عندما هلل العراقيون قبل 20 عاما !!
الأربعاء، 11 ديسمبر 2024 11:47 ص
ما أشبه الليلة بالبارحة.. بمجرد أن شاهدت سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وسيطرة الفصائل المسلحة علىدمشق، لا أدري لماذا عادت ذاكرتي إلى ما حدث في العراق عام 2003.
كانت المشاهد تبدو متماثلة مع ما حدث قبل ساعات في سوريا، تحطيم تمثال صدام واليوم يتم الشيء نفسه في سوريا.. شيطنة صدام حسين، والأمر نفسه أيضا يحدث مع بشار الأسد.
ولا زلت أذكر أيضا شماتة العديدين وقت سقوط صدام حسين وتهاوي الجيش العراقي، والاتهامات التي طالته، لكن بعد سنوات من احتلال العراق وتمزقه وشبه خروجه عن الحضن العربي، وتحكم الطائفية في مقاليد الحكم في بغداد، كل هذا ربما يكون نموذجا مصغرا لا نتمناه لما يحدث في سوريا الآن.
كان العراق دولة، كما كانت سوريا دولة أيضا تحكمها المؤسسات، لكن هل عاد العراق دولة بعد صدام رغم تغير العديد من الحكومات؟ الإجابة يعلمها الجميع.
ورغم أننا نتمنى كل التوفيق لسوريا وندعم خيارات الشعب هناك، لكن الصوت العالي الآن هو لمن يقفون ضد بشار منذ البداية، وهم فصائل مسلحة وجماعات ذات أيدولوجية إسلامية متشددة، لكن سنظل متمسكون بالأمل أن يلعب الشعب السوري دوره ويختار حكومته بنفسه حتى لو لم يكن طرفا في التغيير.
أيضا من الأمور التي طغت على تفكير الوعي الجمعي المصري، هو الإحساس بقيمة الجيش المصري، الذي تصدى للإرهاب في سيناء لسنوات عديدة وخرج من المعركة منتصرا وبدأت مرحلة تنمية سيناء، في الوقت الذي بقى فيه الجيش المصري قويا بل مصنفا ضمن أقوى جيوش العالم.
أخيرا نتمنى كل التوفيق للسوريين في اختيار حكومتهم المقبلة والتمسك بقيم الديمقراطية، وعدم الانجرار إلى أي أعمال عنف، والتصدي بكل حزم لأي محاولات خارجية للنيل من وحدة سوريا والشعب السوري الحر الأبي.