الجبل منطقة عازلة تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية، تحرسها قوات حفظ السلام الدولية على مدى عقود. إلا أن جيش الاحتلال سيطر عليها مؤخرًا، واضعًا يده على هذا الموقع الحيوي، وذلك بهدف توسيع نفوذه على حساب السيادة السورية.
وفي إطار الاستعداد للتغيرات على الأرض، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي أوامر لجيش الاحتلال بتأمين الانتشار في الظروف الشتوية القاسية، مؤكدًا أهمية الحفاظ على السيطرة على جبل الشيخ لتحقيق أهداف أمنية حيوية. كما ظهر برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على قمة الجبل، مشيرًا إلى استعادته تحت السيطرة الإسرائيلية لأول مرة منذ 51 عامًا.
امتدت تحركات قوات الاحتلال إلى مناطق أعمق، حيث وصلت إلى بلدة بقاعاسم على بعد 25 كيلومترًا من العاصمة السورية دمشق. ورغم نفي المتحدث العسكري الإسرائيلي أي نية للتقدم نحو العاصمة، فإن هذه التحركات تعكس تغيرًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة.
تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان منذ حرب عام 1967، وضمتها في عام 1981، وهو إجراء لا يعترف به القانون الدولي. إلا أن الولايات المتحدة دعمت هذا الضم في عهد إدارة ترامب، ما أضاف غطاءً سياسيًا لهذا الاحتلال.
ورغم أن إسرائيل كانت تسيطر على منحدرات جبل الشيخ السفلى لعقود، إلا أن القمة ظلت تحت السيطرة السورية، حتى تغيرت الأوضاع مؤخرًا. ويعتبر جبل الشيخ، الذي يبلغ ارتفاعه 2814 مترًا، نقطة مراقبة استراتيجية، تمنح إسرائيل ميزة كبيرة في الإنذار المبكر عبر المراقبة الإلكترونية.
تزامنًا مع السيطرة على الجبل، كثف جيش الاحتلال هجماته الجوية على سوريا، مستهدفًا القدرات العسكرية السورية بصورة غير مسبوقة. فقد تم تدمير معظم أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك أنظمة SA22 وSA17، بالإضافة إلى تدمير أسراب من الطائرات الحربية السورية وطائرات الدرون الهجومية، إلى جانب عدد كبير من الأهداف العسكرية المهمة.